لم يعد مستغرباً أن تتحول "تجارة الرصيف" إلى مشهدٍ مألوف في كثير من الطرقات الرئيسة، وتحت نظر "الرقيب النائم"، بل وأكثر من ذلك تحت طلب كثير من المستهلكين الذين يتوقفون في سلوك غير حضاري مرورياً، ويشترون وهم في سياراتهم ما يريدون، ويكون التحميل والحساب بسرعة بعد أن ازدحم الطريق من ذلك الوقوف الخاطئ. المشهد بكل تفاصيله ليس مجالاً للنقاش عن "قطع الأرزاق"، ولا يجب أن يُفهم كذلك، ولا يفترض أن نفتح له باباً؛ لأن باختصار من يقف على الرصيف مخالف، ومثير للمخلفات على الطرقات، ومتجاوز على آخرين فتحوا محالهم بطرق نظامية وخسروا كثيراً على إيجارهم وخدماتهم وفي النهاية يقف بائع الرصيف ويسلبهم زبائنهم بأقل الأسعار. ولا تخلو شوارع المدن الرئيسة من البسطات المتناثرة على الأرصفة، وباتت ظاهرة منتشرة في ظل تراخي الجهات المعنية، وتباطؤها في تنفيذ قرارات إيجاد أماكن بديلة لأصحاب البسطات، وتوفّر فيها التنظيمات اللازمة التي يحتاجها مثل هذا النوع من الأنشطة، حيث نجم عن ترك هذه البسطات من دون تنظيم أو ترتيب إلى حدوث مشكلات مرورية، وربما صحية، إذ لا يمكن ضمان سلامة ما يباع في الطرقات، إضافةً إلى تراكم النفايات التي تفرزها البسطات يومياً، وانبعاث الروائح الكريهة؛ بسبب مخلفات الخضار التالفة تحديداً. تجارة الرصيف تحولت إلى مشهد مألوف من دون تدخل للبلديات وتعيش الطرق التي تمتلئ بالبسطات فوضى عارمة، حتى أصبحت تشكّل مناطق ولادة للأزمات المرورية، ومكاناً لبيع المواد الغذائية والأدوات غير الخاضعة لأي من أنواع الرقابة، وغالبيتها إما منتهية الصلاحية، أو لا تعرف مكان إنتاجها، وتخزينها، وطريقة نقلها، إلى جانب عرضها لساعات طويلة مكشوفة تحت أشعة الشمس، ومعرضة للغبار، والأوساخ، والغازات المنبعثة من عوادم السيارات. وقد استغل عدد من الوافدين غياب الرقابة على بسطات الطرق وحولوا قارعتها إلى مواقع شبه دائمة لبيع الخضروات والفواكه والتمور والألعاب، وعلى الرغم من أن الأمانات تحارب البسطات العشوائية على الطرق، وتصادر البضائع لدى الباعة العشوائيين، إلاّ أنّ جهودهم بدأت وكأنها أقل من المطلوب للحد من نمو الظاهرة، كما أن دوريات المرور تمرّ مرور الكرام من عند البسطات، دون أن تمنع وقوف أصحابها في الشوارع المخصصة لمرور السيارات. وأدى تجمع وانتشار البسطات العشوائية إلى تشويه منظر الطرق الحيوية في المدن، كما أنّها تسبب أزمات أمام المحال، إذ يتسابق أصحابها على حجز الأماكن وقد يتشاجرون فيما بينهم!، ووصل الأمر لأن يعمل أكثر من شخص على بسطة واحدة، يتناوبون في الحضور والإنصراف؛ خوفاً من أن يأتي من يحتل المكان المميز الذي حصلوا عليه، فيما تغيب العقوبات والغرامات المالية الرادعة عنهم، وصارت مجرد روتين يعيشونه، فما إن تصادر البلدية بسطة أحدهم حتى يحضر بديلها. الزميل المبدع "نايف الحربي" التقط عدداً من صور الباعة الجائلين والمخالفين في مدينة الرياض، وتحديداً على طول طريق الشيخ جابر. ألبان مجهولة تباع على قارعة الطريق بيع على الرصيف ووقوف خاطئ لسيارات الزبائن مخالفان يقفان على الطريق من دون رقيب يمنعهما ويحمي المستهلكين زبون يقف عشوائياً في الطريق ويشتري وهو في سيارته موزع الخضروات يمر على مواقع البيع ويزودها بالفواكه والخضروات