طرق القوافل والحج التي كانت تخترق الجزيرة العربية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها الى غربها هي آثار اسلامية يجب الحفاظ عليها وخاصة "طريق الحج البصري" الذي يمر في كثير من الصحارى في بلادنا يمر في نفوذ وعريق الدسم "رميلة اللّوى" قديماً.. ويمر في كثير من الأودية نسير في الصحارى والقفار فنرى معالم منه قد عفى عليها الزمن وسفت عليها الرمال.. أو دمَّره الباحثون عن الكنوز.. أو استخدم مكباً للنفايات في مناظر تبعث على الأسى على هذا المعلم الأثري الإسلامي الذي يتم تدميره بأيدينا.. سرت على الطريق الحج البصري الذي أعاد اكتشافه العالم الأثري والباحث المتمكن الأستاذ عبدالله بن محمد الشايع من خلال كتابه المتميز (نظرات في معالم البلدان) وحدَّد مواقع منازله وبركه بالإحداثيات وبخطوط الطول والعرض.. فوجدت كثير منها قد تعدَّت عليه المزارع واستخدمت حجارته فيما وضع مراسيم وهمية لهذه المزارع دمَّرتها الحراثات التي لا تعرف قيمة هذه الآثار الإسلامية والمعالم الجغرافية.. ومثال على ذلك معلم (رامتان) المعلم الجغرافي جنوب محافظة البدائع بالقصيم والذي تُعدِّي عليه وجرفت رماله ووضعت فوقه العقوم والشبوك وأصبح من المستحيل الوصول إليه ورامتان هما كثيبا رمل خرافية المنظر في الربيع وقد هام بهما الشعراء منذ عهد ماقبل الاسلام حتى زماننا الحالي وقل ان تقرأ ديوان شعر من دواوين شعراء العربية الا وتقرأ فيه ذكر لرامتان حتى ان عميد الادب العربي طه حسين سمى دارته بالقاهره باسم رامة ولكنها حاليا دمرت بواسطة الجرافات وطال التدمير الموقع الاثري (قصر رامة) الواقع جنوبها وحملت حجارته وبعثرت.. وكثير من المعالم ومنازل ومتعشيات طريق الحج البصري قد انطمرت تحت الرمال أو احتلتها المزارع كمعلم (البريكة) الواقع إلى الغرب من عنيزة. وقد أوضح الأستاذ عبدالله الشايع في رحلته الميدانية أن هذا المعلم قد أصبح داخل رشاش محوري وكدست حجارته بجانب المزرعة وهو في المنطقة الشرقية بين منزل القريتين ومنزل رامتان الواقع جنوب محافظة البدائع ويسمى (متعشى عجلز) ومنزل رامتان هو حالياً مطمور تحت الرمال وكذلك أميال وعلامات الطريق في نفوذ الدهناء وفي (عريق الدسم).. والمعالم الباقية على وضعها كما بقيت من هذه الطريق بركة (وجرة) أو (بركة الخرابة) الواقعة إلى الشمال من عشيرة قرب الطائف.. وهذا المعلم باق على معالمه كما هو واضح في الصورة المرفقة حيث إن البركة واضحة وكذلك الغرف الموجودة فوق (البركة وتمتلئ بالمياه مع كل مطر... وعلى هذا أتمنى أن تقوم الهيئة العليا للسياحة بما يلي: 1) إعادة اكتشاف معالم هذا الطريق بدءاً من منطقة القصيم وحتى مكةالمكرمة (بدلالة الآثاري المتمكن الأستاذ/ عبدالله بن محمد الشايع الذي حدد بدقة وبالإحداثيات كل منازله ومتعيشات هذا الطريق. 2) إعادة الطريق الصخرية التي طمرتها الرمال وكذلك المعالم والأميال المنهارة والمطمورة ووضع خارطة واضحة للطرق وحمايتها من التعديات وإزالة ما لحق بها من تعديات. 3) وضع لوحات على الطرق المسفلتة التي تدل على مواقع المنازل المحاذية للطريق في أقرب نقطة على الطرق المستقلة ووضع لوحات بجانب المواقع توضح تصميمها وتاريخ إنشائها ومسميّاتها. 4) أن يتم تنظيم رحلة حج أو عمرة إلى مكةالمكرمة على ظهور الجمال تسلك هذا الطريق وتستريح في منازله بعد تنفيذ ما ذكر حول إعادة اكتشاف هذا الطريق الهام والأثر الإسلامي المندثر، وأتمنى أن تقوم الهيئة العليا للسياحة بتنظيم هذه الرحلة إلى مكةالمكرمة برفقة الإعلاميين والاثاريين والجغرافيين لتسليط الضوء على أثر إسلامي هام.