عندما أفاق الشاب الاسترالي "بين ماك ماهون – 22 عام" بعد أسبوع كامل من غيبوبته التي كانت بسبب حادث سير مروع كاد أن يفقد فيه حياته طلب من الممرضة ذات الملامح الآسيوية ورقة وقلم ليكتب فيها بلغة الماندرين الصينية رسالة لوالديه بأنه يحبهما وسيتعافى قريباً من تلك الحادثة. والغريب في الأمر بأن "بين" لم يدرس أو يتعلم تحدث و كتابة لغة الماندرين الصينية نهائياً في وقت سابق من عمره حيث كان لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية فقط كما يقول في أمر مثير ومحير للجميع. ويقول والداه بأن نجاة ابنهما من تلك الحادثة الخطيرة تعد بحد ذاتها معجزة فكيف بإتقانه للغة غريبة وصعبة مثل الماندرين وبمهارة تماثل متحدثيها الأصليين دون سابق معرفة. وتعود أحداث هذه القصة قبل عامين من الآن كما يصفها "بين" الذي يقول بأنه وبعد استيقاظه من الغيبوبة في تلك الحادثة واجه صعوبة في الحقيقة في تحدث اللغة الإنجليزية وبدأ في مخاطبة الممرضات بلغة الماندرين الصينية وحتى أنه كتب رسالة قصيرة لوالديه أيضاً واستلزمه الأمر حوالي ثلاثة أيام ليستعيد قدرته في استخدام لغته الإنجليزية وذلك أمر غريب ومدهش و لا يستطيع تفسيره. ويضيف "بين" الذي يعيش الآن في مدينة "شنغهاي" الصينية ويدرس الاقتصاد والتجارة في أحد الجامعات هناك بأنه في الواقع محظوظ جداً لنجاته من حادثة السيارة التي اكسبته هذه المهارة الفريدة دون مجهود كما يقول. وليست هذه الحالة هي الأولى التي يحصل فيها أمر مماثل عالمياً فهناك بعض الأشخاص ممن حصل لهم أمر مماثل مثل الفتاة الكرواتية التي أفاقت من غيبوبتها في عام 2010 وهي تتحدث اللغة الألمانية والجندي الأمريكي الذي استفاق من غيبوبته مفاجأة تعرض لها نتيجة لوعكة صحية شديدة وهو يتحدث السويدية. ويفسر أطباء الأعصاب وعلماء اللغات والسلوك النفسي هذه الحالة الغريبة بأن أجزاء الدماغ الخاصة بحفظ و تذكر مهارات التحدث والكتابة تحاول عند تضررها نتيجة لأي عارض يصيبها تدارك فقدانها للمعلومات الأصلية التي تحتويها بحصيلة بديلة لسابقتها تكون في الغالب موجودة في العاقل الباطن اللاوعي لمن يحدث له مثل ذلك الأمر.