ينقسم الرياضيون في تقييمهم لعمل محمد النويصر في رابطة دوري المحترفين، رغم اختياره نائبا لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتزكية، لكنهم يجمعون في نهاية الامر على أنه واحد من الشخصيات القيادية الخبيرة في مجال الرياضة عبر سلسلة المهام التي تدرج بها منذ دخوله إلى هذا المعترك الصاخب، وكان مؤخرا محط سهام بعض رؤساء الأندية السعودية الذين انتقدوه ورابطة المحترفين التي يديرها في التعامل مع الأندية الأقل جماهيرية، فيما ينتقده آخرون بصفته ممثلا للرابطة في كثير من القضايا الشائكة والغامضة التي لم تجد حلا حتى الآن وبينها حقوق رعاية الدوري والرابطة وبث المباريات، فضلا عن آلية توزيع النسب وطريقة التقسيم الغامضة في ظل تأخر اعتماد النظام الأساسي للرابطة. «عكاظ» استضافت النويصر في حوار صريح وواجهته بلائحة الاتهامات والتساؤلات وجملة من الاستفسارات بشأن عدة قضايا، فكانت هذه الدفوعات والتبريرات: يترقب الرياضيون صدور النظام الأساسي للرابطة، متى يكون ذلك، وهل من خلافات حالت دون اعتمادها حتى الآن؟ هناك لجنة خصصت لدراسة النظام جيدا وحسب معلوماتي أنها انتهت من عملها تقريبا، و أتوقع أن يسلم إلى الاتحاد السعودي لعمل توافق ودمج مع النظام الأساسي لاتحاد الكرة وبه حل لكل الإشكاليات التي واجهتنا في المرحلة الماضية، أما بالنسبة لمحور الاختلاف فهو يتمثل في توزيع النسب من الرعايات. هذا يعني أن من حق الأندية أن تطالب بالمساواة طالما لا يوجد نظام يفصل في الموضوع؟ المعمول به هو توزيع 50 % بالتساوي بين الأندية، على أن يتم توزيع 50 % المتبقية على حسب مركز كل فريق بالدوري، في كل دول العالم المتقدمة لا يوجد توزيع متساو وإنما 50 % ثابتة والباقي حسب ترتيب العام الماضي، وهذه نزاهة كرة القدم أن تجعل الفارق المالي حاضرا حتى تستطيع أن تبقي المنافسة إلى آخر لحظة وضمان عدم بيع المباريات أو التلاعب بها. أضف إلى ذلك لو نظرنا إلى نظام توزيع الدخل في الدوري الأسباني لوجدنا أن النظام المعمول به أن ريال مدريد وبرشلونة يحصلان على 55 % من رعاية 45 % للأندية، والجميع راض لأنهم يعلمون بأن ناديي ريال مدريد وبرشلونة لهما حضورهما الإعلامي والجماهيري ليس على مستوى أسبانيا وإنما على مستوى العالم، وبالتالي فالنجوم ومكانة الفريق لها دور في استقطاب المشاهدين والمعلنين ومن حق الأندية ذات الحضور الكبير أن يستفيدوا من هذه الخاصية. لكن الرابطة متهمة بمجاملة الأندية الكبيرة خشية جماهيرها والإعلام؟ هذا اتهام غير صحيح والشواهد كثيرة التي تثبت عكس ذلك، وأعتقد بأن الرابطة في بداياتها ونحن نعلم الإنسان عندما يكون في بداياته يحتاج إلى وقوف أصحاب الصوت الأعلى إلى جانبه من أجل النهوض بالتالي لو الرابطة تحابي الأندية الكبيرة لكان حدث ذلك في البدايات، لكن ما حدث كان العكس، فلقد وقفنا في البدايات ضد الأندية الكبيرة والتي حاولت عمل تكتل في ذلك الوقت ضدنا وفرض وصاياتها من أجل الحصول على حق الإعلانات الخارجية بالكامل، وشهدت تلك الفترة نوعا من الشد والجذب حتى استطعنا أن نضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار ورضت الأندية بالواقع وقدرت موقفنا، بالتالي نحن لم نحاب الأندية الكبيرة في الماضي فكيف نحابيهم الآن بعدما وقفت الرابطة على قدميها، أتمنى من الجميع أن لا يترك عاطفته تتحكم في آرائه حتى لا يبخص حق أحد. بعض الأندية لا تشعر بالفارق الكبير في الحال المالي قبل وبعد الرابطة، كيف ترى ذلك؟ غير صحيح نجحنا في أن ننقل قيمة المداخيل من 60 مليون ريال إلى 120 مليون ريال في الموسم الواحد 25 % تمتلكها رابطة المحترفين ونحن نعد من أفضل 10 مداخيل في العالم وللحق فإن هذا العمل تطلب جهودا كبيرة وتضحيات بالوقت والعمل حتى استطعنا أن نحقق هذه النقلة الكبيرة وأعتقد بأن هناك طموحات بأن نصل بالدخل إلى 150 مليون ريال، ولا تقف مساعينا على الجوانب المالية، فنحن نقوم بورش عمل تثقيفية وتطويرية نأمل من خلالها الارتقاء بالمستويين الفكري والعملي، فالعمل تكاملي حتى نبلغ أهدافنا فهناك أدوار مناطة بها الرابطة وأدوار لاتحاد الكرة وكذلك للأندية، ولا نغفل عن الأدوار المساعدة مثلا من اللاعبين والإعلاميين والجمهور إذا كنا صادقين في التطور، فالاحتراف يعم كل جزئيات كرة القدم، كما أننا نفخر بأن هناك 18 شابا سعوديا يحملون ماجستير من الفيفا وعدد كبير من الشباب يحملون بكالوريس إدارة رياضية مؤهلون للانخراط بالعمل في الإدارة الرياضية. هل صحيح أن العقود التي توقعها الرابطة لا يتم الاطلاع عليها من قبل الأعضاء؟ غير صحيح إطلاقا ولا يوجد عقد تم توقيعه دون أن يتم عرضه على الأعضاء فالتفاصيل معروفه جميعاً في الرابطة، كما أن كل المبالغ التي تحصلها الرابطة تدخل في حسابها بالاتحاد السعودي لكرة القدم، بمعنى لا توجد أسرار ولا تحتاج إلى كل ذلك الغمز واللمز من البعض فأوراقنا مكشوفة لجميع أعضاء 14 ناديا موجودون بالرابطة.. طالما أن العقود معروفة لدى جميع الأعضاء، لماذا لا يتم نشرها في وسائل الإعلام؟ نحن في الرابطة لا يوجد مانع لكن الشركات الراعية لا ترغب في ذلك، على العموم نحن وقعنا عقود رعاية ب 120 مليونا للموسم الواحد مع عدد من الشركات مثل عبد اللطيف جميل وبيبسى وشركة طيران الإمارات، أما توزيع تلك المبالغ فهي كالتالي، 30 مليون ريال للشركة المشغلة «صلة» 16 مليون ريال للاتحاد السعودي لكرة القدم و9 ملايين ريال لرابطة دوري المحترفين، والباقي يتوزع على الأندية 50 % ثابت و50 % حسب مركزك في الدوري. ماهو هدفكم في الرابطة؟ نحن نعمل من أجل تحقيق هدف واحد هو أن يحقق الدوري السعودي للمحترفين مرتبة 20 على مستوى أفضل دوري في العالم والأول آسيويا، ولاسيما أن رعايته تعد من أفضل الرعايات على مستوى العالم، فالفارق بين رعاية الدوري السعودي والدوري الأسباني لا يتجاوز مليونا وستمائة ألف دولار وهو ليس بالفارق الكبير إذا أدركنا أن الدوري الأسباني يعد من أفضل الدوريات العالمية ويضم مجموعة من النجوم الأفضل في العالم مثل كريستيان رونالدوا وليون ميسي، بالتالي هذا مؤشر إيجابي يسجل للقائمين على الرياضة السعودية. متى يتحقق ذلك؟ هناك معايير معروفة على مستوى العالم ولاسيما في المسابقات الآوروبية فكما هو معروف بأن الدخل التلفزيوني يعد المصدر الأول ثم الرعاية ثم التذاكر وبعد ذلك بيع اللاعبين، لكن لدينا مصادر الدخل بالمقلوب وهذا خلل. فنجد الرعاية أولا ثم التلفزيون بعد ذلك بيع اللاعبين وأخيرا التذاكر، وهذه كارثة تسويقية لذا عندما يكون التلفزيون رقم واحد ثم الرعاية وبعد ذلك التذاكر يأتي تسويق اللاعبين في المركز الأخير. يقال بأن محمد النويصر يسعى إلى عرض النقل التلفزيوني للمزايدة بين القنوات.. ما مدى صحة ذلك؟ أصبحت كرة القدم صناعة وكثير من دول العالم تعتمد على النقل التفزيوني للمباريات كنوع من أنواع التسويق لها كالبرازيل، فلماذا نحن لا نقوم بنفس العمل ولاسيما أننا نمتلك منتجا مميزا وهو كرة القدم والدوري السعودي يحظى بمتابعة كبيرة في منطقة الخليج وهناك عدد من القنوات ترغب في شراء حقوق النقل، فلماذا لا نحرص على تسويق منتجنا، فإذا كنا نحن كسعوديين نفخر إذا شاهدنا منتجاتنا من العصيرات والألبان في الإمارات والكويت وغيرها فلماذا لا نفخر بمنتج كرة القدم والتعامل على أساس تجاري بحت، فهيئة الإذاعة والتلفزيون، أصبحت قطاعا تجاريا فلابد أن تتعامل معنا من منظور تجاري وليس كأوصياء، فنحن نتمنى أن تعاملنا كمسلسل ليالي الحلمية، الأمر الآخر لابد أن ننظر من هو المستفيد من هذا الموضوع هم الشباب السعودي، والرياضة تعد الوسيلة الأولى للترفيه فلا مسرح ولا سينما هنا، كما أننا لا نضع الفلوس وإنما تصرف على الأندية، نحن لا نحتاج إلى دعم حكومي بل حرية بيع المنتج. بيعت حقوق الدوري السعودي في وقت سابق لإحدى القنوات الخليجية، وحدث ما وصف بالتجاوز، ألا تخشى أن يتكرر الأمر؟ ليس شرطا أن يتم البيع على قنوات غير سعودية، بل أنا مع هذا التوجه بالرغم أنه بإمكانك أن تضع ضوابط على القنوات غير السعودية حتى تتجنب مسألة الخروج عن النص وبالتالي أنت استطعت أن تحكم قبضتك على الناقل بلا مشاكل، أما إذا تحدثنا عن تجاوز الخطوط الحمراء فإن القناة الرياضية في المواسم السابقة تجاوزتها، و إن كان الموسم الحالي هو الأفضل لكن لا يمنع أن تبيعها على قنوات يملكها رأس مال سعودي. كم تتوقع أن يصل سعر الدوري السعودي في العام الواحد؟ يستحق ما لايقل عن 450 مليونا للموسم الواحد، وهو القيمة الطبيعية للدوري السعودي. كان الهدف من بيع الدوري للقناة الرياضية لضمان أكبر مشاهدة للمشجع السعودي؟ أنا من المؤيدين أن يتم نقل مباراتين في الأسبوع على الأقل للمشاهد السعودي بدون تشفير لأن هذا من حقه. كيف ترى علاقة الإعلام الرياضي بالرابطة؟ علاقة جيدة، ولكن الإعلام الرياضي يستطيع أن ينتقد أعلى مسؤول رياضي سواء كان في الرابطة أو اتحاد الكرة، وكل مسؤولو الرياضة معرضون للنقد، ولكن هناك نقد غير مقبول وقدرنا نحن في الرياضة بأننا نعمل تحت أنوار كاشفة ومن السهل انتقادنا، بينما لا نجد تلك الانتقادات تمارس على الوزارات والوزراء، بمعنى أن الرياضة دائما تحت المجهر فكل أعمال الرياضة تنتقد أولا بأول بل تفرد مساحات كبيرة من أجل انتقاد الرياضة والدليل على ذلك تأخير العمل في ستاد الأمير عبد الله الفيصل الذي ربما يصل إلى 6 أشهر إلا أننا نجد كل يوم نقدا حادا من قبل الإعلام، بينما هناك العديد من المشاريع في البلد متعثرة وبلغت 3000 مشروع حسب ما أعلنته الدولة لم يتم البدء فيها ومع ذلك لا نجد تركيزا إعلاميا كما هو في الرياضة، برأيي لو وجهت الانتقادات والمتابعة الإعلامية للوزراء والمسؤولين لن يتحملوا ما تحملته الرياضة. ماذا تود أن تقول في نهاية الحديث؟ أتمنى إعطاء الرابطة الفرصة في هذا القطاع الحيوي الذي يعد من أكثر القطاعات نموا، اعطونا الميزانيات والفلوس وسوف نسعدكم بالتطوير الذي يحاكي طموحات شباب هذا الوطن من خلال رفع مستوى المنافسة، نحن لا نطالب بميزانيات روابط عالمية وإنما لو قارنا ميزانية الرابطة بما هو في قطر ولو أعطينا 25 % منها سوف ننافس بصورة أقوى، فالمواهب ولله الحمد عندنا والبنية التحتية بخير والمنشآت الرياضية تشهد تحسنا كبيرا، ولعل ستاد الملك عبدالله الجديد نقلة كبيرة في الرياضة لدينا.