كثير هم الذين يستخدمون الدين لخدمة أهدافهم وتنفيذ أفكارهم، فالدين يضيف هالة من الاحترام والتبجيل على صاحبه وقد يخدع المجتمعات بعض المتخفين وراء عباءات الاديان، وقد برعت الكنيسة الكاثوليكية في اللعب بعقول البسطاء فاخترعت صكوك الغفران التي تبرئهم من الخطايا، ولم يخل التاريخ من الشخصيات التي نسجت من الدين خيوطاً وأحاطت نفسها بها وارتكبوا افظع الحماقات باسم الدين. فزعيم طائفة الحشاشين الحسن الصباح واحد من هؤلاء الذين اتخذوا الدين وسيلة لتحقيق اهدافهم 'فقد اتخذ الحسن الصباح من قلعة الموت ببلاد فارس وكراً له وقام بتأسيس طائفة الحشاشين وقام ببناء حديقة كبيرة بين جبلين وجعل فيها أنهاراً من الخمر والعسل واللبن وأوهم أتباعه أن هذه الجنة التي وعد الله بها. ولم يدخل هذه الحديقة إلا من وقع عليه الاختيار أن يكون فدائياً ومارس وأتباعه كثير من الاغتيالات والقتل، والمقنع الخرساني (هشام بن حكيم) الذي أدعى الالوهية وأسقط عن اتباعه تكاليف الصلاة والصوم وأباح لهم الاموال والنساء وأكتفى بأن يسجدوا له. وفي العصر الحديث لم يسلم الدين من الاستغلال وكذب الدجالين فقد قام رجل أمريكي (يدعى جيم جونز) عام 1956 بتأسيس طائفة دينية عرفت بكنيسة الشعب في مزرعة في شمال ادغال أمريكا الجنوبية مروجاً للرأي العام إنه داعية الحب والسلام وصديق الفقراء والمساكين 'وكون مجموعة من الأتباع الذين لايعصون له أمراً. لقد رأوا فيه المخلص من الكوارث المزعومة التي تنبأ بها.. كأن تحدث حرب نووية تقضي على جميع سكان الأرض أو طوفان عظيم يأتي على الأخضر واليابس والناجي من الكوارث هم أتباع هذا الرجل المعتوه جيم جونز كما يدعي، وعندما وصل خبر هذه الجماعة نائب الكونغرس الأمريكي (ليون رايان) الذي قرر الذهاب هناك للتحقق مما يجري مصطحبا معه فريقا من الصحفيين والمصورين. قتل السناتور ريان ومرافقيه من جماعة جونز، دعا جيم جونز أتباعه حيث خطب فيهم ودعاهم إلى الانتحار بواسطة سم السيانيد فقتلوا اطفالهم وانتحروا جميعاً في يوم واحد وزمان واحد كان ذلك بتاريخ 18 نوفمبر 1978 وعددهم نحو 913 شخصاً من الاطفال والنساء والرجال وانتحر جيم جونز بتصويب طلقة مسدس إلى رأسه فكان الأمريكيون على موعد مع فاجعة ذلك اليوم الذي جعلت العالم بأكمله يقف مشدوهاً غير مصدق.