اقترحت مصر هدنة جديدة لوقف القتال الدائر في غزة بين اسرائيل وحركة حماس تتضمن فتح المعابر والسماح بدخول مواد الاغاثة والبناء الى قطاع غزة حيث واصلت اسرائيل غاراتها وقتلت خمسة فلسطينيين منذ فجر الامس. وصرح مسؤول فلسطيني ان الفلسطينيين بمن فيهم مسؤولو حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، مستعدون لقبول الاتفاق اذا وافقت اسرائيل عليه. واضاف ان الاقتراح ينص على تأجيل المفاوضات على النقاط الخلافية التي حالت دون التوصل الى هدنة طويلة الامد، الى موعد لاحق. واكد مسؤول مصري ان الوسطاء اتصلوا بالفلسطينيين والاسرائيليين وابلغوهم بالاقتراح الجديد. وقال المسؤول الفلسطيني «تدور فكرة حول التوصل الى هدنة موقتة تفتح خلالها المعابر وتسمح بدخول المساعدات ومواد اعادة الاعمار، بينما تتم مناقشة النقاط الخلافية خلال شهر». واكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المفاوضات «سنكون مستعدين لقبول الهدنة، ولكننا بانتظار الرد الاسرائيلي على هذا الاقتراح». وذكر مسؤول فلسطيني اخر ان مصر قد تدعو الوفدين المفاوضين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة الى القاهرة خلال 48 ساعة. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري «الجهود مستمرة للتوصل الى اتفاق» دون اعطاء مزيد من التفاصيل. ومن ناحيته، اكد المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي داود شهاب ان «نجاح الاتصالات التي تجري لاعلان وقف اطلاق النار مرتبط بتحقيق المطالب الفلسطينية». وشدد شهاب على ان «المطالب الفلسطينية واضحة وثابتة». وقال مصدر فلسطيني قريب من المفاوضات في القاهرة ان الوفد الفلسطيني الموحد برئاسة عزام الاحمد «بانتظار الرد الاسرائيلي على الورقة التي قدمها الوفد الفلسطيني» قبل انهيار التهدئة الاخيرة الثلاثاء الماضي مضيفا «هذا ما ابلغناه للاخوة في مصر الذين يبذلون جهودا مكثفة للتوصل لاتفاق في ظل التعنت الاسرائيلي». وتركز هذه الورقة على «وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر واعاد اعمار قطاع غزة والمجال البحري للصيد يبدأ بتسعة اميال ثم الى اثني عشر ميلا» بحسب المصدر. واشار المصدر الى ان «القضايا الخلافية يستأنف الوفد الموحد مناقشتها بعد شهر من التوصل لاتفاق مع الاحتلال» ذاكرا من هذه القضايا «الميناء والمطار وجثامين الشهداء والاسرى بما في ذلك الاسرى النواب والمحررين في صفقة شاليط الذين تم اعتقالهم منذ بدء العدوان والدفعة الرابعة» من الاسرى الفلسطينيين المتفق على اطلاق سراحهم. وانهارت هدنة سابقة في 19 اب/اغسطس. ودخل النزاع يومه ال49 الان وقتل خلاله اكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 64 جنديا واربعة مدنيين بينهم اجنبي. ورفض متحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الادلاء باي تعليق حول ذلك. وفي قطاع غزة، واصلت اسرائيل غاراتها الجوية حيث استشهد خمسة فلسطينيين بينهم امرأة وطفلها منذ فجر امس، كما اعلن اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة. واستشهد فلسطيني واصيب ثلاثة اخرون في غارة اسرائيلية استهدفت سيارة وسط مدينة غزة. كما استشهد ثلاثة فلسطينيين بينهم امرأة وطفلها في غارتين جويتين على شمال قطاع غزة. كما استشهدت امرأة في غارة على منزلها في العطاطرة قرب بيت لاهيا، شمال قطاع غزة. ويرتفع بذلك الى 108 عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ انهيار التهدئة الاخيرة الثلاثاء الماضي، والى 2126 عدد الذين استشهدوا منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية في الثامن من تموز/يوليو الماضي. واعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان الطيران شن 16 غارة، مؤكدة aعدم اطلاق اي صاروخ من قطاع غزة منذ منتصف ليل الاحد (21,00 تغ). وافاد شهود ان الغارات ادت الى تدمير مسجدين احدهما في حي الزيتون بمدينة غزة والآخر في بيت حانون شمال القطاع، فضلا عن تدمير عدد من المنازل في جباليا شمالا والبريج والنصيرات وسط القطاع. وحال الهجوم الاسرائيلي على القطاع دون بدء العام الدراسي الذي كان مقررا الاحد حارما نحو نصف مليون طفل فلسطيني وتظهر ارقام الاممالمتحدة ان القتال اجبر 25 % من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة على الفرار من منازلهم. والاحد، اكد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ان هذه الحرب ستكون طويلة وستتواصل حتى «تحقيق اهدافها». وقال نتانياهو في تصريحات بثتها الاذاعة العامة ان «عملية الجرف الصامد ستستمر حتى تحقيق اهدافها ، وهذا قد يستغرق وقتا» في اشارة الى العملية العسكرية التي بدأت في 8 تموز/يوليو الماضي.