تؤدي "نقطة التفتيش" في الشوارع أو على الطرق السريعة مهمة الكشف عن المطلوبين أمنياً عبر أرقام سياراتهم، أو التعرف على شخصياتهم، لكن في الكثير من دول العالم ينعدم ذلك التفتيش التقليدي, ويأتي محله "التفتيش الآلي" الذي هو عبارة عن كاميرات مزروعة في شوارع المدينة، تستطيع أن تلتقط رقمي لوحة السيارة والهيكل، وتمرير البلاغ سريعاً إلى الجهات الأمنية التي بدورها تقبض على قائدها دون مطاردة. وبدأت الحاجة أكثر إلحاحاً في تفعيل أنظمة أخرى، خاصةً بعد التوسع العمراني في المملكة، وزيادة الطرق وعدد السيارات وكثرة السرقات، وأصبح لدى الجميع حالياً قناعة بأن الإفادة من عطاءات التقنية بات أمراً ضرورياً لا يساعد فقط على العثور على السيارة المطلوبة، بل يحد من ظاهرة السرقة. ويُعد "نظام التفتيش الآلي" من الأنظمة المكملة لنظام "ساهر"، وهو نظام إلكتروني يتم تركيبه على مداخل ومخارج الطرق والشوارع في المدن؛ بهدف التعرف على المركبات للأغراض الإحصائية، وكذلك كشف السيارات المطلوبة مرورياً أو المسروقة، وتُعد أرضية المشروع مكتملة في عدد من مدن المملكة، حيث تعمل وزارة الداخلية على تطبيقه؛ من أجل التقليل من المطاردات العشوائية. «كاميرا» تلتقط رقم لوحة المركبة لتمرر البلاغ سريعاً إلى الجهات الأمنية وأكد مواطنون على أن "نظام ساهر" له الكثير من السلبيات والإيجابيات، لكن تتبع المركبات والقبض على المسروقة أو المُبلّغ عن مالكها يُعد نظاماً جيداً، وسيحد من الشكاوى والسرقات, موضحين أن هناك من بلّغ عن سيارته المفقودة واستمر شهوراً ولم يتم الحصول عليها, وكذلك المطلوبون أحياناً في بعض القضايا، مشيرين إلى أن مثل هذه الخدمة ستسهل العملية وسيتم القبض على المطلوب بكل هدوء. وأوضح مختصون أنه حان الوقت لربط التقنية وتفعيلها في الشوارع والطرق للحد من الازدحام والحوادث المرورية وسرقة المركبات، خاصةً مع التوسع العمراني في المملكة، مؤكدين على أن "التفتيش الآلي" بات ضرورة مُلحة، ولابد من الإسراع في توفير العوامل المساعدة ك"برمجة" رقم "هيكل" المركبات، حتى يتسنى التقاط السيارة المطلوبة أو المسروقة. ثقة أمنية وقال "حسين اليامي": لا يُعد نظام التفتيش الآلي للمركبات جديداً، فهو مطبق منذ أعوام في الكثير من دول العالم ومنها دول الخليج العربي، التي تعتمد على جهاز تزوّد به المركبة، مضيفاً أنه يمكن الإفادة من الموقع العالمي (جي بي سي)، وعن طريق نوعيات من الخرائط التفصيلية وبرنامج "قوقل ارث". وأوضح "ظافر سعيد" و"م. حسين بازقامة" أن التفتيش الآلي هو الحل في التقليل من الكثير من المطاردات غير المجدية أحياناً، متمنياً أن تُزرع هذه الكاميرات والأنظمة الآلية في جميع الشوارع، خصوصا بعد التوسع العمراني للمملكة، مُشدداً على أهمية زرع ثقافة الأمان لدى الموطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات، فكلما زادت كاميرا المراقبة في الشوارع زادت معها الثقة الأمنية، وأن المطلوب لن يفلت إطلاقاً. الكاميرا الثابتة المربوطة بمركز التحكم تحدد موقع السيارة المطلوبة موقع السيارة وأكد "صهيب أبو السباع" - مدير قسم أنظمة السلامة المرورية بشركة ثري إم السعودية المتخصصة في الأنظمة المرورية - على أن نظام التفتيش الآلي على المركبات والتأكد من معلوماتها الأمنية حديث الساعة لدى وزارة الداخلية متمثلة بالأمن العام والإدارة العامة للمرور،, مضيفاً أن هناك الآن مشروعاً مع وزارة الداخلية لتركيب "كاميرات" ثابتة في الشوارع والطرق، وأيضاً "كاميرات" متنقلة داخل سيارات الدوريات الأمنية، مبيناً أن هذه الكاميرات تقرأ اللوحات آلياً، ثم تُعطي جرس تنبيه وإنذار داخل سيارة دورية الأمن العام بأن هذه السيارة مطلوبة، ثم تعرض صورة السيارة ومكانها من الدورية إن كانت على اليمين أو اليسار أو الأمام أو الخلف، وبالتالي تتوجه إليها دورية الأمن بدون الحاجة لحدوث مطاردات، مشيراً إلى أنه تعمل "الكاميرا" الثابتة والمربوطة مباشرة بمركز التحكم والسيطرة بمرور المنطقة، لتحدد موقع السيارة المطلوبة فتتوجه لها أقرب دورية. وأضاف أن هناك "كاميرات" تتعرف على السيارة و تقرأ لوحتها مباشرة، وتكون هذه مربوطة مباشرة بمركز المعلومات الوطني، وبالتالي فإنه لا داعي لتسجيل رقم هيكل السيارة ويكتفى برقم اللوحة، حيث أن جميعها مسجلة لدى المركز، وبمجرد قراءة اللوحة يتبين ما إذا كانت هذه السيارة مطلوبة أم لا. ضرورة ملحة وتحدث "د.عبدالجليل السيف" -مختص في المرور- قائلاً: إن الحركة المرورية الانسيابية على الطرقات ترتبط بعوامل التنمية الفاعلة وبالاقتصاد المزدهر، فتنقل المواطنين والمقيمين من مكان لآخر، ومن منازلهم لمقار أعمالهم، وبين المراكز التجارية والطبية والمنشآت والمرافق والمؤسسات المهمة, مضيفاً أن التقنية الحديثة في السلامة المرورية والتتبع الأمني ضرورة ملحة في العصر الحالي, خاصةً أن المساحة الجغرافية للمملكة كبيرة وكذلك زيادة عدد المركبات سنوياً، مبيناً أن هذه التقنية بالفعل ستحد من المطاردات الأمنية، وكذلك سيتم القبض على مرتكب جريمة سرقة السيارة أو المطلوب الأمني بكل سهولة ويسر، بعيداً عن إلحاق الضرر بالآخرين, لافتاً إلى أنه رغم الكثير من النجاحات التي حققتها الإدارة العامة للمرور إلاّ أن الآمال المعقودة عليها كبيرة وطموحة، بتطبيق نظام البحث الآلي للمركبات لأهميته في حياة كل من هم على تراب هذا الوطن، مطالباً بتطبيقه بأسرع ما يمكن. اختصار الجهد وأوضح "د.حسن بن مساعد الأحمدي" -أستاذ هندسة النقل المشارك في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن- أن التفتيش الآلي للجهات الأمنية سواء في الدوريات أو الشرطة مهم جداً، بدلاً من نقاط التفتيش المرتجلة للجهات الأمنية، والتي تكون دائماً مفاجأة ولها هدف معين, مضيفاً أنه في بعض الدول المتقدمة يوجد ما يسمى بالتفتيش الآلي, وهو عبارة عن كاميرات مراقبة في الشوارع, مزودة بخدمة التقاط رقم الهيكل للسيارة المبلغ عنها، لكن بشرط تركيب "باركود" معين لكي يستطيع الجهاز التقاط هذه السيارة، مبيناً أن من مزايا هذا التفتيش الآلي هو التقليل من عمليات المطاردات التي تؤدي غالباً إلى حوادث مؤسفة يذهب نتيجتها الأبرياء، وكذلك اختصار الجهد والوقت, ذاكراً أن من الشروط الأساسية قبل تطبيق هذا النظام أو الخدمة أن يتم أولاً تحسين مستوى السلامة المرورية، ورفع كفاءة شبكة الطرق المتوفرة حالياً. وأكد على أنه حان الوقت لربط هذه الأنظمة وتفعيلها آلياً؛ للحد من الازدحام والحوادث المرورية وسرقة المركبات، ذاكراً أننا في أمس الحاجة مع التوسع العمراني في المملكة إلى "التفتيش الآلي"، ولابد من مجهود من الجهات المختصة لتطبيق هذه التقنية، خاصةً أنها تحتاج إلى "برمجة" جميع السيارات، كرقم الهيكل حتى يتسنى للتقنية التقاط السيارة المبلغ عنها. نقاط التفتيش تحتاج إلى وقت لإيقاف المطلوب مرورياً أو أمنياً ساهر» مثال ناجح على أهمية «التكنولوجيا» في الشوارع حسن الأحمدي د.عبدالجليل السيف م.حسين بازقامة صهيب أبو السباع حسين اليامي ظافر سعيد