وسط السحب والأجواء الربيعية الدائمة التي تنعش الروح وتبث الحياة بالجسد المنهك، أُجبر العديد من المصطافين والأسر القادمة من مختلف مناطق المملكة ومن دول مجلس التعاون الخليجي على البقاء والتمتع بهذه الأجواء الربيعية الممطرة، ممدين إجازتهم الصيفية للتمتع بكل تلك المميزات والمقومات السياحية الجذابة. حيث اكتظت متنزهات السودة، والسحاب، وشعف آل ويمن، ومتنزه الأمير سلطان بالفرعاء، ومتنزه شفى المسقى، والهضبة، ودلغان، والحبلة، والمربع، ومتنزه الثويلة بظهران الجنوب، ومتنزه آل وليد بالنماص، بعدد كبير من الأسر الباحثة عن عذوبة الأجواء الممطرة، وعن الطبيعة الساحرة، في ظل الخدمات المتكاملة التي حظيت بها المنطقة هذا الصيف، بإشراف وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية. كما تشهد المنطقة خلال هذه الأيام سقوط أمطار متفرقة ما بين متوسطة إلى غزيرة، عصر كل يوم محملة بحبات البرد ومصحوبة بعواصف رعدية، سالت الأودية والشعاب على إثر هذه الأمطار، أضفت جمالها على الطبيعة وحولت الأراضي الزراعية والجبال والمتنزهات إلى لوحة سندسية خضراء، ساعدت في اعتدل درجات الحرارة. وأغرت شلالات المياه المتدفقة من أعالي الجبال بمتنزه الحبلة السياحي، عشاق التصوير والمتنزهين الذين طربو بسماع خرير مياهها، واستمتعوا بتصوير الشلالات عبر جوالاتهم، وسط أجواء خلابة قضوا فيها فرحة العيد بين شلالات الجبال وزخات البرد الممتع. «الرياض» نقلت جوانبا وصورا متعددة للمصطافين والزوار ورصدت انطباعات متعددة، أعربوا عن سعادتهم وبهجتهم وتمازجهم بهذه الأجواء الماتعة من على ارتفاع عن سطح البحر يقدر بحوالي 3500م، حيث تحدث في البداية المصطاف محمد العسيري القادم من المنطقة الشرقية الذي أعرب عن سعادته بهذه الأجواء الساحرة وقال "منذ أربع سنوات على انتقالي للعمل بالمنطقة الشرقية، وأنا كل عام أعاود الزيارة إلى أبها، موطن الجمال التي تزداد تألقاً وبهاءً عاماً بعد عام، بالتطوير والتجديد المستمر الذي يجعلنا نتشوق كل عام لزيارتها والاصطياف فيها، وسط لفيف والدي وإخواني، ما يضفى على جمال المنطقة روعتها، وخصوصيتها السياحية". وفي نفس السياق تحدث من متنزه الحبلة السياحي "عبد المحسن المالكي" -من أهالي الرياض- قائلاً: "أتينا لأبها للاستمتاع بأجوائها العليلة وبرامجها الصيفية المميزة ولاشك أن هذه الأجواء الممطرة تجبر أي شخص على القدوم إلى هنا للاستمتاع بأجواء المطر ومشاهدة حبات البرد، وفي الحقيقة أن رحلتنا الصيفية كان من المقرر لها أن تنتهي بنهاية شهر رمضان، إلا أنّ هذه الأمطار والمناظر البديعة والأجواء الباردة قد اضطرتنا للبقاء وتمديد الإجازة إلى منتصف شهر شوال". وفي موقع آخر من متنزه الحبلة التقينا مجموعة من الشباب المصطافين القادمين من جدة.. يقول عبدالله الخالدي "نحن سعداء جداً في منطقة عسير التي تفاجأنا فيها بأجواء ممطرة وضباب كثيف، وقال هذه نعمة كبيرة وأبها تعتبر مصيفاً جميلاً بما تمتلكه من مقومات جذب سياحية، وأضاف لقد مضى على مجيئنا يومان وسنطوف على جميع المتنزهات في المنطقة". وفي السياق بين مدير عام فرع وزارة الزراعة بمنطقة عسير المهندس فهد الفرطيش، أن الفرع أنهى أعمال صيانة ونظافة (7) منتزهات كبرى في المنطقة، إضافة إلى جميع الغابات، فضلاً عن استقدام (32) سيارة حراسات من شركة وطنية لكافة مواقع المتنزهات والغابات، بتكلفة تزيد عن (4) ملايين ريال. وأضاف، أنه تم توفير (120) عاملاً خلال (3) أشهر للمحافظة على نظافة المتنزهات وصيانتها، وإضافة بعض المرافق للعديد من المتنزهات خلال موسم صيف هذا العام 1435ه، وتركيب أكثر من (150) عمود إنارة في متنزه الأمير سلطان تعمل بالطاقة الشمسية بالتعاون مع أمانة عسير التي كانت أعمال الصيانة والتجهيزات بمعداتها وعمالها ومشرفيها. المسطحات الخضراء مقصد للباحثين عن الأجواء المعتدلة زخات من المطر تحول مدن عسير إلى أجواء ربيعية باردة الجبال تكتسي عقدا أبيضا من البرد مساءات أبها تستهوي وتستقطب محبي الهواء الطلق قطرات المطر تروي «المتنزهات» وتحول الجو إلى ربيع شاب يلتقط لصاحبه صورة تذكارية وسط جريان الماء من حوله