أوضح معالي وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن ذكرى اليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية فرصة ثمينة تغرس في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة بقيادة بطل من أبطال التاريخ. جاء ذلك في كلمة لمعاليه بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لليوم الوطني للمملكة فيما يلي نصها: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد: تُطلُّ علينا في كل عام مناسبة، من أغلى المناسبات؛ تحمل مشاعر المجد والخير والنماء، ذكرى اليوم الوطني المجيد للمملكة، نستذكر هذا الحدث التاريخي المهم، حيث يظلُّ الأول من الميزان منذ عام 1352ه يوماً مجيداً محفوراً في ذاكرة التاريخ، منقوشاً في فكر ووجدان المواطن السعودي، كيف لا! وهو اليوم الذي وحَّد فيه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه شتات هذا الكيان العظيم، وأحال بتوفيق الله الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل. وفي هذه الأيام التي يعيشها البعض من حولنا ثورات وفتن وقلاقل أكلت الأخضر واليابس، تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني) مطمئنة مستقرة متماسكة، وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قيادة، ووفاء شعب، نستلهم منها القصص البطولية التي سطّرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله، والذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ، عندما وحّد أُمة وأنشأ دولة عظيمة شعارها الوحدة والتطور والازدهار متمسكاً بعقيدته، ثابتاً على دينه وقيمه، وليس خافٍ أن في حياة الأمم والشعوب أياماً هي من أنصع أيام تاريخها، ويومنا الوطني، تاريخ بأكمله، فهو ثمرة يجنيها الوطن كل عام زرع بذرتها البطل الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ومعه أبطال مجاهدون هم الآباء والأجداد من أبناء هذا الوطن رحمهم الله جميعاً، لترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده تحت راية التوحيد. هذا اليوم الوطني المجيد، مناسبة عزيزة على كل مواطن صالح، تتكرر كل عام، نتابع من خلالها مسيرة النهضة المطّردة التي عرفها الوطن ويعيشها في جميع المجالات، حتى باتت المملكة العربية السعودية في زمن قياسي من الدول الكبرى المؤثرة في مجرى الأحداث السياسية، بل تتميز على كثير من الدول بقيمتها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية، وتبنيها الإسلام منهجاً وأسلوب حياة، حتى أضحت ملاذاً للمسلمين، وأولت الحرمين الشريفين جل اهتمامها، وبذلت كل غالٍ في إعمارهما وتوسعتهما بشكل وفّر للحجاج والمعتمرين والزوار والمصلين سبل الراحة والطمأنينة. ولعلّ السابر لمسار قطار النهضة في المملكة، يلحظ اهتمام قيادتها الرشيدة البالغ، منذ إنشائها، بنشر العلم وتعليم أبناء الأمة، والاهتمام بمختلف العلوم والآداب، وقد حظيت مجالات الصحة والتعليم والأمن والدفاع وكافة قطاعات الدولة، بكل أنواع وألوان اهتمامات القيادة الرشيدة، تجسّد ذلك كله في هذا العصر التنموي الذهبي، الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ويعضده في تلك المسيرة ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود. رفع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله من شأن التعليم، والتوسع في آفاقه، ورفع لواء الحوار بين أتباع الديانات وتلاقح الثقافات على أسس سليمة تحقق السلام بين الشعوب، في وقت اتسعت فيه هوة الخلافات والصدامات الفكرية والحضارية والسياسية كما تميز عصره الذهبي بالدعوة لاحترام مبادئ حقوق الإنسان المستمدة من الشريعة الإسلامية في أسمى معانيها، وأعلن فيه بقوة عن محاربة الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره، حتى غدت المملكة العربية السعودية من الدول المؤسِّسة لهذا الدور والفاعلة فيه. إن المملكة العربية السعودية تبنت دائماً إفشاء الأمن والسلام في عالمنا، وفي الوقت عينه وقفت في وجه الاضطرابات ودعاويها المظللة التي تندسُّ خلفها تنظيمات تعشق الدم والخراب، ودأبت المملكة العربية السعودية ولا تزال تتصدى للعدوان أياً كان مصدره، وتسعى سياستها الخارجية الحكيمة إلى رأب الصدع في أماكن الصراع والتصادم لذا نجدها حاضرة في المحافل الدولية بما تدعو إليه من سلام ونبذ للعنف، ووقوف جاد وحازم في وجه الظلم. إن ذكرى اليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية فرصة ثمينة تغرس في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة بقيادة بطل من أبطال التاريخ، ليشعر الجميع بالفخر والاعتزاز، وتغرس في نفوسهم تلك المبادئ والمعاني التي قامت عليها هذه البلاد، منذ أن أرسى قواعدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وتعمِّق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة وإلى تراب هذا الوطن الغالي، حتى يستمر عطاء ذلك الغرس المبارك جيلاً بعد جيل، رحم الله مؤسس هذا الكيان الشامخ وأسكنه فسيح جناته وبارك الله في جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحفظه راعياً لهذه الأمة.