تبدلت سلوكيات سائقي المركبات في الرياض بعد انقضاء عشرة أيام على تطبيق نظام الرصد الآلي للمخالفات المرورية (ساهر). وظهرت على عابري الطرقات في العاصمة علامات احترام الطريق والالتزام بالسرعة المحددة وعدم قطع الإشارة، وساهمت كاميرات «ساهر» المزروعة في شوارع الرياض في ضبط الحركة المرورية بشكل عام. وذكر ل«عكاظ» مدير الإدارة العامة للمرور اللواء سليمان العجلان أنه وخلال الفترة القصيرة التي طبق فيها نظام «ساهر» حدث نجاح من الناحية الضبطية والتقنية، وذلك من خلال الرصد ونقل المعلومة إلى مركز المعالجة ثم إلى مركز المعلومات الوطني، حتى تصل إلى المخالف عبر رسالة نصية مجانية تشعره بما ارتكبه. وحول التدخل البشري في عمل نظام ساهر، أوضح مدير عام الإدارة العامة للمرور أن ذلك غير موجود في عمل النظام، حيث ترصد الكاميرات المخالفة، ثم ترسلها إلى مركز المعالجة، ثم إلى مركز المعلومات الوطني، تمهيدا لإرسالها إلى الهاتف النقال للمخالف. واستثنى التدخل اليدوي في حالة وجود خط في رقم اللوحة المنقولة أو المركبة أو أي سبب أمني. وعن المدن التي ستلي الرياض في تطبيق نظام ساهر، ذكر اللواء سليمان العجلان أنه سيتم تطبيق النظام بعد استكماله في منطقة القصيم، ثم تليها كل من جدةوالشرقية، ليتم بعدها تدريجيا تعميمه على مناطق المملكة كافة. واعتبر مدير الإدارة العامة للمرور، أن النظام يعد أفضل الحلول التي ستساعد على خفض الحوادث المرورية وضبط الشارع مروريا وتحقيق أفضل معايير السلامة المرورية على الطرق، من خلال استخدام أحدث التقنيات الآلية المتقدمة. وأشار اللواء العجلان إلى أن نظام ساهر يعد نظاما للضبط الإلكتروني الذي يستخدم تقنية شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز للمعلومات، والذي بدوره يتحقق من المخالفة فنيا، ومن ثم طلب معلومات المالك من قاعدة البيانات، ومن ثم إصدار المخالفات المتعلقة بالسرعة وقطع الإشارة بهدف تحسين مستوى السلامة المرورية، مبينا أن النظام يستخدم أحدث التقنيات المتقدمة، ويمكن العاملين من أداء أعمالهم المرورية من خلال أنظمة «ساهر» المتكاملة التى تقدم المراقبة الحية للحركة المرورية وإدارة حركتها، سرعة معالجة الحالات المرورية، الرصد الحي للحالات والحوادث المرورية، بإلاضافة إلى ضبط المخالفات، وإشعار المخالف بالمخالفات في أسرع وأقصر وقت ممكن. وكشف مدير الإدارة العامة للمرور؛ أنه سيتم ربط النظام بمراكز القيادة والسيطرة الموجودة في ثماني مدن موزعة في مختلف مناطق المملكة لربط وتشغيل وإدارة كافة نظم المشروع. وأفاد اللواء العجلان أن النظام يشتمل على عدة أنظمة، منها؛ نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آليا، وهو يهدف إلى تحسين الانسيابية المرورية آليا من خلال التحكم في الإشارات الضوئية، نظام تتبع مركبات جهاز المرور، وهو نظام إلكتروني يتتبع ويحدد مواقع مركبات جهاز المرور لتوجيهها لسرعة التعامل مع الحالات المرورية المختلفة وإدارة الفرق الميدانية، بإلاضافة إلى نظام التعرف على لوحات المركبات، حيث يتم تركيبه على مداخل ومخارج المدن بهدف التعرف على المركبات للأغراض الإحصائية والمركبات المطلوبة مروريا أو المسروقة. ولفت مدير عام الإدارة العامة للمرور إلى أن النظام بمقدرته رصد كل المخالفات المرورية آليا، عبر نظام دقيق يبدأ بالتقاط صورة واضحة للوحة المركبة وهي تتحرك بسرعة عالية، عبر كاميرات تعمل على مدار الساعة وتستطيع التقاط المركبات المخالفة في جميع المسارات وفي الوقت نفسه. وفي حالة قطع الإشارة فهنالك كاميرا أمامية تلتقط صورة للوحة السيارة والسائق وجهاز الاستشعار لمخالفة قطع الإشارة، إضافة إلى كاميرا خلفية لأخذ صورة السيارة وحالة الإشارة وتصوير للوحة السيارة والسائق. إلى ذلك، كشف تقرير للإدارة العامة للمرور أن عدد الحوادث المرورية التي وقعت خلال العام الماضي بلغت 484805 حوادث نتج عنها 6142 حالة وفاة بمعدل 13 حالة وفاة لكل 1000 حادث، تفقد المملكة على إثر ذلك وبشكل يومي 17 شخصا. وأوضح التقرير الذي أصدرته الإدارة العامة للمرور (حصلت «عكاظ» على نسخة منه) أن منطقة الرياض تعتبر أعلى نسبة للحوادث، حيث وصلت إلى 29.20 في المائة، تليها منطقة مكةالمكرمة بنسبة 23.28 في المائة، ومن ثم المنطقة الشرقية بنسبة 23.19 في المائة. وتطرق التقرير إلى أن انخفاض عدد الحوادث يكون في شهر رمضان وذلك عن بقية أشهر العام، حيث تبلغ نسبة الحوادث نحو 7.13 في المائة، بينما يعد شهر جمادى الآخرة الأعلى بين الشهور بنسبة 9.36 في المائة. وبين التقرير أن أكثر الحوادث المرورية تركزت في يوم السبت في جميع مناطق المملكة، وبلغ مجموعها 79913 حادثا بنسبة 16.48 في المائة، يليه يوم الأربعاء بمقدار 74110 حوادث بنسبة 15.29 في المائة، بينما يعتبر يوم الجمعة أقل الأيام في الحوادث بمقدار 52742 حادثا وبنسبة 10.88 في المائة. وأكد التقرير أن معظم الحوادث تقع وقت النهار، حيث يبلغ عددها نحو 300784 حادثا بنسبة 62.04 في المائة من إجمالي ما يقع من حوادث طوال اليوم الواحد.