نفت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية ماريا هارف مجددا وبشكل قاطع أن تكون الولاياتالمتحدة قد نسقت استخباريا مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدة أن ذلك "لم يحصل مباشرة أو عبر طرف ثالث"، وذلك ردا على تقرير صحافي سوري أكد وجود التنسيق عبر جهة وسيطة تقوم بنقل المعلومات. وقالت هارف لشبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية: "أنفي ذلك تماما، لا يمكن لنا العمل مع نظام الأسد ولا تبادل المعلومات الاستخبارية معه. لن ننسق مع نظام الأسد، هذا أمر نهائي، لا يمكن أن أكون أكثر وضوحا من ذلك ". ولدى سؤالها عن إمكانية حصول التنسيق عبر طرف ثالث كما زعمت صحيفة "الوطن" السورية، ردت هارف: "لا نريد التنسيق مع نظام الأسد، وقلنا ذلك بوضوح وأعلمنا جميع الأطراف بعدم رغبتنا في تبادل المعلومات الاستخبارية، وإذا علمنا بقيام طرف ثالث بفعل ذلك فسنطلب منه بأقوى العبارات الممكنة التوقف عن ذلك. الى ذلك قال مسؤولون امريكيون بارزون ان الدفاعات الجوية للجيش السوري ستواجه ضربة انتقامية إذا حاولت دمشق الرد على ضربات جوية امريكية من المتوقع ان تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سورية. واثارت موافقة الرئيس الامريكي باراك اوباما على استخدام القوة الجوية ضد معاقل الجماعة المتشددة في سورية تساؤلات بشان هل سيرد الرئيس السوري بشار الاسد بطريقة ما. وقال مسؤولون امريكيون كبار تحدثوا الى الصحافيين يوم الاثنين انه ينبغي للاسد ألا يتدخل لأن الولاياتالمتحدة لديها معرفة جيدة بمواقع الدفاعات الجوية السورية ومنشآت القيادة والسيطرة. وقال احدهم انه إذا اظهر جيش الاسد انه يمثل تهديدا للقدرة الامريكية للعمل في المنطقة فانه سيضع الدفاعات الجوية السورية في خطر. وأكدت الولاياتالمتحدة انها لن تنسق مع حكومة الاسد بأي طريقة في قتالها ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وموقف اوباما المعلن منذ وقت طويل هو انه يريد ان يرى رحيل الاسد عن السلطة خصوصا بعد استخدامه اسلحة كيماوية ضد شعبه العام الماضي. لكن الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سورية قد يكون لها تأثير غير مباشر يستفيد منه الاسد لأن المتشددين يقاتلون الحكومة السورية في حرب اهلية مستمرة منذ اكثر من ثلاث سنوات. وتريد واشنطن تدريب وتجهيز المعارضة المسلحة السورية التي تعتبرها معتدلة للسيطرة على الاراضي التي ستتيحها الضربات الجوية الامريكية. وشنت الولاياتالمتحدة عشرات الضربات الجوية ضد اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق لكنها لم تنفذ حتى الان اي ضربات في سورية مع سعي اوباما الي ترسيخ ائتلاف مناهض للجماعة المتطرفة. وسيجتمع الرئيس الامريكي الثلاثاء في البيت الابيض مع الجنرال المتقاعد جون آلن المكلف بتنسيق انشطة ائتلاف من المتوقع ان يضم بعض الحلفاء الغربيين وعددا من الدول العربية. وقال مسؤول امريكي بارز إن بعض الدول العربية وافقت على الانضمام الى الولاياتالمتحدة في تنفيذ ضربات جوية لكنه امتنع عن الكشف عن اسمائها.