إن ما نسمعه أو نراه يومياً عن أولئك المعلمات اللواتي يمتن أو يقتلن في كل لحظة بسبب ما تفعله إدارة تعليم البنات من ظلم وتجن على بنات تعبن وتكبدن عناء الدراسة والتعليم والمذاكرة والدوام اليومي وفرحن بأن تخرجن وتم تعيينهن في مناطق بعيدة لا يحتمل بعدها الرجل فكيف بالمرأة التي كانت تتوقع أن يتم مكافأتها بتعيينها في منطقة قريبة من أهلها ومن ثمَّ تتفاجأ بأن تم التعيين في أماكن مجهولة وبعيدة وليست هي وحدها بل جميع البنات وكأن المنطقة التي تسكن بها تلك الفتاة مكتفية ذاتياً ومليئة بالمعلمات والواقع يحكي غير ذلك تماماً. فما ذنب هذه المعلمة المستجدة والصغيرة في العمر والتي تسافر يومياً من مقر سكنها إلى عملها بمسافة تفوق المئة وخمسين كيلومتراً يومياً وتجبرها تلك المسافة أن تصحو في كل يوم قبل صلاة الفجر وتنتظر باص النقل الخطير والمتهالك والذي يقوده سائق متقاعد وكبير في السن وأيضاً متهالك وتبدأ الرحلة اليومية لتلك المعلمة الصغيرة المسكينة إلى أن تنتهي بوصولها إلى منزلها مع أذان العصر وهي مرهقة وفي أشد حالات التعب والإعياء بعد أن عادت سليمة إلى ذويها وهم في قلق دائم على ابنتهم الشابة من أجل حفنة نقود. ولكي نجد الحلول المناسبة لهذه المشكلة الاجتماعية الهامة والتي تمثل خطراً يحدق ببناتنا في مجتمعنا الذي كان يجب أن يكون أكثر واقعية وحفاظاً على هذه الفتاة وبدلاً من مكافأتها على جهدها الذي بذلته من أجل أن تكون معلمة لأجيال المستقبل وموظفة لكي تحصل على راتب زهيد تساعد به نفسها وأهلها للتغلب على صعوبات الحياة فكان يجب أولاً إيجاد الحلول التالية: 1) أن تعين المعلمة الجديدة في نطاق منطقتها التعليمية الفرعية أو في المنطقة التي ترغبها بحيث لا تزيد المسافة بين مقر سكنها والعمل عن 30كيلومتراً. 2) إن المعلمة التي تعين في منطقة بعيدة وتزيد المسافة المقررة عن ثلاثين كيلومتراً فيجب أن تؤخذ موافقتها على قبول هذا التعيين وأن تكون هناك مميزات أخرى كزيادة الراتب وتكلف بعمل وحصص أقل. 3) إلغاء الواسطات التي أضرت بالمعلمات المعينات في أماكن بعيدة وأعطت الفرصة لمعلمات أخريات استطاع أولياء أمورهن أن يجعلوا عملهن بجانب بيوتهن بسبب القدرات المالية والمصالح الشخصية التي جعلتهم يدفعون الأموال الطائلة لأصحاب النفوس الضعيفة من أجل تحويل وجهة التعيين من المريخ إلى الأرض. 4) من الواجب على إدارة التعليم بالتعاون مع الأمن العام أن تضع شروطاً الزامية للنقل العام المعتمد لنقل المعلمات والطالبات وهي كما يلي:- 1) أن يكون السائق سليم وسنه مناسبا ولا يعاني من أي عاهة ويكون مؤهلاً للسياقة برخصة خاصة من المرور تؤهله للعمل في هذا المجال. 2) تقيد السائق بالسرعة المسموح بها والمحافظة على سلامة المركبة بالفحص الدوري والمنتظم للمركبة المستخدمة. 3) أن تكون المركبة المستخدمة حديثة حيث لا يقل الموديل عن عام 2005م وأن تكون من المركبات المخصصة للنقل فقط (الميكروباص). 4) يجب على إدارة التعليم أن تضع سناً قانونياً لتقاعد المعلمات اللاتي أمضين فترة طويلة في مجال التعليم بحيث يكون سن التقاعد للمعلمة خمسة وأربعين سنة بحيث أنه إذا بلغت المعلمة سن ال 45سنة تحال للتقاعد ويحسب لها نصف الراتب حيث إن هذا السن التقاعدي المقترح يساعد في تعيين المعلمات المستجدات بدلاً من تكدسهن في المنازل والتخلص من أولئك المسنات وضمان لتوظيف البنات وضمان التعيين في أماكن أقرب وذلك لأن مجال التعليم عليه ضغط كبير. لذلك فإننا نأمل فعلاً لا قولاً من المسؤولين القائمين في هذه الدولة الإنسانية العظيمة والمهتمين ومسؤولي التعليم النظر في هذه الاقتراحات والاهتمام ببنات المستقبل ومعلمات الأجيال القادمة وإيجاد الحلول المناسبة للحفاظ على أرواحهن وسلامتهن من الحوادث اليومية والبحث عن حلول حقيقية للتخلص من هذه المشكلات الكثيرة لضمان حياة سعيدة وجميلة لذلك الكائن المهم في مجتمعنا فيكفي ما مضى من ضحايا المعلمات البريئات على طريق الموت المشؤوم ونتمنى أن نقول وداعاً وداعاً وداعاً لمشاكل المعلمات مع العلم والتعليم..!