أكدت ندوة توعوية على أهمية تكوين الوعي الاستهلاكي السليم لدى جميع أفراد الأسرة، وضرورة توعيتهم من مخاطر النزعة الاستهلاكية الخاطئة والشراء العشوائي بالتقسيط والاستدانة غير المنظمة وهي تعد عوامل مؤثرة سلباً على ميزانية الأسرة، مبينة بأن الهدف من إدارة ميزانية الأسرة هو جعل الدخل يحقق أقصى إشباع لرغبات وطلبات الأسرة. جاء ذلك خلال ندوة "إدارة ميزانية الأسرة" والتي قدمها المستشار والمدرب المعتمد بجمعية المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي بمحافظة جدة فايز بن سالم السهلي ضمن فعاليات ملتقى المدينة الشبابية والذي نظمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوبجدة تحت شعار "بأخلاقنا نسمو". وأكد السهلي على أهمية القدوة الاستهلاكية الحسنة حيث إن الطفل يميل للتقليد والنقل، ويتضمن ذلك تعويد الطفل المحافظة على لعبه وخصوصياته وعدم إهدار ممتلكات الأسرة والمحافظة على الأماكن العامة، إلى جانب ضرورة إشراك الطفل في عمليات الاختيار والشراء والإعداد مع التوجيه السليم لتنمية قدرته على حسن الانتفاع بالسلع والخدمات وتعويد الابناء على الاقتصاد وحسن التصرف في مصروفه والانتفاع بكل شيء وتقليل الفاقد في كل ما يملكه. وأبان السهلي أن الأسر تحتاج إلى التوعية بأهمية الإدارة المنزلية لعدة أسباب من أبرزها غياب التخطيط في شتى النواحي لاسيما أن تخطيط المورد المالي يسوده الارتجالية والإسراف والعشوائية في الإنفاق فضلاً عن عدم الاهتمام بوضع الميزانية وقلة الوعي بطريقة وضعها وعدم الاهتمام بالتخطيط للمستقبل وخاصة مرحلة التقاعد، مؤكداً بأن كل فرد وأسرة والمجتمع بأسره يحتاج إلى تحديد الأهداف والتخطيط والتنظيم والتوجيه. وأوضح السهلي أن التخطيط المالي للأسرة ينطوي على عدة مجالات واسعة من معرفة الدخل والموارد المتاحة وتحقيق أهداف الادخار والاستثمار بطرق آمنة والبعد عن المجازفة والديون، مبيناً أن التخطيط الجيد للأسرة عبر وجود ميزانية خاصة يشمل كل احتياجاتها اليومية مع توفير مبل احتياطي يعينها على مواجهة الظروف الصعبة ورفع مستوى معيشتها، وتأمين مستقبلها. وأضاف السهلي أن المدخرات العائلية مصدر الاستقرار العاطفي للزوج والزوجة ولكن المصاريف الجانبية تثقل كاهل ميزانية العائلة، حيث يجب تقسيم الدخل المالي إلى أجزاء تشمل المعيشة المنزلية والمصروفات الشخصية، والخدمات العامة والفواتير والاستثمار وهو أهم بند في الميزانية، إضافة لتحديد مبلغ احتياطي يتم ادخاره للظروف الطارئة.