يتناول هذا الكتاب إشادات وشهادات في عَلَمٍ من أعلام الوطن، عمل بصمت وأخلص في أداء الواجب، وحمل أعباء المسؤولية بكفاءة واقتدار. حمود بن عبدالعزيز البدر، المواطن النبيل وابن الزلفي البار.. اختزل صفاته ومناقبه، صديقه ورفيق دربه في الغربة الدكتور محمد بن أحمد الرشيد - يرحمه الله - إذ أوجز وأفاد بقوله: «حمود البدر.. هو فعلاً كأسمائه خلقاً وسلوكاً وعملاً.. محمود من كل أحبابه.. بدر ينير مجالس أصدقائه.. قل أن تجد مثل نقاء نفسه وطيب سريرته.. مخلص بحق في عمله.. متمكن في علمه وتخصصه.. قارئ رحب المعرفة متنوع الثقافة.. سمح الوجه.. طيب اللقاء.. متواضع حبيب للجميع..». تضمّن محتوى الكتاب سيرة البدر ومسيرته منذ الطفولة والتعليم، ومشواره الطويل في محيطات الصحافة لمدة ستين عاماً وعرض الكتاب إنجازات المكرّم العلمية والخيرية، وتجربته في الابتعاث الدراسي، وصور الوفاء المتبادل بينه وبين الأصدقاء، وكتب البدر سيرته الذاتية، وعن شريكة حياته وأبنائه، واحتوى الكتاب شهادات الأولاد والأحفاد وأمهم، والأصدقاء البررة من أمثال: الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، والدكتور إبراهيم العواجي، والأستاذ حمد القاضي، وسعد البواردي، وسعود المصيبيح، وعابد خزندار، وعبدالرحمن الشبيلي، وعمران العمران، ومحمد الطيار، ومحمد القشعمي، وهاشم عبده هاشم.. وثلة رفيعة من رجال الإعلام والأعمال والفكر. كما احتوى الكتاب على ملاحق وصور ووثائق وقصاصات طريفة ومفيدة، ورسائل وأخبار، وخفايا وأسرار من أرشيف البدر، أضافت على مادة الكتاب كثيراً من البساطة والتشويق والتوثيق الممتع. هذا النهج التكريمي، مثال يحتذى لحفظ سير الأعلام ومسيرتهم المظفرة بالعطاء الإبداعي، تحت رقابة صارمة من قامة معرفية عالية، يجسدها الأستاذ محمد القشعمي، الذي يستشعر أهمية الفكر والثقافة والرؤى التي نثرها الرعيل الأول من المفكرين والمبدعين السعوديين على صفحات الصحف، أو بين دفتي كتاب ثمين. وتعتبر ظاهرة تكريم الروّاد ظاهرة حضارية، ولفتة وفاء للمبدعين من الرعيل الأول، تلفت نظر الأجيال إلى قدوتهم، وتدفعهم إلى اقتفاء آثارهم في العلم والعمل.. ومن هنا يلح البعض في المطالبة لإحياء هذه الظاهرة وتفعيلها لتحقق أهدافها لدى الرواد، وطموحات الأجيال، ولا يقتصر التكريم على الإدارات والمؤسسات الرسمية وحدها، وإنما ينبغي أن تشمل الظاهرة الهيئات والجمعيات والمؤسسات الأهلية. ويأتي كتاب (حمود البدر.. البرّ الكريم) كتقدير أدبي لقامة فكرية وثقافية ساهمت في التأسيس والانطلاق لمرحلة التطور والبناء الحضاري والفكري والإنساني التي شهدتها المملكة العربية السعودية. كتاب البدر تكريم تأخّر قليلاً، ولكنه قال الكثير، وفتح للجيل الجديد من أبناء المملكة صفحة من تاريخ مشرق لرجال أوفياء عملوا تحت الشمس ليصنعوا حاضراً ومستقبلاً وارفاً ومزهراً لوطنهم الكريم. جاء الكتاب في (432) صفحة، وأعده الأستاذان: بدر العلي البدر، ومحمد القشعمي. ونشرته دار المفردات بالرياض.