منذ عشرة أيام ولا شيء يشغل الساحة الإعلامية الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي سوى عقد النقل التلفزيوني للمسابقات الكروية السعودية بعد انتهاء الارتباط مع القنوات السعودية الرياضية التي كسبت العقد بأمر من المقام كل شيء يتم بصمت.. وبطء اتحاد الكرة عقَّد الملف.. والأندية آخر من يعلم؟ السامي، فالحديث عن هذا الملف جاء في الوقت الذي باتت فيه بداية الموسم على الأبواب ومع ذلك لا أحد يعلم شيئاً عن هوية القنوات الناقلة، ولا حتى عن العقد وتفاصيله خصوصاً تلك التي تمس المشاهد بشكل مباشر. منذ أكثر من عام والصفحات والمواقع لاتكاد تخلو من الأنباء المتعلقة بكراسة النقل التلفزيوني وقرار طرح المسابقات السعودية على شكل مزايدة، مروراً بتصميم ورسم هذه الكراسة من النواحي القانونية والمالية، انتهاءً بالحديث عن موعد طرحها، لكن شيئًا من هذا لم يظهر على الإطلاق، فلا منافسة طرحت، ولا أحد يعلم إن كانت الكراسة أصلاً باتت جاهزة بعد الانتهاء من صياغتها، كل شيء كان يتم بصمت رهيب، بل حتى الأندية التي تعد المعني الأول بهذا الشأن خارج دائرة القرار وحتى الاستشارة. أقل من شهر فقط يفصلنا عن بداية الموسم، ولايزال المتابع لا يعلم على أي قناة سيشاهد الدوري، وكيف سيتم نقله، وهل سيكون مشفراً أم متاحاً بالمجان، ليأتي السؤال الأهم عن المسؤول تجاه كل هذا التخبط والبطء في إنجاز هذه الأمر الذي لايبدو بالغ التعقيد لولا اتحاد الكرة وفشله في إدارة هذا الملف حتى أصبح معقداً للغاية. تصاعدت لهجة القنوات التي ترغب بالفوز بهذا العقد مع قرب بدء المنافسات رغبة بالفوز بالكعكعة الضخمة، إذ من حق هذه القنوات أن تعرف كل شيء عن هذا العقد وتطلب كل المعلومات التي ستخدمها من أجل التقدم بعروض مناسبة تليق وتلبي مطالب الأندية المالية التي تنتظر هذا العقد على أحر من الجمر، إذ لا يبدو أن مسؤولي اتحاد الكرة يعلمون شيئاً عن الأندية ومعاناتها، ولا حتى عن أهمية هذا العقد بالنسبة لها، وأيضاً عن أهمية النقل التلفزيوني الذي يعد أهم وأكبر مداخيل أندية كرة القدم في العالم. مؤكد أن الوقت ضيق جداً، ولن تكون القناة التي ستحصل على حقوق النقل مطالبة بتقديم عمل ضخم في ظل عدم وجود وقت كاف لإنتاج المباريات ووضع خطط ترتقي بالنقل من ناحية الجودة والإخراج ووجود معلقين ومحللين وطواقم فنية وإدارية تقدم مباريات كرة القدم بالطريقة التي يتطلع إليها المشاهدون، وحينها ستظهر الانتقادات الحادة تجاه سوء النقل والمشاكل الفنية وغيرها. كل هذه الأحداث وهذا التلكؤ الغريب في حسم هذا الملف يجعل المتابع يطرح تساؤلاً عن المسؤول عن الفشل في إدارة هذا الملف، ومن المستفيد؟؟ إذ لايبدو أن اتحاد الكرة يلقي بالاً للجماهير والمتابعين وهو بطريقته الغريبة في التعامل مع ملف النقل التلفزيوني يتجاهل أهميته بالنسبة للمشاهدين الذين يعتبرون أهم عوامل نجاح أي مسابقة في أي بلد في العالم. ثمة تساؤلات عدة أعاد طرحها هذا الفشل في التعامل مع هذا الأمر، إذ متى نتعلم من أخطائنا باعتبارها ليست المرة الأولى التي يُعلق فيه مصير النقل التلفزيوني، ومتى نبدأ بإدارة أمورنا بدينماكية عالية تحد من التباطؤ والبيروقراطية القاتلة؟ ومتى يدرك اتحادنا الموقر أن مثل هذه الملفات لاتحتمل هذا البطء والتأجيل والتسويف، ومتى يدرك هذا الاتحاد أن الجماهير هي حجر زاوية المنافسات الكروية، وهي الأهم وهي التي ستدفع أي شبكة تلفزيونية للتقدم من أجل الحصول على حقوق النقل، خصوصاً في ظل تراجع مستوى مباريات الدوري وبقية المسابقات، وتدهورها في أحايين عدة؟ صحيح أن هذا الملف بحاجة لإشراف الجهات العليا، وبحاجة لقرار سيادي، لكن مانعرفه جميعاً أن لا مانع لدى الجهات العليا من بيع الحقوق إلى شبكات تجارية خاصة طالما أنها سعودية، وبالتالي فقد بات مطلوباً من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد التدخل بصفته رئيس اللجنة الأولمبية السعودية والوقوف على هذا الأمر وتسريع عملية إرساء هذه المزايدة على من يدفع أكثر ويتعهد بتقديم المنتج التلفزيوني الأفضل للمشاهد، على رغم تعدد وصعوبة الملفات التي تنتظره وهو الذي لم يكمل شهره الأول في إدارة المنظومة الرياضية، إذ لايبدو أن لدى اتحاد الكرة أي جديد ليقدمه على هذا الصعيد، والأيام المقبلة ربما تسفر عن المزيد من الإخفاقات لهذا الاتحاد في مثل هذه الملفات التي باتت معقدة بأمر مسؤولية.