قصفت طائرات اميركية مواقع للجهاديين في شمال العراق الجمعة للمرة الاولى منذ انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد عام 2011، ما يمكن ان يشكل نقطة تحول في ازمة مستمرة منذ شهرين بعد سيطرة مقاتلين جهاديين على مناطق في شمال العراق وتهجير اعداد كبيرة من المسيحيين والايزيديين. وقال البيت الأبيض إن بقاء القوات الأميركية في العراق لن يطول وستنسحب بمجرد تشكيل حكومة عراقية "لا تقصي أحداً" من جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الاميرال جون كيربي ان مقاتلتين اميركيتين قصفتا بقنبلتين تزن الواحدة 250 كلغ مدفعا متحركا لتنظيم الدولة الاسلامية كان بدوره قد قصف مواقع للقوات الكردية في اربيل. وتوقع رئيس اركان الجيش العراقي بابكر زيباري بعد هذا القصف ان تشهد بلاده "تغيرات كبيرة خلال الساعات القادمة". وقال زيباري "الساعات القادمة ستشهد تغيرات كبيرة. الطائرات الاميركية بدأت بضرب تنظيم داعش في جنوب مخمور واطراف سنجار" وكلاهما شمال العراق. واشار الى ان "العملية ستشمل مدنا عراقية تخضع لسيطرة تنظيم داعش" وهي التسمية المختصرة للاسم السابق للتنظيم الذي كان يطلق على نفسه اسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام". واوضح زيباري انه تم "تشكيل غرفة عمليات تجمع ضباطاً من الجيش العراقي والبشمركة الكردية وخبراء من القوات الاميركية، لتحديد الاهداف وتطهير المناطق بمشاركة مروحيات طيران الجيش" العراقي. واعلنت الاممالمتحدة انها تسعى الى اقامة "ممر انساني" في شمال العراق لتسهيل اجلاء المدنيين المهددين بالموت. كما اعربت فرنسا من جهتها عن "الاستعداد للقيام بدورها كاملا" في حماية المدنيين الذين اعتبرت انهم "يتعرضون لفظاعات لا تحتمل" من قبل تنظيم الدولة الاسلامية. واعلنت بريطانيا عزمها على القاء مواد غذائية بالمظلات في هذه المناطق خلال الساعات ال48 المقبلة. عناصر من قوات البيشمركة يستعدون للقتال قرب آربيل (أ.ف.ب) وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية من تحقيق مكاسب اضافية الخميس مع سيطرته على قره قوش اكبر مدينة مسيحية في العراق ثم على سد الموصل اكبر سدود البلاد والذي يغذي بالماء والكهرباء كل المناطق المجاورة له. ومنذ الاحد الماضي غادر عشرات الاف الاشخاص منازلهم امام تقدم مسلحي الدولة الاسلامية الذين باتوا على بعد 40 كليومترا من اربيل عاصمة منطقة كردستان العراق. وبعد سيطرة الدولة الاسلامية على قره قوش ومناطق اخرى مجاورة حول الموصل اعلن بطريرك الكلدان لويس ساكو ان نحو 100 الف مسيحي اجبروا على ترك منزلهم وباتوا مشردين. وغادر القسم الاكبر منهم الى كردستان العراق. واثر دخول مسلحي الدولة الاسلامية الى سنجار معقل الايزيديين اجبر نحو 200 الف مدني على مغادرة منازلهم كما اعلنت الاممالمتحدة. وفر بعضهم الى كردستان او تركيا الا ان الآلاف علقوا في مناطق جبلية قاحلة مجاورة وباتوا مهددين بالموت جوعا او عطشا في حال نجوا من مسلحي الدولة الاسلامية. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري من كابول ان هجوم الدولة الاسلامية على مناطق المسيحيين والايزيديين "يحمل كل اشارات اعمال الابادة". وبعد ان تطرق الى الازمة الانسانية في هذه المناطق من العراق واحتمال توسع اعمال العنف قال ان الولاياتالمتحدة "اتخذت قرار العمل على انقاذ هذه الارواح". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعرب عن تخوفه من حصول اعمال ابادة وسمح بتوجيه ضربات عسكرية هادفة "لحماية المدنيين العالقين" وايضا لحماية الاميركيين الموجودين في اربيل وبغداد. وحرص اوباما على التأكيد ان هذه الخطوات "لن تزج البلاد في حرب اخرى". وباشرت الطائرات الاميركية انزال مواد غذائية وماء بالمظلات للمدنيين العالقين في جبال سنجار. وفي الاطار نفسه اعرب مجلس الأمن عن "صدمته" ازاء وضع الايزيديين والمسيحيين. وبعد ان وجه نداء ملحا الى المجتمع الدولي ل"حماية" المسيحيين ارسل البابا فرنسيس الكاردينال فرناندو فيلوني موفدا من قبله الى العراق. وزاد التدفق الكبير للنازحين الى كردستان من الضغوط على هذه المنطقة التي تعاني اصلا من نقص في الموارد ومن خلافات مع النظام المركزي في بغداد. وكانت قوات البشمركة الكردية استفادت من الانسحاب المذل للجيش العراقي من شمال وغرب البلاد للسيطرة على مناطق متنازع عليها مثل كركوك. الا ان هذه القوات التي تفتقر الى الذخائر وتنتشر على جبهة واسعة تقهقرت امام تقدم مسلحي الدولة الاسلامية. ودعت بريطانيا رعاياها الى مغادرة منطقة كردستان العراق كما منعت وكالة الطيران الفدرالية الاميركية الطائرات التجارية الاميركية من التحليق في اجواء العراق. واكدت الحكومة الايطالية في بيان دعمها للضربات الجوية الاميركية في شمال العراق. واعلنت شركة لوفتهانزا الالمانية تعليق رحلاتها الى اربيل عاصمة اقليم كردستان لاسباب امنية.