القرار الصائب بمنع التدخين في الملاعب .. لم يكن من المستغرب أن يصدر ذلك القرار المهم والتاريخي من الرئيس العام لرعاية الشباب الامير عبدالله بن مساعد فهو صاحب الرؤية الاستراتيجية والرسالة الأخلاقية النبيلة التي تسعى الرئاسة لنشرها في المجتمع الرياضي والذي نص على منع التدخين في الملاعب السعودية وبجميع المسابقات الرياضية اعتباراً من هذا الموسم الرياضي وهذا يعكس الدور الريادي والقيادي لمكانة السعودية كونها من الدول الأولى التي تطبق هذه الاجراءات لمكافحة التدخين، عن طريق تطبيق ما ورد في اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ والتي صادقت عليها السعودية ولعل أهمها المادتان الثامنة والرابعة عشرة، فالمادة الثامنة بعنوان – الحماية من التعرض للتبغ – وتنص على أن يتخذ كل طرف وينفذ ويعزز بصورة فعالة في المناطق التابعة لولايته القضائية الوطنية حسبما تحددها القوانين الوطنية وعلى سائر مستويات الولاية القضائية لاعتماد وتنفيذ التدابير التي توفر الحماية من التعرض لدخان التبغ في أماكن العمل الداخلية ووسائل النقل العمومية وجميع الاماكن الداخلية وحسب الاقتضاء بالاماكن العمومية الاخرى. كذلك للمادة الرابعة عشرة والتي تنص على اتخاذ التدابير الرامية الى الحد من الطلب فيما يتعلق بالاعتماد على التبغ والاقلاع عنه، بالاضافة الى تنفيذ البرامج الفعالة بهدف التشجيع على الاقلاع عن تعاطي التبغ في أماكن كالمؤسسات التعليمية ومرافق الصحة وأماكن العمل وأوساط ممارسة الرياضة. إن الرياضة بالسعودية بتطبيق الرئاسة لهذا القرار تعتبر ممن اولى الدول عربياً التي قامت بتفعيل وتطبيق الاتفاقية للحد من انتشار تلك الآفة وخصوصا على الوسط الرياضي وبين الشباب الذين يمثلون الشريحة الاكبر من المتابعين والممارسين لها، فهو من أهم القرارات الاستراتيجية التي ستقف عائقا أمام انتشار هذه الظاهرة كما أنها ستسهم وبشكل مباشر في تعزيز الصحة العامة للشباب ونشر ثقافة مكافحة التدخين . ويمكننا القول إن تطبيق ذلك القرار سيساهم بشكل فعال وبكل حزم في محاربة ظاهرة التدخين بالاماكن العامة ، فإن كنت محباً للرياضة ومتابعاً لفريقك المفضل فإنه سيترتب عليك الانقطاع عن التدخين أثناء تواجدك بالملعب وهذه الخطوة ممتازة جداً وستساعد المدخن على الاقلاع عنه، كذلك سيكون لجميع الحضور داخل الملعب الحق بالاستمتاع بمشاهدة المباراة في أجواء خالية من التدخين والتلوث الذي يشاهد غاليا في المباريات خصوصا وأن نسبة المدخنين لا تتجاوز ربع الحضور حسب الاحصائيات ولكنهم يؤثرون وبشكل مباشر على البيئة داخل الملعب. ولعل الخطوات المقبلة التي يجب العمل عليها هي البدء بحملة اعلامية يكون هدفها توعية الشباب عن أضرار التدخين وآثاره المدمرة على صحة الانسان وعلى الاداء الرياضي بشكل رئيس ، بالاضافة الى سن تطبيق العقوبات التي من شأنها ردع جميع من لا يلتزم بذلك القرار في الملاعب الرياضية، وفي حال تم الالتزام من قبل الجميع بذلك القرار وتطبيقه في كافة المرافق الرياضية فستكون لدينا بيئة ملاعب صحية جداً ستحفز جميع محبي الرياضة على الحضور والاستمتاع بجو المباراة بدون وعوائق أو منغصات أو تلوث في الجو قد يضر بالصحة العامة للحضور. *كاتب وأكاديمي