مائة مواطن ومقيم عصفت بهم ظروف الحياة وحرمتهم الحرية وفرحة العيد مع أهاليهم بعد أن صدرت بحقهم أحكام جزائية تستلزم استيقافهم بمراكز الشرط التابعة لشرطة منطقة الرياض لعدم دفعهم بعض المبالغ المالية المستحقة عليهم بسبب الديون، بعضا منهم أمضى ثلاثة أعوام في مبالغ لا تتجاوز المائة ألف ريال والبعض الآخر أصبح ضيفاً جديداً على عنابر السجون في مراكز الشرط في مبالغ قليلة جداً بسبب ظروف الحياة ومنهم من ودع أطفاله على حد تعبيره وتركهم على مائدة الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي وحرم من وظيفته بسبب عجزه عن دفع ديونه وبدأ مشكلة جديدة هي الحرمان من الوظيفية وترك الأسرة في مهب الريح أحلامهم لا تتجاوز قدوم فاعل خير يدفع عنهم ديونهم ويخرجهم من خلف القضبان ليعيشوا فرحة العيد مع أبنائهم والتي بدأت الديون تحرمهم منها لسنوات. وفي الجانب الآخر هناك إدارة تنفيذ الأحكام بشرطة منطقة الرياض والتي أخذت على عاتقها دور الجمعيات الخيرية في البحث عن فاعل خير بدعوة المؤسسات وطرق أبواب الموسرين لدفع صدقاتهم على الموقوفين للإسهام في إطلاق سراحهم ليعودوا إلى أسرهم ويعيشوا بقية حياتهم في سعادة وفرح. العميد السبيعي للموسرين وفاعلي الخير: هذه الفئة من أعوز الناس للمساعدة وعلينا جميعاً واجب تجاه مساعدتهم سجين ترك أسرته للجمعيات الخيرية ويعيش منذ عامين خلف القضبان في مئة ألف ريال مواطن استدان لعلاج والده حتى تراكمت عليه الديون وأوقف عن العمل وأودع السجن استدان لعلاج والده فحرم من عمله وتم سجنه بسبب الديون* (الرياض) في جولتها اليوم تنقل معاناة هذه الفئة البائسة وتناشد بدورها أهل الخير في دعم مسيرة العمل الخيري ومساعدة هؤلاء المعوزين بما تجود عليهم أنفسهم ليفرجوا كرب إخوانهم الموقوفين في مراكز الشرط بالرياض فكانت بداية جولتنا مع المواطن ش ع ق (40) عاما والذي يقبع منذ ثلاثة أشهر خلف القضبان بعد أن أعلن عجزه التام عن تسديد الديون التي تراكمت عليه حتى بلغت (168) ألف ريال وبداء الديانة يطاردونه في كل مكان حتى وجد نفسه خلق القضبان ينتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى ومن أهل الخير على حد تعبيره لتفريج كربته وإطلاق حريته ليكمل مشاورة الكفاحي في الحياة يقول المواطن ش ع ق ل الرياض عن سبب إيقافه كنت مثل غيري خارج أسوار السجن أعول أسرة مكونه من زوجتي والدي ووالدتي وعدد من الأبناء ومع مرور الوقت تعرض والدي لعدة أمراض صحية مما دفعني لعلاجه بالمستشفيات الحكومية ومع مرور الوقت لم يجد أي تحسن على صحة والدي، ثم اضطررت للبحث له عن علاج في المستشفيات الخاصة وبدأت أستدين مبالغ مالية بين فترة وأخرى وزادت علي تكاليف الحياة ولم يعد مرتبي يكفي لعلاج والدي وإيجار المنزل ومصاريف الأبناء فاضطررت للاستدانه ومع مرور الوقت لم أستطع سداد الأقساط وبعد تزايد المبلغ حتى وصل (168) ألفاً قام الدائنون برفع دعوى قاضية علي وتم إيقافي بمركز شرطة الديرة هنا منذ ثلاثة أشهر تقريبا ولا زلت أنتظر الفرج من أهل الخير ومن ولاة أمرنا -حفظهم الله- في هذه البلاد المباركة، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يفرج همي وهم كثير من سجناء الحق الخاص هنا ونجد من يساعدنا على تخطي ظروفنا المالية وأكثر ما أتمنى أن أقضي العيد بين أطفالي وأسرتي وأن تسدد ديوني حتى أتمكن من العودة للعمل وتحقيق متطلبات أبنائي . ثلاث سنوات لا يعرف فرحة العيد * ولا تختلف معاناة المواطن م ق ع عن معاناة المواطن ع س الذي تستوقفه شرطة الرياض منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريبا بعد أن عجز عن تسديد (370) ألف ريال استدانها من عدة أفراد ومؤسسات حتى وصل إلى مرحلة العجز والحكم عليه بالإيقاف يقول ل «الرياض» كنت موظفا وأعيل خمسة من الأطفال وزوجتي وكانت حياتي تسير بسعادة وأمن حتى دخلت في دائرة الاستدانة فمع مرور الوقت وكثرة الأعباء والمتطلبات اليومية للحياة أخذت أستدين من بعض الزملاء وبعض المؤسسات والبنوك حتى تراكمت علي الديون ووصل المبلغ (370) ألف ريال كفالات وشيكات وأصبح عدد المطالبين لي (11) شخصاً وأعلنت إعساري وتم إيقافي منذ ثلاث سنوات تقريبا وأنا أنتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى عاماً بعد عام ولا زال أملي بالله سبحانه وتعالى كبيرا ثم بأهل الخير ونحن في بلد الخير إن شاء الله وندعو الله ليلا ونهاراً بأن نجد من يفرج كربتنا ودَيننا، والمسلم أخو المسلم وأنا أناشد من خلال صحيفة «الرياض» أهل الخير لمساعدتي أنا وإخواني الموقوفين بمراكز شرط منطقة الرياض بما يستطيعون وما تجود به أنفسهم سائلا الله أن يكون ذلك في موازين حسناتهم . تركت أطفالي من عامين على مائدة الجمعيات الخيرية * وتزداد المعاناة مع المواطن ه ع غ ( 36) عاما والذي يحتجز بسب عجزه عن تسديد(105)آلاف ريال منذ عامين وثلاثة أشهر على حد تعبيره ل «الرياض» ويقول إن أكثر ما يقلقني وضع أطفالي وزوجتي والذي قام فاعل خير جزاه الله خيرا باستجار منزل لهم بعد دخولي للتوقيف وهم يعيشون على الضمان بمبلغ ألفين ريال من عامين تقريبا. وعن سبب سجنه قال إنها ظروف الحياة فقد كنت موظفا وأتقاضى راتباً وأموري تسير مثل غيري ومع ارتفاع الإيجارات ومتطلبات المعيشة اليومية اظطررت للاستدانة وتراكمت على الديون وتغيبت عن العمل وتم فصلي ولم يوجد لدي مصدر أسدد منه الديّانة وبعد فترة حاولت العودة للعمل وبمراجعتي للأحوال المدنية وجدت أنني مطلوب لمركز الشرطة في مبالغ مالية فقمت بتسليم نفسي من أكثر من عامين تقريبا ولا أزال موقوفا وأنتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى وقلبي يتألم من وضع أطفالي اليوم وأسأل الله الفرج من أهل الخير وأمنيتي أن أشارك أطفالي فرحه العيد. عملية جراحية لوالدتي أدخلتني السجن* أما المقيم (ن ، ل) مصري والموقوف من شهرين تقريبا في مركز الشرطة فأرجع سبب إيقافه عن عجزه عن دفع (85) ألفاً، وقال ل»الرياض» إنه يعمل في أحد المطاعم بالرياض وبعد تعرض والدته لمرض استدان المبلغ لعلم عملية لوالدته بالقلب ومن ثم عجز عن تسديد المبلغ وقام الخصم بتقديم شكوى ضده وهو لا يزال ينتظر الفرج ومساعدة أهل الخير له. من جانبه يقول المقيم خ ع يمني والذي يقيم في المملكة منذ (28) عاما أنه موقوف هنا منذ ثلاثة أشهر في مبلغ (156) ألف ريال بعد عن عجز عن السداد معترفا أن سبب إيقافه هو خلافه مع أحد الأشخاص الذي شاركه في تجارة لم تربح وقال إنني على أمل أن يتنازل خصمي عن المبلغ أو أن أجد من يساعدني في تسديد ديني. خمسيني باع إبله وهرب المشتري من الدفع وسجن بدلاً منه* أما المواطن م ع والذي تجاوز العقد الخامس من العمر فحكايته هي الأخرى بسبب تراكم الدين عليه والذي دفعه للسجن هنا في أحد المراكز منذ تسعه أشهر في مبلغ ثلاثة ملايين ونصف المليون ريال كما قال لنا بسبب تجارته في الإبل وبيعها لشخص رفض تسديده وهرب من العدالة وبقي هو في السجن ليسدد دينه في تلك التجارة الخاسرة يقول قمت بشراء (71) من الإبل من عدة أشخاص بالدين ومع مرور الوقت جاءني أحد التجار وقمت ببيعها له بمبلغ ثمانية ملايين ومئتين وثمانية وتسعين ألف ريال بشيكات مصدقة يتم صرفها بعد فترة وبعد انتهاء الفترة ذهبت لصرف الشيكات ولم يوجد لها رصيد وقمت بشكوى صاحب الشيكات عن طريق وزارة التجارة وصدر بحقه حكم بالإيقاف لكنه هرب من العدالة وقام الأشخاص الذين استدنت منهم برفع شكوى ضدي بثلاثة ملايين ونصف المليون تقريبا وتم إيقافي ولا زلت على أمل أن يأتي الشخص الهارب ويدفع لي مستحقاتي حتى أقوم بتسديد أخصامي وأسال الله أن يفرج كربتي وأن يعينني فأنا شخص كبير في السن وأعاني مرض السكر والضغط ومدة إيقافي لا تزال مستمرة ولا يوجد لدي ما أدفعه للديانة وخصمي لا يزال هارباً من العدالة. مراكز الشرط تستوقف (100) عاجز عن السداد * من جانبه التقت «الرياض» في جولتها بمدير إدارة تنفيذ الأحكام الحقوقية بشرطة منطقة الرياض العميد نعيم السبيعي أن مراكز شرطة منطقة الرياض تستوقف ما بين 80 إلى 100 سجين يزيد العدد خلال الشهر وينقص حسب ما يستجد في قضاياهم فهناك من يتمكن بعد استيقافة من توفير المبالغ المستحقة عليه ويتم أطلاق سراحه وهناك من يثبت إعساره ويتم التسديد عنه عن طريق الدولة أو عن طريق فاعلي الخير أو من ذوي الموقوفين. وهناك أعداد تبقى مستوقفه في مراكز الشرط التابعة لشرطة منطقة الرياض حتى تتم إحالتهم لسجون المديرية العامة للسجون. وأوضح العميد نعيم السبيعي في حديثة ل «الرياض» أنه بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض -حفظه الله- وبمتابعة من مدير شرطة منطقة الرياض وسعادة نائب مدير شرطة منطقة الرياض تقوم إدارة تنفيذ الأحكام الحقوقية بشرطة الرياض بالتواصل مع رجال الأعمال ومع فاعلي الخير لعرض حالات المستوقفين في مراكز الشرط والتي يثبت لدينا في فعليا في الإدارة عجزهم عن السداد وإعسارهم لتمكينهم من الخروج وتخطي مشكلاتهم الحياتية ومواجهة ظروف الحياة. وأضاف العميد السبيعي وفقنا -ولله الحمد- خلال الشهر الماضي وخلال هذا الشهر الكريم من فك إعسار العديد من المحتجزين لدينا في مراكز الشرطة واستطعنا بالتنسيق مع أهل الخير ورجال الأعمال وبعض المؤسسات والبنوك إطلاق سراح مئتي سجين تقريبا وكان من أوائل المتبرعين لهؤلاء المعسرين سمو سيدي أمير منطقة الرياض -يحفظه الله- من حسابه الشخصي أيضا تلقينا تبرعات سخية من أوقاف مجموعة الشيخ فهد العويضة بمبلغ مليون ريال خلال هذا الشهر الكريم تم من خلالها إطلاق الكثير من المستوفين في مراكز الشرطة أيضا تلقينا تبرعا من شامي الكعكي والبنك السعودي البريطاني وغيرهم كثير من فاعلي الخير. وعن آلية توزيع التبرعات التي تصل لإدارة تنفيذ الأحكام الحقوقية في إطلاق سراح السجناء قال العميد السبيعي نحن نتبع أليه شعارها تحقيق العدالة بين السجناء حيث نبدأ بحساب المديونية ومدة السجن التي قضاها السجين في السجن حيث نبدأ بالشخص الموقوف مدة طويلة ونبدأ بالمديونيات الأقل بحيث أن المبلغ الذي تتحصل عليه يسهم في أطلاق أكبر قدر من السجناء ويسعد أكبر عدد من الأسر كما أننا في إدارة تنفيذ الأحكام الحقوقية أن تلك المديونيات لا يوجد فيها تلاعب وهي ناتجة عن التزامات مالية لظروف الحياة وحسب الإعسار. وفي نهاية حديثة ل «الرياض» دعا مدير إدارة تنفيذ الأحكام الحقوقية بشرطة منطقة الرياض العميد نعيم السبيعي الموسرين وأهل الخير بالتوجه لمساعدة إخوانهم المحتاجين من سجناء الحق الخاص، وقال إنهم من أعوز الناس للمساعدة وعلينا جميعا واجب تجاه مساعدة إخواننا المسلمين وخصوصا هذه الفئات المحتاجة من السجناء الموقوفين بمراكز الشرطة. وجدد العميد السبيعي دعوته لرجال الأعمال والتجار والشركات والمؤسسات والبنوك لمساعدة مثل هذه الفئات المحتاجة مشيرا أنها من باب الصدقة والمشاركة الاجتماعية وأكد العميد السبيعي أنه سيتم تزويد المتبرعين بآلية توزيع المبلغ الذي تم التبرع فيه واسم المستفيد منه، وقال يوجد لدينا حساب بإدارة تنفيذ الأحكام الحقوقية بشرطة الرياض بإمكان المتبرعين الحضور للإدارة وتقديم ما تجود به أنفسهم لإخوانهم السجناء أو بشيك مصرفي باسم إدارة تنفيذ الأحكام الحقوقية بشرطة الرياض، وللمتبرع أيضا الأحقية في اختيار أي سجين للدفع عنه بعد إطلاعه على أسماء الموقوفين والمبالغ المستحقة عليهم. وفي نهاية حديثه ل «الرياض» دعا العميد السبيعى الله سبحانه وتعالى للموقوفين أن يفك الله أسرهم ولأهل الخير أن يجزيهم الله خيرا الجزاء . مطالب بأربعة ملايين استدنت لعلاج والدي وأسال الله الفرج أكثر من مئة سجين موقوفون بمراكز الشرط العميد السبيعي ندعو أهل الخير لمساعدة إخوانهم السجناء بانتظار أهل الخير لمساعدتي فاعل خير استأجر لأطفالي غرفة بعد دخولي السجن