هل كان بيع حقوق نقل المسابقات السعودية إلى القنوات الرياضية يحتاج الى الكثير من اللغط وغياب الشفافية والبقاء اعوام عدة حبيسة ادراج المجاملات وعدم الاعلان عنها ضمن منافسة عامة على طاولة القنوات حتى يتمكن الاتحاد السعودي من الفوز بالعرض الأفضل والنقل المميز والتقنية الحديثة، لا نعلم حقيقة ماهي الموانع التي تفرض على الاتحاد السعودي التسويف، وتغييب مشروع المنافسة عن القنوات الفضائية على الرغم من ذلك في مصلحة الاتحاد والاندية التي يصرف عليها. يقال أن هناك قنوات قدمت عروضها وكانت تنتظر فتح الملف والرد من الاتحاد السعودي ورابطة المحترفين تحديدا الا ان عروضها بقيت حبيسة الادراج ولم تحظ بأي رد مقنع، وهذا يعكس أحد أمرين: اما أن الاتحاد السعودي ورابطة الاندية لديهما افكار وخطط غير التي تدور في خلد الاعلام والجماهير وفئات الوسط الرياضي أو ان الأمر ليس بيدهما وبالتالي فهما وضعا نفسيهما في مواقف محرجة لاتقل حراجة عن تلك التي سقط فيها الاتحاد بسبب كوارث لجانه وعشوائية عمله وغياب الاحترافية لديه. اكثر من خبير اقتصادي وملم بقواعد الاستثمار أكد ان قيمة بيع حقوق نقل المسابقات السعودية تقترب من حاجز نصف مليار ريال، لو تم فتح مجال المنافسة امام القنوات وروعي في ذلك أهمية هذه المسابقات وتعلق الجماهير بها، والمردود المادي من ورائها الذي ستجنيه القنوات الناقلة عندما تحسن ادارة مشاريعها في الدعاية والاعلام فانها ستحصد ارباح كبيرة خصوصا بعدما اصبحت الرياضة صناعة ولها جمهور هائل، وهذه أكبر ميزة في الكرة السعودية لم تستغل وفق الخبير الاقتصادي الاستاذ راشد الفوزان الذي قال ذات مرة: "لم يُعرف تقييم المسابقات لدينا، فضلا عن كون تسويقها يفتقد للكثير من الاحترافية والمهنية لجذب الشركات والبنوك الأخرى، لا ننسى أن تشريعات الرعاية وشروطها غير واضحة ولا أحد يعرفها فهي اتفاقيات أكثر منها صناعة رياضة لدينا، نحن لا نعامل الرياضة كصناعة بل عقد اشبه بعقد إيجار محل تجاري أو شقة سكنية حتى في حال الاختلاف أين سيحتكم المتخاصمون؟ كثير من النقص موجود والحاجة للتطوير والأنظمة والاحترافية أكثر ما نحتاجه، فقناة الجزيرة تملك من الاحترافية والمهنية الشيء الكثير، وسبق وأن زرت المحطة ككل ووجدت متخصصين ومبدعين ومالا وميزانية، يعرفون ما يريدون، والعقد لكأس العالم مخصص للمنطقة وهذا طبيعي والأفضل أن نبتعد عن العاطفة ولماذا حصلت؟ ولماذا سيطرت؟، يجب ندرك ان هذا هو العصر الجديد تدفع تحصل على خدمة مميزه وراقية ونوعية". انتهى الكلام المختصر المفيد للفوزان، وهو كلام يضعنا امام تساؤلات عدة لن يجيب عليها الاتحاد السعودي ورابطة الاندية لاسباب منها أن الخوض في عدم فتح المنافسة سيضعهم في زاوية ضيقة وبالتالي انكشاف سوء المفاوضات وطريقة التعامل مع المستثمر، على الرغم من متطلبات المرحلة الحالية وفتح المجال لكل مستثمر للدخول في السوق خصوصا حقوق النقل تجبر الاتحاد السعودي على ان (يهرول) باتجاه جمع أكبر عدد من العروض حتى يخرج بالافضل ويجبر الجميع بالحرص على تقديم مميزات وقيمة مالية كبيرة تليق بحجم الدوري السعودي وسمعته. الجميع تابع القنوات الرياضية السعودية عندما تفضل المقام السامي مشكورا بمنحها حقوق النقل، وكيف هي الفوضوية في كل شيء والسبب شعورهم انه لايوجد منافس، وان الفوز بالحقوق ليس لجدارة في اسلوب التفاوض ولأنها الافضل في النقل والاخراج والتصوير والمقدمين والمذيعين في الميدان والمعلقين وانتقاء ابرز المحللين، انما لأن المقام السامي تفضل عليها ورأى خوضها للتجربة لعل وعسى. ترى ماذا لو اعلن عن المنافسة باكرا وبدأ الاتحاد ورابطته باستقال العروض وفتح المظاريف، حتما سيفوز بعرض يليق بمسابقاته ويكون رافدا قويا للأندية وانشطة الاتحاد الأخرى.