لعبت الحركة العربية الأزوادية دورا مهما في عملية تحرير آخر الرهائن الجزائريين المحتجزين منذ 5 أبريل 2012 في مالي وهو ما نوّه به بيان الخارجية الجزائرية السبت، وفي هذا الحوار الخاطف مع الناطق باسم الحركة الوطنية لتحرير إقليم الأزواد ومسؤول العلاقات الخارجية يردّ حامة آغ سيد أحمد، على أسئلة "الرياض" بشأن ما حام حول عملية الإفراج التي أنهت مسلسل احتجاز دام قرابة العامين انتهى بمقتل نائب القنصل تواتي الطاهر ووفاة القنصل بوعلام سايس وتحرير 5 دبلوماسيين على دفعتين. * ثمة شكوك بشأن دفع الجزائر فدية من عدمها لتحرير دبلوماسييها المحتجزين في مالي منذ قرابة العامين؟ - يسعدنا أن الدبلوماسيين الجزائريين عادوا إلى ذويهم بعد سنوات من الحجز. أما بخصوص الفدية، فأقول لا! لن تدفع الجزائر أبدا فدية لتحرير رعاياها، والجماعات الإرهابية تدرك ذلك وتعرف أن الجزائر لن تدفع الفدى، ولقد تبيّن أن الجزائر تحوز على قنواتها بالمنطقة. وكما يعلم الجميع فإن اختطاف الدبلوماسيين كان في 5 أبريل 2012، بمدينة غاو، في وقت تشكّل تنظيم التوحيد والجهاد عسكريا وكان الهدف إخراج الطوارق من شمال مالي، فهو تنظيم يخضع لتمويل بارونات المخدرات في المنطقة ونشطاهم، وهؤلاء تقلص نفوذهم بالناحية بسبب انتفاضة الطوارق وكانت قبل ذلك معبرا مهما لقوافلهم المحملة بالمخدرات أعطت للتنظيم أسباب الحياة، فضلا عن ذلك كل الفاعلين في المنطقة كانوا يبحثون عن صدى في هذه الفترة، وكانت المصالح الجزائرية واحدة من أهداف التنظيم. * أي دور لعبته الحركة العربية الأزوادية في تحرير الرهائن الجزائريين؟ - لعب مسؤولو الحركة العربية الأزوادية دورا مهما في عملية تحرير الرهائن. وقيادات الحركة يعرفون جيدا شعاب مالي واستفادوا من علاقاتهم المتشعبة مع قبائل المنطقة، ما سهّل عمليات التفاوض المستمرة التي قادتها السلطات الجزائرية المختصة مع المحتجزين بحضور قيادات أزوادية * ما حقيقة العلاقة المشبوهة بين تنظيم التوحيد والجهاد والمغرب؟ أي المصالح تربطهما؟ - لا يمكنني الجزم بوجود هذه العلاقة، ولكن أعلم أن تنظيم التوحيد والجهاد صناعة مخابرات إفريقيا الغربية لإحداث التوازن في المنطقة مع وجود القاعدة في بلاد المغرب. فتنظيم التوحيد والجهاد انشق عن القاعدة في بلاد المغرب التي تم إنشاؤها في نوفمبر2011. الأمر يتعلق بتناحر حول تقاسم الغنائم والفديات هنا وهناك. لكن مع فارق. فالتوحيد والجهاد الذي تشّكل عسكريا على يد مختار بلمختار لا يحوز على تنظيم جيد مثل القاعدة في بلاد المغرب، رغم أن بلمختار يتوفر على تحالفات قوية مع العرب بمناطق غاو وتامبوكتو تدعمت منذ 2003 * هل يمكن ربط تحرير آخر الرهائن الجزائريين بمفاوضات الحوار الشامل بين فرقاء مالي التي ستحتضنها الجزائر مطلع سبتمبر؟ - أعتقد أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لعب دورا محوريا في تسهيل عملية التحرير، دون تجاهل دور جهاز المخابرات الجزائري الذي يتمتع بقنوات هائلة بالمنطقة.