بعد صيام شهر الخير شهر الرحمة شهر المغفرة (رمضان) وتقديم الأعمال الصالحة إلى رب العزة والجلال في أيامه ولياليه يطل علينا عيد الفطر السعيد ذلك الضيف الغالي على القلوب، المحبب الى النفوس، تصاحبه الفرحة وتغلفه السعادة ويغمره الود بين القلوب، يأتي العيد ليزيل ما علق فيها من خصومة وخلافات وكدر وتظهر فقط الابتسامة والسلام والدعوات الصادقة وللعيد حالات كثيرة بحسب ظروف كل إنسان وموقعه فقد يكون يوم العيد في العمل أو في المدينة الكبيرة برسمياتها واحتفالاتها وصخبها او في خارج الوطن وغير ذلك لكن ما سنتحدث عنه هو العيد في مسقط الرأس وبلد النشأة الاولى كونه يحمل طابعا خاصا يحمل صاحبه الى سنواته الاولى وزمن البراءة والصداقات الحقيقية فالغالبية يرون ان لاطعم للعيد الا في مدنهم او قراهم بهدوئها وبساطتها بمقابلة والتفاف الاهل والاصدقاء القدماء فهي رغبات داخلية تنتاب الانسان مع كل عيد اضافة لكونها صدقة وصلة بمقابلة الاهل والاقارب وتذكر الماضي وجنبات الاماكن النقية فهي ان لم تشهد الصخب الكبير كالمدن الا ان طابعها الصفاء ووجود البون الشاسع بين عيد القرية والمدينة الصغيرة عن غيرها مشاهد، ففرحة العيد لها طابع اخر بلقاء كبار السن من الاقارب وكذلك معايدة المرضى ايضا هناك التجمعات بين الاقارب في ليال العيد والمسامرة في جو طبيعي رائع في المتنزهات البرية والمزارع والاستراحات الخاصة بتبادل الاحاديث والذكريات والقصص الطفولية التى تبقى ذكراها عالقة في الاذهان طويلا وفرحة الاطفال تختلف كذلك فهم يدخلون بيوت الاقارب والجيران ببساطة ويحصلون على عيديات تعتبر غالية جدا بالنسبة لهم تدوم فرحتها معهم بقية العمر، وحتى وان اختلفت شيئاً يسيراً. افراح المحافظات بسبب توسعها وكثرة سكانها الا ان الكثير من الاسر حافظت على الموروث الاصيل وهيأت الاجواء باكرا للعودة بفرحة العيد الى حنين الماضي بجمال الحاضر واشراق المستقبل، ان العيد له فرحة كبيرة في النفوس النقية بايامه الجميلة فليفرح الكل بحسب مكانه وظروفه وليدخل السعادة على قلوب من حوله لتكن ايام فرح وسعادة ليتناسَ الجميع كل شيء ويظهرون الحب فقط فهو مفتاح القلوب لتنطلق بعده النفوس زكية لايشوبها حسد ولاحقد ولاغل ولابغضاء فالدنيا قصيرة ولا مكان لكل ذلك فيها فهنيئاً لمن اعلن الصفح والسماح لكل صاحب موقف مخالف او خصومه او غيرها بحضور عيد الفطر السعيد الذي يملأ القلوب سكينة واطمئناناً لتفيض منه عواطف الايمان الحق الذي هو من اخلاق المسلم.