تفاوت الاحتفاء بفيلم جون ستيوارت مقدم البرنامج الشهير "The Daily Show" بعد عرضه في مهرجان تورنتو مؤخرا، وإن كان بشكل عام قد حاز على استحسان نقدي كفيلم أول لمخرجه. ويبشر الفيلم، حسب قول العديد من النقاد، بامتلاك ستيوارت لما يؤهله بأن يكون مخرجا جيدا يستطيع صناعة أفلام ذات مستوى فني أفضل في المستقبل. والفيلم مستمد من قصة اعتقال الصحفي، الكندي الجنسية والإيراني الأصل، مازيار بهاري أثناء زيارته لإيران لتغطية الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009، لمجلة النيوزويك، وذلك إبان رئاسة محمود أحمدي نجاد لإيران. وكان بهاري، منذ أن استقر به الحال في لندن، يقوم بكتابة تقارير صحفية لمجلة النيوزويك وإخراج أفلام وثائقية لقناة البي بي سي وللقناة الرابعة البريطانية. وقد قام بهاري بتصوير مقاطع للمظاهرات التي اندلعت بعد إعلان فوز نجاد وإرسالها إلى قناة البي بي سي. وقد تم اعتقاله واستجوابه تحت التعذيب لمدة 118 يوماً واتهامه بالجاسوسية. الجدير بالذكر أنه وخلال زيارة بهاري لإيران، استضافه مراسل برنامج "The Daily Show" جيمس جيسون، وعقد معه لقاء تلفزيونياً، أثناء تصويره عدة حلقات عن إيران. وقد تم استخدام هذا اللقاء كدليل ضده في التحقيق، حيث ادعى المحقق أن البرنامج ممول من الصهاينة وأن مقدم البرنامج يعمل لدى السي آي أي. وعلى إثر اعتقال بهاري، قادت زوجته حملة دولية تطالب بإطلاق سراحه، وهو ما حدث بعد أن طلبت السلطات الإيرانية كفالة قدرها ثلاث مئة ألف دولار؛ كما طلبت منه التعهد بالتجسس لحسابها وهو ما وافق عليه رغم نيته المسبقة بعدم الالتزام به. وقد استضافه ستيوارت في برنامجه بعد إطلاق سراحه للحديث عن ظروف الاعتقال ومسبباتها. وقد سرد بهاري ما حدث له في إيران في كتاب بعنوان "Then They Came for Me"، وهو الكتاب الذي اعتمد عليه ستيوارت في كتابة سيناريو فيلمه الذي فاجأ الجميع بجديته وبعده عن الكوميديا التي اعتادها من مذيعه الساخر. وقام بأداء دور بهاري في الفيلم الممثل المكسيكي الشهير جائيل جارسيا برنال وهو الذي شارك في أفلام مهمة عديدة حازت على العديد من الجوائز ومنها "Amores Perros" و "The Motorcycle Diaries" و "No". وهو مقيم في الأرجنتين حالياً ومتزوج من الممثلة الأرجنتينية دولوريس فونزي. وسيعرض فيلم "ماء الزهر" أو "Rosewater" وهو اسم المحقق الذي حقق مع بهاري في 7 نوفمبر كعرض تجاري أول. وبذلك فهو مؤهل لدخول سبق الأوسكار، وإن تفاوتت الآراء النقدية بشأن مستواه وإمكانية دخوله ضمن قائمة أفضل أفلام العام. جون ستيوارت