باديء ذي بدء يسرني أن أهني الزميل العزير صالح الجاسر على الثقة بتعيينه مديرا عاما للخطوط الجوية العربية السعودية، وأتمنى له من القلب كل التوفيق في مهمته الجديدة التي أصفها بأنها مليئة بالتحديات في ظل المتغيرات المتسارعة في صناعة النقل الجوي والتنافس المحموم بنيل الحصة الأكبر من قطاع السفر الجوي، وحقيقة معرفتي بالزميل صالح تعود لمزاملتي له في صندوق التنمية الصناعية السعودي وتحديدا عندما زاملته في دورة التحليل المالي المتقدمة في بنك تشيس مانهاتن بنيويورك لمدة عام تقريبا خلال الفترة 1990-1991، وكلمة حق تقال ان الاخ صالح كان متفوقا على جميع من التحق بالدورة وكان فخرا لنا كسعوديين كونه يتفوق على كثير من الزملاء الأمريكان وغيرهم من الجنسيات الأخرى، وبعد هذه المقدمة أود أن أشير إلى بعض المقترحات التي يأمل الكثير من محبي الناقل الوطني "السعودية" أن تتحسن وتلبي تطلعاتهم وأرجو من الله أن تكون هذه المقترحات ذو فائدة للجميع وأذكر منها: أولا: ضرورة تحسن تعامل موظفي الكاونترات والخدمات في المطارات مع عملاء السعودية. فبعض الأحيان نجد بعض الغضاضة في التعامل من بعض الموظفين عند إنهاء إجراءات السفر بينما نجد سهولة ولطافة في التعامل من موظفي شركات الطيران الأخرى، وأيضا نأمل أن يسعى المسؤولون في السعودية على تخصيص مسار خاص لمسافري الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال ومسارات آخرى للدرجة السياحية والعوائل، ونجد ذلك متبعا في مطارات الدول المتقدمة حيث تتاح الفرصة أولا لصعود الطائرة لركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال ثم للركاب الذين يجلسون في مقاعد الدرجة السياحية حسب رقم المقعد، ولا بد أن تسعى السعودية لتعويد المسافرين على الالتزام بالنظام والوقوف في صف منتظم دون حصول تجاوزات احتراما للنظام. ثانيا: تطوير الموقع الإلكتروني للسعودية وتفعيل بعض الخدمات الإضافية للوصول إلى مرحلة لايحتاج المسافر إلى مراجعة مكاتب السعودية كما نجح في ذلك جهات حكومية كوزارة التجارة والجوازات فمثلا لابد أن يتاح لمن اشترى تذكرة ويرغب في استرداد قيمتها أن يتمكن من ذلك من خلال تسجيل طلب من الموقع الإلكتروني للسعودية كما هو الحال في الخطوط الأخرى مثل الإماراتية حيث يتاح ذلك بعد تعبئة نموذج استرداد مبلغ التذكرة ويعود المبلغ لحساب العميل البنكي خلال 3 أيام تقريبا. ثالثا: إلغاء فكرة أن يلزم حضور المسافرين لشراء التذاكر من مكاتب السعودية اذا كان المسافر يرغب في الحصول على الخصم المعطى للطلاب وأن يتم شراء التذاكر بخصم من خلال الموقع الإلكتروني. أرى أن يكتفى بعمر المسافر إذا كان تحت 18 سنة لأن غالبية الطلاب تحت 18 سنة. أما طلاب الجامعات فلا مانع من مراجعتهم للمكاتب وسيخفف ذلك من الضغط على مراجعة مكاتب المبيعات ويريحهم من العناء من خلال الاصطفاف في صفوف طويلة وتحمل عبء ساعات الانتظار. رابعا: سمعنا كثيرا عن تخصيص السعودية ولم يتحقق ذلك الحلم على أيد المديرين السابقين ونأمل أن يتحقق ذلك سريعا على يد معالي المدير الجديد فالجميع يتطلع إلى ذلك لما للتخصيص من فوائد جمة من تحسين فعالية الأداء والتنافسية كما حصل بعد تخصيص شركة الاتصالات السعودية. خامسا: العمل على توفير رحلات كافية داخليا حيث يعاني من يرغب في السفر من الحصول على مقعد خاصة لمحطات داخلية مثل الرياضجدة، والرياضالدمام، والرياض أبها وغيرها. ولله الحمد نرى التطور الكبير في مطار الرياض وأظن بجهود رئيس الطيران المدني الاستاذ فيصل الصقير وزملائه فما تم مؤخرا يعد إنجازا حيث تم تخصيص مسار في التفتيش للنساء وتم إزالة نقاط التفتيش الأولى مما أعطى مساحة أكبر عند دخول الصالة الداخلية وهو بدوره أعطى ارتياحا نفسيا للمسافرين بعد أن كانت الطوابير تصل إلى باب الدخول إلى الصالة وازدحام المسافرين بشكل غير لائق، وتم أيضا تغيير الكاونترات لجميع الخطوط مما أعطى صورة جميلة للمطار فشكرا ثم شكرا لمن كان خلف ذلك العمل الرائع. وأخيراً أتمنى التوفيق لكل مخلص أوكلت إليه مسؤولية خدمة هذا الوطن وسينال الجزاء الأوفى من الله سبحانه من خلال تيسيره على الناس، والله الموفق.