"تأكدت مرة جديدة وأنا أهمّ بمغادرة بيروت مما هو مؤكد لدي ان ليس بيني كسعودي وبين شقيقي اللبناني سوى المحبة لغة والأخوّة والوفاء والاخلاص نهجا نسير عليه"، بهذه الكلمات المؤثّرة خاطب السفير علي عوّاض عسيري الوزراء والنواب ورؤساء الحكومات السابقين والشخصيات العسكرية والمدنية والمسؤولين الروحيين خلال مأدبة الغداء التكريمية التي أقامها على شرفه رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا الحكومية. وقبل مغادرته بيروت الى مهمّته الجديدة في باكستان، تلقّى السفير عسيري سيلاً من الاتصالات الهاتفية من القوى السياسية المختلفة في 8 و14 آذار التي عبّرت عن مودّتها له وحزنها لمغادرته بيروت التي ترك فيها بصمات مهمّة. وأمس استعاد عسيري في كلمته بضع محطات من مهمته اللبنانية التي استمرّت 5 أعوام ونصف العام وقال: "خلال فترة عملي كسفير للمملكة العربية السعودية في لبنان سعيت مخلصا الى تمثيل المملكة ورعاية مصالحها ومصالح مواطنيها، وبنفس القدر سفيرا للبنان في المملكة من خلال الحرص على تنمية علاقات المملكة وشعبها بهذا البلد الشقيق وشعبه منطلقا في ذلك من العلاقات الانسانية التاريخية التي تجمع قيادتينا وشعبينا ومن المحبة التي يكنّها كل مواطن سعودي لهذا البلد العزيز وشعبه الطيّب ومن الحرص الذي يبديه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- في الوقوف الى جانب لبنان وتقديم كل دعم او مساعدة ممكنة له على كافة الصعد". وأشار السفير عسيري: "وإنّ كنت اهمّ بالإنتقال الى مهمة جديدة كسفير للمملكة في باكستان فإن لبنان سيظل في قلبي وعقلي ومتابعة شؤونه وأحداثه سوف تبقى ضمن اهتماماتي ليس لأهميته السياسية والأمنية على مستوى المنطقة فحسب ولكن قبل ذلك انطلاقاً من الحرص السعودي المستمر الذي أشرت إليه واهتمام قيادة بلادي الدائم بأن ينعم هذا البلد بالأمن والاستقرار ويحقق شعبه ما يصبو اليه من عيش رغيد ورفاه وازدهار". أضاف السفير عسيري: "طالما ان الكلام نابع من القلب والحرص الأخوي، فسوف اسمح لنفسي ان استودعكم كلمة من اخ لأشقائه، وهي: أحبّوا لبنان. احرصوا على لبنان. تعالوا على خلافاتكم، تحاوروا، وتصارحوا، وتصالحوا، عززوا وحدتكم الوطنية، حصّنوا لبنان، عمّروه، طوّروه، ازرعوا ارضه، واجعلوا أرزه شامخاً، أمّنوا لأبنائكم مستقبلاً جميلاً زاهراً، وسلموهم بلاداً آمنة، مزدهرة، مستقرة، لؤلؤة مشعّة في هذه المنطقة. لا تورثوهم الخلافات والمشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية، تمسكوا بهم واجعلوهم يؤمنون بأرضهم ووطنهم وأرزهم". من جهته عبّر الرئيس سلام في الكلمة التي ألقاها عن الشكر لخادم الحرمين وتقديره للمواقف النبيلة التي يتخذها تجاه لبنان وشعبه وثمّن الدور الذي قام به السفير عسيري طوال خمس سنوات في سبيل تعزيز العلاقات اللبنانية السعودية وحرصه على لبنان ومصلحته بنفس قدر حرصه على مصلحة المملكة، متمنياً لمعاليه التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة كسفير للمملكة في باكستان.