طفلي مدلل.. ماذا أفعل؟ * في حوار مع إحدى الأمهات التي أرسلت سؤالاً عن مشكلة تعانيها مع طفلها الذي لا يأكل أحببت نشر الفائدة للجميع، فقد ذكرت أم معاذ الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات أنها تعاني مع طفلها الذي دلل نفسه كما تقول فهي تحرص على تغذيته بالغذاء الصحي لكنه لا يحب سوى الحلوى والمشروبات المصنعة، ومع محاولاتها تأجيل تلك الأغذية على الأقل لما بعد الوجبات الرئيسية إلا أنه يبكى بقوة ويضرب بقدميه الأرض ويلقي بنفسه على الأرض وهو ثائر فتستسلم وتعطيه ما يريد، فكيف تتصرف الأم؟ - إن بعض الآباء والأمهات يفسدون أطفالهم من غير قصد بالذات الطفل الأول، فبعضهم يعتقد أنه يجب أن يلبي كل رغباته لكي لا يشعر بالحرمان، وبعضهم يتذكر نفسه عندما كان طفلا وكيف حرمه والداه من الاستمتاع بطفولته فهو يحاول التعويض في طفله أكثر مما يجب. بعض الوالدين لا يحبون الانتظام ولا الالتزام بالقواعد التربوية أصلاً، ومنهم من يرى أن لا بأس من تحمل الطفل في هذه السن وغداً يهديه الله ويكون مستقيماً. أذكّر هنا الأباء والأمهات باهتمام أكثر بالتربية السلوكية ومن ضمنها سلوك تناول الطعام والتعامل مع الآخرين، وأفضل وسيلة لتنمية السلوك السليم هو وجود نظام عام للأسرة فكلما كان للأسرة نظام واضح يطبقه الجميع فلا أعتقد أن الطفل سيواجه أي مشكلة غير عادية أن يعمد لاستخدام وسائل جذب الانتباه كما أن الأم لن تحتاج للبحث عن وسائل تربوية لمعالجة المشكلات التي تواجهها. وأختصر هنا بعض النصائح العامة لمن يواجه مشكلة مع طفله لأي سبب من الأسباب. 1- الاستعداد للموقف قبل حدوثه يجب أن يتعلم الأطفال ما الذي يتوقعونه وما الذي نتوقعه نحن منهم في حال حدوث أمر ما، فمثلا يخبر الطفل عند الذهاب للسوق أنه سيرى حلوى كثيرة وربما ملاهي للعب ويطمئن أنه سيُشترى له بعضها ولكن عليه أن يأكلها بعد الغداء. فبادروا الطفل بالتوجيه بدل أن يكون ردكما عصبياً كرد فعل عن تصرفه. 2- ضعي بالاتفاق مع والده قواعد معقولة ومناسبة لسنه واحرصا على تطبيقها. يشعر الطفل بالأمان فى وجود روتين وقواعد معينة فى حياته وكلما كبر الطفل يجب أن تعدل تلك القواعد لتناسب سنه، فتحديد أوقات معينة للأكل، اللعب، والنوم، سوف تنتهي أغلب المشاجرات اليومية مع إخوانه وأساليب جذب الانتباه التي يستخدمها معك، ولا بد من الثبات في تطبيقها للحفاظ على السلوك الطيب لطفلك، فإنه سيتعلم الانضباط في حياته المستقبلية، تحتاجين زيادة الحزم على الرفق. 3- كافئا السلوك الجيد في كل مرة يحسن طفلك التصرف يحسن مكافأته وتشجيعه، فلا يجب تجاهل السلوك الجيد وكأنه شيء عادى ومتوقع. ولا بد أن يجدد الأبوان طريقة مدحهما لطفلهما، فلا تستخدما دائماً نفس ألفاظ وكلمات المدح لأنه بعد قليل ستبدو كلماتكما مكررة ولن يشعر طفلكما أنه يكافأ. 4- لا تفقدا الأمل لكي نبني عادة سليمة نحتاج لوقت أطول فالبناء أصعب من الهدم، والاستثمار في الأبناء أفضل استثمار، فعدم استجابته هذه المرة ليست دليلا على فشلها لكن لا بد من المحاولة أكثر من مرة مع التأكد أن الطفل يفهم جدياً ويقرأ لغة الوجه والعيون، فلا تحاولا خداعه أبداً. 5- القدوة الحسنة لكي يصدق طفلنا لا بد أن نصدق معه ومع باقي أفراد العائلة والعدل بين الأبناء مهم ولو لم يعلنه باقي الأبناء مهما كانت أعمارهم، والتربية الجيدة للطفل الأول تزيل عن كاهل الأبوين صعوبات كثيرة لتربية الأبناء التالين فسلوك هذا الطفل في المستقبل سيكون داعماً قوياً لتحسين سلوك إخوته مع ملاحظة أن تأثر الولد والبنت مختلف، فوجود ولد بعد عدة بنات يعني البداية التربوية من جديد معه لاختلاف متطلبات الولد. 6- استشيرا حسن اختيار الشخص في الاستشارة مهم، فالناس مختلفون في طريقة تربيتهم لأبنائهم فلا تناسب طريقة معينة لكل الأطفال ولو كانوا إخوة، ولكن هناك مختصون في تربية الأطفال وكتب مفيدة يمكن الاستعانة بها مع المرونة في تحقيق متطلبات كل طفل على حدة لأننا نريده أن يعيش بشخصيته المميزة وليس صورة من أحد.