دعا مستشار وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي إلى تخصيص حيز لتعزيز مفهوم «الانتماء الوطني» ضمن المناهج الدراسية، في الوقت الذي شدد فيه وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات الدكتور احمد الدريويش على ضرورة إعادة صياغة الخطاب المتعلق بالوطن والمواطنة. وقال الحارثي أمس خلال فعاليات اليوم الثاني من ندوة «الانتماء الوطني في التعليم العام... رؤى وتطلعات» التي تنظمها جامعة «الإمام»: «المؤسسات في السعودية دأبت على الانطلاق في مهماتها للبناء والتطور والنماء من أساس واحد هو الانتماء الوطني، ومن هذه المؤسسات التعليم الذي ينبغي أن يهتم بدور المعلم ودور الإرشاد التربوي». وأضاف ان الانتماء الوطني يجب أن تصبح ثقافته منهجاً تعليمياً سائداً في كل المناهج الدراسية، وشعوراً بالفخر والاعتزاز يتمثل به المعلم في المدرسة، ومشروعاً علمياً لعضو هيئة التدريس في الجامعات. وتابع: «قد تكون هناك اسقاطات على هامش المسيرة التعليمية بعضها بحسن نية أو ضعف في الإدراك لنتائجها، والبعض الآخر قد يكون عن تصميم مسبق لهدف محدود، إلا أن ذلك كله لم يعطل المسيرة، ولم يعكر وضوح الأهداف التعليمية، وإن كان سبب بعض البثور التي استوجبت وتستوجب العلاج». وأضاف الحارثي ان الشريعة الإسلامية تحث على حب الوطن وتعتبره من الإيمان، والمناهج الشرعية تعد تأصيلاً لهذا الواقع المعرفي والدراسي من زرع الشعور والولاء لله ثم الوطن، مشيراً إلى أن هذه غايات ليس للمزايدة عليها نصيب سواء في المجال الديني أو الاجتماعي أو النفسي أو السياسي أو الاقتصادي. وشدد على أن المناهج أياً كان مضمونها لا تحقق غاياتها في معزل عن الوطن والولاء له، لافتاً إلى أن المنهج الدراسي عندما يصبح ركيكاً لا يحقق أهدافه الوطنية بسبب عيب فيه أو عيب فيمن يدرسه، حينها يجب الوقوف لتقويم مدخلاتنا ومخرجاتنا التربوية تجاه الوطن وكيفية الانتماء إليه. من جهته، طالب وكيل جامعة الإمام لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات الدكتور احمد الدريويش بإعادة صياغة الخطاب المتعلق بالوطن والمواطنة في ضوء تتابع الأحداث وتراكمها خصوصاً ما يتعلق منها بقضايا الإرهاب، وأصحاب الأفكار الضالة وما صاحب ذلك من تخطيط لهذه الاعتداءات الآثمة التي عبثت بأمن ومقدرات الوطن ومكتسباته. وأكد الحاجة إلى توضيح هذه المفاهيم وتأصيلها وغرسها في نفوس الناشئة من الأبناء خصوصاً من منطلق إيماني، ووفق الضوابط الشرعية، مشيراً إلى أن حب الوطن أمر لا غضاضة فيه. وشدد على أهمية غرس التربية الوطنية في نفوس الناشئة خصوصاً التي تهدف إلى تقوية شعور الإنسان أو الفرد بالانتماء إلى وطنه أولاً وتقوية إيمانه بأهدافه وتوجيهه توجيهاً يجعله يفخر بذلك الوطن ويخلص له ويسهم في توفير أسباب السعادة في الحياة فيه، ولا يتردد في الدفاع عنه، لافتاً إلى وجود حاجة إلى تبصير المواطن بالأخطار التي تهدد وطنه وتحصينه ضد الأفكار والآراء التي قد تهدده وتعصف بأمنه الفكري. وقال: «علينا أن نشخّص الداء ونستقصي أسبابه ونكشف فكر الأعداء ومن سار على دربهم ونبين زيفه وزيغه وضلاله، ثم نضع العلاج الناجح بعمق واتزان ومصارحة كل بحسبه للقضاء على هذه المشكلة والانحراف، وتقرير السلم والأمان والاطمئنان للوطن وأهله، وألا ننخدع بتأثيرات من يسعى لتدمير وطنه وترويع الآمنين فيه وتخويفهم وإرجافهم، وتبرير هذه الفعال المشينة المحرمة شرعاً وعقلاً بدعوى حب الدين ونصرته والجهاد والشهادة في سبيل الله، والله ورسوله بريء من هذا الفعل القبيح والعمل المشين، والتصرف المناهض للدين، فأمثال هؤلاء هل يقال إنهم مواطنون صالحون مخلصون نافعون لدينهم وأوطانهم ومجتمعاتهم لا وكلا بل وألف كلا». وأكد الدريويش أن المملكة مستهدفة وتواجه حملة ظالمة في وسائل الإعلام، وقد يكون بعضها من وسائل الإعلام العربية المأجورة «لمحاولة التشكيك في تلاحمنا ووحدتنا في ديننا وفي تطبيقنا لشريعة ربنا».