عانى الهلاليون من مشكلة مزمنة في العقد الأخير لعلها كانت أهم وأوجه أسباب استعصاء البطولة الآسيوية، وقفت عائقاً أمامه لتحقيق البطولة ولكنه بدأ في حلها، ابرزها غياب القائد "القيادي" في الملعب في بطولة 2010، والمهاجم الهداف الذي يصنع الفارق، حُلّت المشكلة الأولى بعد عودة ياسر من العين في 2012، وحُلت المشكلة الثانية بقدوم ناصر الشمراني وتبقّى حسب ما اتضح لي منذ أعوام عدة مشكلة واحدة حاولت إيصالها لرجال الهلال ولكنها لم تصل. الهلال يملك ثقافة البطل وهي ماميزته بكسب 55 بطولة من أصل 66 نهائي، ولكنه لا يملك ثقافة التعاطي مع مباريات الذهاب والإياب، وهذا يتضح بعدم كسب أي بطولة قامت على الذهاب والإياب فهو غاب عن كأس بطولة خادم الحرمين الشريفين منذ أن بدأت في 2008، ثم البطولة الآسيوية، ولعل لقاء لخويا وذوب آهن وأولسان خير مثال، ولاحت له فرص ليست بالصعبة في لقاء الإياب ولكنه أضاعها بسوء التعاطي. برز الهلال بإبداعه في دور المجموعات وهي أدوار تعتمد على النقاط وليس مجموع لقائين (مثل الدوري) أي بأنها لا تُعتبر لقاءات ذهاب وإياب، وأبدع في دور ال16 إذ كان لقاءً واحداً قبل النظام الحديث، والمفارقة بأن الهلال كان يتأثر بالصوت القوي لجمهوره وإعلامه المتفائل والذي كان سلاحاً ذا حدين أدّى إلى تخدير الفريق، بينما اختلف التعاطي مع تلك المنافسات إذ أتى خبيرها. هنا نقف مبتهجين بعد حل تلك الإشكالية التي عانى منها، وريجي أثبت بأنه مدرب يعرف جيداً التعاطي مع مثل هذه اللقاءات والمحافظة على المخزون اللياقي للاعبيه، تفاءلت بهذا المدرب بعد أن رأيته يُشارك في الدوري أمام الخليج بلاعبين احتياطيين على عكس مايخطئ "كبرياء الهلال" بعبارة "سنتعامل مع جميع البطولات بالمعايير ذاتها" بعدما كان الهلال يخوض مباريات متتالية بين آسيوية ومحلية مجهداً الكتيبة الأساسيه رغبة في الحصاد الشامل متناسياً التفاوت بين قوة وأهمية تلك المباريات، شاهدنا كيف كان "هلال ريجي" في الإياب أمام السد إذ قتله من الوريد إلى الوريد خلال 90 دقيقة أعجز فيها "زعيم قطر وبطل آسيا 2011 " عن تسجيل هدف واحد فقط وهم من يلعب اللقاء كاملاً من أجل ذلك الهدف! بين سامي وريجيكامب اكتمل البدر، امتاز الجابر بخبرته الدقيقه بعناصر الهلال فرسم نسجاً نال إعجاب ريجي فطوره، فسامي هو من يعرف لاعبي السعودية فأحضر ناصر وسعود كريري وهو المُقرب من نيفيز فأحضره وأحضر صديقه "ديغاو" وهو من تابع الهلال والأهلي أمام أولسان فأعجبه قائدهم كواك فتابعه حتى في الشباب، فكان "هلال ريجي" من بناء سامي، فأتى الروماني بخبرته ودهائه ليُشكّل اللوحة الهلالية بعد أن بُنيت جالباً معه نجمه المفضل في فريقه السابق بينتلي، فكان الهلال من عناصر الجابر وإخراج ريجيكامب. صرخ الهلاليون منذ فترة برسالة سبق وأن كتبت مقالاً عنها وهي توفير الجهد وتحديد الهدف فقد سئمنا المكابرة، فالهلال لم يقل في يوم "هدفنا آسيا" وإلا فسيوحّد الصف لها فلسنا أضعف من أولسان أو السد حين حققا آسيا ولكنهما حين حققاها كانا بين الثالث والسادس في الدوري المحلي فإن لم تضح فلن تنال، فزمن سامي والثنيان انطوى فالكرة تحتاج إدارة وهذا مابدأ يتم تطبيقه جزئياً إذ يظهر الهلال بمستوى مغاير آسيوياً. تغنى جمهور الهلال بهجومه مراراً فهو دائما مايكون أقوى هجوم في الدوري، فحان بعد صبر بأن يتغنى الهلال بدفاعه وحارسه فقد هرمنا نبحث عن الدعيع وتاه الهلال لثلاثة أعوام باحثاً عن رادوي وخالد عزيز، فوجدوا توائم تضاعفوا عن سابقيهم فحضر السديري وبينتلي وكريري وكواك وديجاو.