شهدت أسعار البولي إثيلين في الأسواق الأفريقية ارتفاعاً كبيراً وفق مصادر الأسواق ليوم الأربعاء الماضي الأمر الذي أثر على حالة الطلب في أنحاء كثيرة من أفريقيا، حيث ارتفعت أسعار البولي إثيلين منخفض الكثافة الخطي (LLDPE) إلى نحو 1640 دولارا للطن. وأعلن عدد من التجار عن امتعاضهم لهذا الارتفاع الكبير في الأسعار الذي وصفوه بالأعلى منذ خمس سنوات، مستبعدين استطاعتهم تمرير هذا السعر للمشترين الذين أبدوا تضجرا لارتفاع الاسعار المنتج في وقت تشهد أسعار النفط الخام والنافثا تراجعاً بعد أغلقت أسعار النافثا عند يوم الأربعاء بمبلغ 857-861 دولارا للطن تخليص اسواق شمال غرب أوروبا التي تعد من أهم الاسواق المغذية للسوق الافريقي إضافة إلى الطاقات الانتاجية الهائلة من المصانع السعودية بعد أن كانت مستويات اسعار النافثا في شهر يونيو بحدود 900 دولار للطن. وتمثل النافثا أهمية كبيرة في صناعة البتروكيماويات في وقت بدأت بعض الصناعات الضخمة للبتروكيماويات بالسعودية ودول الخليج في التحول شبه الاجباري من الاعتماد على غاز الإيثان كمادة خام في صناعة البتروكيماويات نتيجة لعدم سهولة توفيره مما مهد للمخططين أرضا خصبة للاستعاضة عن الإيثان بخامة النافثا التي تعد من المشتقات النفطية المهمة البديلة والتي على الرغم من ارتفاع تكاليفها المرتبط بارتفاع وانخفاض أسعار النفط الخام إلا أن التوجه صوبها أضحى أمراً ملحاً نظراً لوفرة إمداداتها من أكبر مكرر عالمي عملاق النفط والتكرير أرامكو بطاقات ضخمة. وقد شرعت فعلاً شركات بتروكيماوية في الامارات بالتحول من غاز الإيثان إلى النافثا في مشاريع ضخمة جداً تفوق استثماراتها 20 بليون دولار وذلك على الرغم من أن الإمارات تحتل المرتبة الخامسة على المستوى العالمي في احتياطات الغاز الطبيعي. ولكن هذا التوجه أتى متزامنا مع نمو حجم صادرات الإمارات من النافثا البالغة أكثر من 8 ملايين طن سنوياً الأمر الذي يستدعي تحويل وتخصيص بعض الطاقات المصدرة من النافثا لمصنعي البتروكيماويات في الامارات لعدم اهدار مدخرات الغاز الطبيعي الذي تتعاظم استخداماتها أيضاً في مشاريع الطاقة والتحلية التي تعد دول الخليج أكبر مستهلك لها في العالم، فيما تعتمد الصناعات البتروكيماوية بشكل رئيس على الغاز الطبيعي ومادة النافثا كمواد أولية حيث يتم تحويلها بواسطة مصانع تكسير الغاز إلى عدة مشتقات غازية مثل الميثان والإيثان والبروبان والبيوتان والجازولين الطبيعي. فيما تكمن أهمية البولي إثيلين باستخداماته على نطاق واسع في التعبئة والتغليف وتصنيع السلع المنزلية، وأيضا في القطاع الزراعي في وقت اضحت مصانع البتروكيماويات السعودية خاصة تتصدر إنتاج البولي إثيلين على المستوى العالمي بطاقات متنامية تزيد عن 9 ملايين طن متري سنوياً تتمركز مجمعاتها الضخمة في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورابغ من خلال التوسعات أو المصانع الجديدة والتنفيذ للمصانع المستقبلية التي تقودها أيضاً ارامكو في بترورابغ أو الجبيل2 وينبع2. وتلك الثورة السعودية الهائلة في انتاج البولي إثيلين اتت مدعمة بقوة من تنامى حجم إجمالي استثمارات مصانع البولي إثيلين في السعودية إلى نحو 45 مليار ريال في وقت يشهد المنتج طلباً مرتفعا دائما على مر السنين وأسعارا منتعشة لا تخضع لتقلب اقتصاديات البتروكيماويات في العالم حيث انه من أهم المنتجات دعماً للصناعات البلاستيكية النهائية وغيرها من الصناعات التي تمثل ضرورة في حياة الإنسان.