الشباب والرياضة جزء من بناء حضارة ورقي المجتمع وتثقيفه، ومشاركة بقية الشرائح الأخرى في التطوير والتقدم واستتباب الأمن، والعمل على رفعة الوطن والتصدي لأي افكار تستهدف التشويش واستغلال التعصب، والاندفاع خلف الكرة والمنافسات في الألعاب الأخرى للتأثير في تماسك الصف الواحد واستمراره قويا نحو هذا البناء، ولكن ما نشاهده في الملاعب وعبر القنوات ونسمع عنه ونقرأه الآن وصل إلى مرحلة من التأزم والاحتقان وعدم القبول بالآخر، والتشكيك بالذمم بصورة معلنة، وليت ذلك محصورا ببعض الجماهير المتعصبة، ولكن هناك اناسا كانوا يرتدون ثوب المثالية والاتزان، حتى ظهرت ملامح تعصبهم وحقدهم القبيح، وهناك كتاب رأي ليس لهم علاقة بالرياضة وكرة القدم، عرف عنهم المطالبة دائما بالمثالية والبعد عن النظرة السلبية تجاه الآخر، لكنهم تخلوا عن شعاراتهم التي يرفعونها عند الحديث عن المناحي الأخرى حتى وقعوا في المحظور اثناء احاديثهم ومقالاتهم عن الرياضة بعد أن دخلوا في اللعبة واصطفوا بميولهم ضد الميول الأخرى. وإلى وقت قريب كانوا يترفعون بأنفسهم (حسب ما يظهرون) عن الرياضيين والكرة وأهلها، ويرون أن ذلك لا يليق بهم، وفجأة اصبحوا من المحرضين والطاعنين في الذمم، وكأن طبقات وحل التعصب غطت على عقولهم وقادتهم الى الركض مع مجتمع، يوافقهم الميول ضد مجتمع آخر ينتمي إلى أندية اخرى، ويبدو أنهم اصبحوا طلاب شهرة فلم يجدوا إلا الخروج عن النص بمقالات وتغريدات وتحمل كثيرا من الاتهامات الصريحة التي تدخل تحت بند (الجرائم المعلوماتية) وبالتالي يعاقب عليها القانون. التعدي على خصوصيات الناس أصبح ظاهرة.. والرياضة خرجت عن حدود المنافسة الطعن ديدنهم نعم للنقد ومعالجة أي سلبيات أو عمل فوضوي ونتائج غير جيدة لأي منتخب أو ناد او طرف له علاقة بالعمل الرياضي، هذا ما عرفناه ويسير عليه من وضع المصلحة العامة وخدمة الوطن نصب عينيه، ولكن ماذا عن الدخول في النوايا والتشهير بالناس والطعن مباشرة ب (الاسم) في شرفهم ونزاهتهم والتعدي على خصوصياتهم، والوصول إلى جهة عملهم ومضايقتهم، والدعاء علناً عليهم؟ هنا النقطة التي لابد ان نقف عندها جميعا، أولاً بثقيف هذا المجتمع الرياضي الفوضوي الذي اعتاد على الانفلات في الملاعب والصالات وعبر الإعلام، واشهار انظمة قوية ونافذة ضد أي متجاوز لا تقل عن تلك التي اصدرها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، ضد أي متجاوز لأمن البلد والعمل على اثارة الفوضى، هناك من يقول للإعلام والرياضة خصوصيتهما ولغة التعبير في التشجيع والكتابة تختلف عن التعبير عن أي شأن آخر، وهذا خطأ كبير، فالإنسان هو الإنسان رياضيا او غير رياضي وحرمته لا يمكن التعدي عليها وكرامته لا يمكن امتهانها في الرياضة وغيرها. الأمن نعمة.. والحفاظ عليه مطلب ما يحدث الآن من اضطرابات في بلدان أخرى يمنة ويسرة أمر مزعج جداً وربما يستغله من يدعي ميوله الرياضية (وهو ليس برياضي)، المهم ان يجد منفذا ينطلق من خلاله للتحريض على التجاوزات وقيادة حملة سب وشتم للناس وبالتالي جعل الوسط الرياضي الذي ينتمي اليه كثير من الشباب فوضوي ومصدر للفتنة، وتمزيق للحمة الوطنية، واذا ما وصل الأمر إلى هذه النقطة او الخطوط الحمراء، فلابد ان نقول: (لا بارك الله في رياضة) توصل الى الفتنة وتنقل الناس الى التناحر، ونظن أن الأمر ليس بالصعب فالجهات المعنية ليس فقط رعاية الشباب انما الجهات الاخرى التي بيدها الضبط والربط قادرة بحول الله على أن تقول لكل متجاوز ويشخص يستغل المواقف والرياضة لاثارة الفتن (قف عند حدك)، فمصلحة الوطن وقيادته وأهله وأمنه واستقراره اكبر من أن يقفز عليها مغردو (تويتر) وكتاب الرأي المتعصبون الذين لا يتواجدون إلا في بيئة السب والتطاول واللذة في تقزيم البشر والتعدي عليهم بالسب والقذف. القذف أصبح ظاهرة الأمر لم يعد محصورا في نتيجة مباراة وفوز فريق وخسارة آخر، وخطأ حكم، واخطاء لاعبين ومدربين، انما تجاوز ذلك إلى أن الناس يشتم بعضها بعضا في لغة هابطة ومفردات تحرض على العنف الرياضي، وهنا لابد من تدخل من بيدهم الحل والربط، والتعديل والقرار، حتى يمكن تدارك الأمور والتصدي لمن يقود الرياضة والشباب الى غير مسارها الصحيح، ولاة الأمر حفظهم الله وفروا كل شيء ودعموا الرياضة وشيدوا الملاعب العالمية وتركوا للشباب مهمة التنافس بروح عالية، وهنا دور المسؤول الرياضي في رعاية الشباب والاتحادات واللجان والجهات ذات العلاقة في تنظيف الجسد الرياضي من التشوهات. هناك اسماء معروفة في الاعلام وفي (تويتر) لا تتجاوز بمفرداتها الطعن والتخوين وقيادة ثلة من المؤيدين له نحو التطاول على من يختلف معه في الميول اعلاميا حكما أو مسؤولا أو إدرايا، وهذا خطر كبير، لا يميزون بين ما يجب ان يقال ويصدر من خلاله النقد للعمل والاداء، وبين ما يؤدي الى التشهير والطعن في الذمم ويعاقب عليه القانون، ونعتقد انه حان الوقت ليقول القانون كلمته وانصاف المتضرر، وضرب المخطئ بقوة النظام والقانون. تكدس الشكاوى والتباطؤ في حسمها، وعدم رد اعتبار المتضررين أصبح يصيب كثيرين بالاحباط، ويشجع اصحاب التجاوزات على الاستمرار في استهتارهم وتحديهم للناس والنظام، والتمادي في القذف. حان الوقت لان يأخذ (هذا المتضرر او ذاك) حقه بأسرع وقت وفق الانظمة، وياليت تكون جميع قضايا (تويتر) ضمن (الجرائم المعلوماتية) حتى لا يذهب وقت المتضرر هباء بين التنازع في الاختصاص، واذا ما تم ذلك سيتأدب كثيرون ويخافون من عواقب خروجهم عن النص. رجال نفخر بهم رجال الداخلية بقيادة الأمير محمد بن نايف وفقهم الله يستحقون التقدير من الجميع، كيف لا وهم الذين يسهرون على أمن الوطن وشعبه، ويواجهون المخاطر في سبيل استمرار هذه النعمة الكبيرة (اللهم لك الحمد)، فيأتي اعلامي منفلت ومشجع محتقن ومسؤول ناد متهور ليوعز لحاشيته من الإعلاميين عبر مختلف وسائل الإعلام، ليشعل نار التعصب والحقد بين ابناء المجتمع الواحد، وهذا والله أمر محزن ويدعو أي مسؤول لان يقوم بمسؤوليته على أكمل وجه. ختاما: حفظ الله الدين والقيادة والوطن وأهله من كل مكروه، وجنبهم شر الاشرار وكيد أهل البغي والمحرضين على الفتن، ونسأله جلت قدرته أن يستمر عهد الرخاء والتقدم تحت رعاية رب العالمين ومظلة خادم الحرمين وولي العهد والأمير مقرن والرجال الاكفاء الذين وضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن وتقدمه والشعب ورقيه وأمنه.