تبدو المرأة أشبه باللغز المحيّر للرجل، وحياتها المغلّفة بالأسرار مثل قصة قصيرة أو رواية تقرأ للنهاية للوصول إلى حل العقدة. لكن الحل قد لا يصل إليه الرجل بسهولة. ربما لعدم سؤاله إياها، وربما لغموض المرأة وصمتها وكبريائها الفطري.. لكن في خلد كل رجل سويٍ سؤال دائماً ما يدور.. ما الذي تريده المرأة؟ يغدو هذا السؤال مثل الطلسم، يكمن جوابه من خلال ما تفصح عنه المرأة وتعبّر عنه من خلال أحاسيسها المبثوثة والمترجمة عبر قصيدة تفصح بها عما تريده، وعما تحسّ به، وهنا في إحدى قصائد الشاعرة "حصة هلال" نجد تعبير صادق لقلب كل امرأة تحصل على ماتريده: ياحيّ هالصوت الحبيب الشمالي شايل عناقيد الغلا لأجلي وجاي من صدّي الكذاب لا صدق وصالي ومن اولي بالدمع والشوق لاقصاي من حقي إليا ساق فيها دلالي مادمت لي بالخلق ويهمّك رضاي يافزعتي لا شان حظي ومالي ياعزوتي لا ذاب في مرّي احلاي يشربني الإلهام لاعذب زلالي وأصب لك واسقيك من قاف نجواي وأهج لك بالحلم لاضاق بالي كم نجمٍ إليا تاه قدّاه مسراي لسّاعك اللي حيل بالحيل غالي ويحجّ لعيونك ويضحي محيّاي كل الجهات عيونك اللي ظلالي وين التفت آشوفك الجرح ودواي لين اشملت سابقت معها خيالي وإليا اجنبت بالدرب خانتني خطاي يالذّتي بالعمر لا يا حلالي شاب الزمن ما شاب في جفني بكاي ما أحلاه من تعبير وما أجمله من إحساس أنثوي.. لكن هل فك هذا الطلسم بعد أم لم يفك؟.. وهل حلّت العقدة واللغز أم لم يحلا؟.. في أثناء صمت الرجل دعونا نبحر مع شاعرتنا " ريم العتيبي": اللي عشق واشتاق ياعزّتي له الله يعينه كلما حن واشتاق لحدٍ يقول: فلان ضيّع دليله يمضي عليه الليل لي وقت الاشراق يشكي سراج الشوق ولّع فتيله في داخله تصلى سنينه بحرّاق بسمات عمره منه صارت قليله يجلس قليل الهرج من كلمةٍ ضاق دايم هواجيسه عريضة طويله يخشى من الأيام تبلاه بفراق لامن طرا له صاحبه ما يجي له وش حالة الولهان لا صار ماطاق ما طاق يصبر عنه سهران ليله من حرّ نار الحب يشعر بخفّاق من كابد الأشواق ينهدّ حيله شكواه للمطلوب قسّام الارزاق دنياي من دونه وقبله بخيله خلٍّ جمع للصدق مع زين الاخلاق خلٍّ وفا لي ما هفيت لبديله قلت الشعر من شان حبّه بالاوراق به زخرفت دنياي صارت جميله ثم ازهرت بالورد يوم الهوى راق عديم لو دوّرت غيره مثيله ملقاه لو قضّيت عمري على ساق أكبر ربح في العمر واكبر حصيله يوم اتفقنا في المشاعر والاشواق إنه عطاء كبير تقدمه المرأة حين حصولها على مبتغاها من الرجل ، حتى إنها لا تبتغي غير ذلك بدلاً كقول الشاعرة " بنت السعودية ": أشوف يوم العيد لحظة وجودك عيدي وكلٍّ حرّ في يوم عيده إنه العيد.. لحظة الفرح، ترى المرأة أن الرجل تكمن فيه تلك الفرحة الكبرى.. وقد تقدم له المرأة أغلى شيء تملكه، ألا وهو قلبها، بكل أريحية، عطاء متدفقاً أيما تدفق.. بل قد تبعد المرأة بأكثر من ذلك لترى أن الرجل هو أحلى وأروع وأهنأ ما في هذه الدنيا، والقلب الذي ينبض بها، وأنه يستحق رعشة الهدب والهم والخوف عليه فوق فرحة العيد.. وفوق ذلك لا تشتكي المرأة عناء كل هذا العطاء والجود.. دعونا نقرأ المرأة في هذا الإحساس الذي تجسّده ماذا تريد المرأة أن يقوله الرجل؟ هل هي كلمة واحدة تريدها فقط؟ أم كلمات لتعطي كل هذا العطاء الكبير؟ لمَ لا تفصح المرأة بما تريده وتدع عنها دلالها جانباً، ما الذي تريده المرأة بالضبط كي تكرم الرجل كرماً يليق بالكرماء؟ هذا ما تفصح عنه الشاعرة ريما الشرفاء: تحلا سواليفك على جالي النار وإلى حكيت بهمس تحلا السواليف كلك عتب أو لوم أو كلك اسرار وفي كل حرفٍ تنطقه شي ماشيف من صمتك اللي يحترق فيني آغار يمكن يصير الحكي للهم تخفيف للحين ما ملّيت غربات واسفار؟ للحين تلبس من على وجهك الزيف دنياك بحر وانت بالبحر بحّار وأنا إلى من تاهت اسيافك السيف من حقك تقرّر ولك حق تختار ياللي تنادي لك قلوب المواليف لو قلت احبك تنبت في قاعي ازهار وارض الجفاف تصير مليانةٍ ريف خل الشقا والناس من حولك كثار قلبك يضيّفهم وخلانك الضيف واللي يحب النار ما يطفي النار وفي كلمتين آقول لك: تشتعل كيف؟ إذن هو الحب .. الحب هو كل ما تريده المرأة لتعطي بجنون يطغى على جنون الرجل في صمته !