شهدت العملية التربوية والتعليمية في المملكة العربية السعودية تسجيل حالة قضائية تتعلق بالحضور والانصراف في الدوام كثر معها الهرج والمرج حيث أيدت محكمة الاستئناف في منطقة الرياض القرار الصادر من المحكمة الإدارية في المدينةالمنورة القاضي بإلغاء قرار الحسم من رواتب عدة موظفين في إدارة التربية والتعليم بمحافظة المهد لم يثبتوا حضورهم وانصرافهم أثناء دوامهم الرسمي بنظام «البصمة»، وذلك لعدم وجود تشريع أو نظام رسمي ينص على إثبات الحضور والانصراف لموظفي الوزارة بهذه الطريقة. وأكدت المحكمة في قرارها على ضرورة إلغاء قرار مدير تعليم المهد الذي نص على تسجيل حضور وانصراف الموظفين بالبصمة، وإلغاء أيضاً أي قرار حسم على الموظفين المدعين في القضية أو غيرهم مع تعويضهم بالمبالغ التي حُسمت من رواتبهم، وذلك على خلفية دعوى قضائية في المحكمة الإدارية بالمدينةالمنورة تقدم بها عدد من موظفي تعليم المهد ضد إدارتهم بسبب الحسم من رواتبهم على خلفية امتناعهم عن تسجيل حضورهم عبر جهاز البصمة، الذي يطبق لأول مرة في الإدارة. وطالبوا في دعواهم برد المبالغ المالية المحسومة منهم، مؤكدين عدم قانونية الإجراء الذي اتبعته الإدارة، حيث تقضي الضوابط بطي قيد الموظف إذا غاب عن العمل 15 يوماً، وقالوا إنهم لم يتغيبوا عن العمل، بل كانوا يوقعون في سجل الحضور والانصراف، وأنهم أحجموا عن استخدام جهاز البصمة لمخاوفهم من الآثار السلبية له في ظل ارتفاع نسبة التلوث في محافظة المهد. ومؤخرا أعلنت وزارة التربية والتعليم رسميا أنها ستطبق نظام البصمة الإلكترونية للحضور والانصراف على موظفي الوزارة والمعلمين بدلا من دفتر الحضور والانصراف لضبط الدوام الرسمي. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم في تعميم موجه لجميع قطاعات الوزارة وإدارات التعليم أن نظام البصمة الإلكتروني يأتي تماشياً مع توجهات الوزارة لتوحيد السياسات والإجراءات في جهاز الوزارة وإدارات التربية والتعليم، واستجابة لتطلعات الوزارة في ميكنة الإجراءات إلكترونياً، ورغبة في تجويد وضبط العمل الإداري ومخرجاته. وشدد وزير التربية والتعليم على المشرفين في الشؤون الإدارية والمالية ومركز المعلومات التربوية، تقديم تقرير كل فصل دراسي حول نتائج تطبيق نظام البصمة. وتضمن التوجيه الوزاري بيان مراحل التطبيق حيث تشمل المرحلة الأولى البدء بمقر الوزارة الجديد وجميع إدارات التربية والتعليم والأقسام التابعة لها خلال أقل من سنة، والمرحلة الثانية تشمل مكاتب التربية والتعليم للبنين والبنات وذلك خلال ثلاثة أشهر من انتهاء المرحلة الأولى، وتطبيق النظام في المرحلة الثالثة على جميع مدارس البنين والبنات لجميع المراحل الدراسية خلال أقل من ستة أشهر من انتهاء المرحلة الثانية. الأمير خالد الفيصل وينطلق التوجه الجديد لوزارة التربية والتعليم في تطبيق البصمة الإلكترونية في إثبات الحضور والانصراف من عدة مرتكزات من أهمها: مواكبة التقدم التقني الذي تشهده وزارة التربية والتعليم في أنظمتها الإلكترونية والذي حققت به الوزارة عددا من الجوائز الدولية مثل نظام نور للإدارة التربوية الموحد ونظام فارس للأنشطة الإدارية والمالية وغيرها من الأنظمة التي تمثل الحكومة الإلكترونية في الوزارة التي تستهدف العمل على راحة المعلمين والمعلمات ومنسوبي ومنسوبات الوزارة وتمكينهم من الحصول على الخدمات المتعلقة بالجانب المهني أو الوظيفي بسهولة. كما أن وزارة التربية والتعليم ترغب في تفعيل اليوم الدراسي بربط نظام البصمة الإلكترونية بنظامي «نور» و«فارس» الذي سيحتسب معدلات التأخير والغياب والحسم بدقة متناهية. كذلك تسعى الوزارة لمعالجة الملاحظات التي رصدتها فرق هيئة الرقابة والتحقيق في مختلف المدارس وإدارات التربية والتعليم وتكررت في جميع المناطق ومنها غياب المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات، ونقص المعلمات في العديد من المدارس، ونقص معلمين في بعض المدارس،حيث إن استمرار تغيب المعلمين والمعلمات يؤثر على سير العملية التربوية، وهو ما يحتاج معه إلى تطبيق نظام البصمة لإثبات الحضور والانصراف، إضافة إلى أن استمرار تغيب الطلاب والطالبات يؤدي إلى عدم الجدية وعدم الانضباط خصوصًا أن ظاهرة الغياب تفاقمت في السنوات الأخيرة. وكانت وزارة التربية والتعليم قد بدأت في تنفيذ اعتماد الحضور والانصراف بالبصمة الإلكترونية لمنسوبات جهاز الوزارة في قطاع تعليم البنات، كما قامت عدة إدارات للتربية والتعليم بالمناطق والمحافظات والمدارس بتطبيق نظام البصمة. كما قامت عدد من المدارس بتطبيق مشروع البصمة الإلكترونية وبرنامج المتابعة الرقمي لتسجيل حضور وانصراف الطلاب في خطوة تهدف لتحقيق تطلعات وزارة التربية الرامية لتفعيل برنامج الحكومة الإلكترونية وتوظيف التقنية بشكل أمثل لتحقيق مستوى عال من الانضباطية حيث ان الجهاز يساعد مدير المدرسة في تحليل نتائج الدوام الرسمي من حيث التأخر الصباحي والغياب اليومي ويشعر الطالب بأهمية الوقت وتربيته على احترام النظام والمواعيد، الأمر الذي ساهم في الحد من ظاهرة الغياب والتأخر الصباحي للطلاب ويعتبر النظام بداية طموحة للوصول إلى المدرسة الذكيّة تحقيقاً لجودة التعليم وأهدافه الشاملة. جهاز البصمة