دارت اشتباكات فجر يوم امس في حيي الميدان والزاهرة القديمة احد الأحياء التقليدية في العاصمة السورية دمشق بين قوات النظام ومقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل إلى المنطقة، تلا ذلك استنفار أمني وإغلاق شوارع المنطقتين. وأفاد أهالي بأن الوضع لا يزال متوتراً في الحي، في وقت منعت القوات الامنية دخول السيارات باتجاه شارع أبو الحبل، في حي الميدان الدمشقي الشهير كما تمتنع حافلات النقل عن الدخول إلى حي نهر عيشة. وأوضح الأهالي أنهم سمعوا في ساعات الفجر الأولى أصوات اشتباكات، في محيط منطقة أبو حبل بالتزامن مع أصوات تكبير سمعت بين الحين والآخر واستنفار لحواجز المنطقة. من جهتها، قالت وسائل إعلام موالية للنظام إن مجموعة مسلحة قامت بالتسلل إلى حي الزاهرة القديمة من جهة المخيم، وقامت قوات النظام ومسلحين موالين بالاشتباك والتعامل معها. ونشرت وسائل إعلام موالية صورا قالت إنهم لجثث مسلحين حاولوا التسلل إلى منطقة الزاهرة وتم التعامل معهم، حيث ظهر في الصورة ثلاث جثث ملفوفة مسجاة بأحد شوارع المنطقة. ولفت الأهالي إلى أن المدارس في المنطقة تم إغلاقها، وذلك حتى بعد توقف الاشتباكات وتقع هذه الأحياء المكتظة بالسكان في الجهة الجنوبية من دمشق. وتشهد مناطق من دمشق ومحيطها تصعيدا عسكريا مع اعلان النظام الشهر الماضي، البدء بعملية عسكرية في جوبر، وسيطرة مقاتلي المعارضة على حي الدخانية بالريف. على صعيد اخر زعمت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات إن التنسيق بين النظام السوري والولايات المتحدة قائم عبر طرف ثالث. وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية في باريس، "وجود تنسيق سوري أمريكي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش"، ساخرة من تصريحات واشنطن النافية لذلك. وأوضحت المصادر الدبلوماسية، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، إن "التنسيق قائم عبر طرف أمني ثالث يزود السوريين ببنك أهداف وبتحركات داعش حيث يتم استهدافها"، مرجحة أن يكون عبر بغداد أو موسكو أو برلين أو حتى من خلال غرفة العمليات العسكرية الموجودة في أربيل. ولفتت المصادر في حديثها للصحيفة إلى "تلقي سورية في الأسابيع الأخيرة معلومات دقيقة جداً وصلت إليها من خلال جهاز استخباراتي عن اجتماعات سرية لعدد من قادة داعش وتحركاتهم وعلى أثرها تحرك الطيران السوري وأصاب الأهداف بدقة عالية". وأكدت أن "الجيش السوري استفاد بشكل كبير من المعلومات الاستخباراتية التي تصله وتمكن خلال الأيام القليلة الماضية من تدمير وقتل عدد كبير من إرهابيي داعش ودمر مستودعات لسلاح أمريكي حديث أتت به داعش من العراق". وضربت الصحيفة أمثلة عن استهداف مقرات لداعش كانت تشهد اجتماعات لقياديين بالتنظيم في مدينة موحسن بدير الزور، وبلدة قرب مدينة الرقة في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر. ويأتي ذلك في وقت نفت كل من واشنطنودمشق للأنباء حول تنسيق بين الطرفين لضرب داعش، وخاصة مع إعلان واشنطن المتكرر لرفضها التعاون مع دمشق، التي عرضت أن تكون جزءا بأي تحالف ضد الإرهاب. يذكر ان وضاح عبدربه رئيس تحرير الصحيفة التي تصدر في دمشق يقيم معظم الوقت، مؤخرا، في فرنسا، وفق تأكيدات العاملين في الصحيفة.