(الواسطة) وفحيحها القاتل لكل أشكال التطور الانساني عندما وصى جدته حين سفره لخارج البلاد طلبا للمعيشة مقابل تربيتها له بعد ان فقد والديه منذ الصغر اوصاها ان تهدي له هدية يحتفظ بها طول العمر وهي ميثاق الود ومكافأة لتربيته اياه في يتمه قبل ان تموت تكون ديباجة وصيتها تتضمن بعد حرق جثمانها يحفظون له كمية من تراب جسدها من بقايا الحرق على ان يعبأ حفنة من الرماد في علبة فارغة لحفظ القهوة وترسل له بواسطة البريد كهدية غالية..! جاء ذلك بعد تمنياته بالعمر المديد لها هذا الاستشهاد من فحوى المسرحية الروسية بعنوان (جدة للاكل) اقول استحضرت ذاكرتي الضعيفة هذا المشهد حين لاحظت وغيري بالتأكيد ان من يرغب في انجاز عمل مثل فتح دراسة لاقامة مشروع استثماري معين او الاستفادة من جهة ما لزيادة دخله ومساعدة راتبه لمواجهة تكاليف المعيشة قبل كل شيء لا بد من البحث عن معين او مساعدة يمكن تعويض فاعلها بما يناسب ان كان هدية وما يشابهها من عطايا ومكافآت وحسب ما هو متعارف عليه بين هؤلاء الذين يعتبرون الهدية مقبولة شرعاً وبصورة اوضح الوصول الى (الواسطة) حرف (و) المشؤوم. اقولها من قلب لأنه السرطان الذي استشرى في سلوكيات بعض افراد المجتمع من ذوي النفوس الضعيفة والذي لاشك يقوم بتدمير الطموح والحد من تنشيط منابع جذور التنمية وذبول زهورها اليانعة وتثبيط حيوية النفوس الباحثة عن الخير فهي بالمرض اشبه الذي ليس له علاج غير التوعية ونبذها باعتبارها محرمة شرعا لأنها لا تعني بالعمل الصالح بل هي جحود للمواطنة الحقة وتضعف الولاء للوطن بما لا يرضاه الله اقول من يرغب في تطوير ذاته بأي شكل من الاشكال لابد له مع الاسف الشديد ان يسقط في اتون (الواسطة) هذه المحرقة فاما تنتشله ليصبح ذا شأن او ينحدر في هاوية ما لها من قرار. الله يستر على مجتمعنا ويخلص النفوس من شبح الواسطة ويرفع من ذواتنا واخلاقنا من فحيحها القاتل لكل امل يرتجيه المجتمع.