نشر جيش الاحتلال خلال اليومين الماضيين مزيداً من قطع المدفعية في محيط قطاع غزة المحاصر، وواصل حشد المزيد من القوات البرية. كما زاد من نيران المدفعية باتجاه القطاع. وبحسب "يديعوت أحرونوت" فقد نفذ جيش الاحتلال يوم الأحد، 204 هجمات على قطاع غزة، ليصل عدد الهجمات منذ بداية العدوان الغاشم إلى 1474، تركزت غالبيتها في شمال قطاع غزة، في حين أطلق من القطاع يوم الأحد نحو 137 صاروخاً، تم اعتراض 27 منها. وأشارت الصحيفة في موقعها على الشبكة، إلى أن المجلس الوزاري المصغر قرر مواصلة حشد قوات عسكرية في محيط قطاع غزة، إضافة إلى الاستمرار في الغارات الجوية على القطاع. وفي حين أشارت الصحيفة إلى أن الوزراء لم يصادقوا للجيش على إدخال قوات برية إلى القطاع، باعتبار أن ذلك مرتبط بتطور الأحداث، قال مصدر سياسي إسرائيلي إنه مع الزيادة المتواصلة في حجم القوات في محيط القطاع فإن ذلك يزيد من احتمالات القيام بحرب برية. وفي حديثه عن محاولات (إسرائيل) الدبلوماسية لنزع الأسلحة من قطاع غزة، قال المصدر نفسه إن "الحملة العسكرية سوف تنتهي في نهاية المطاف بمثل هذه المعادلة، فهم لن يوافقوا على التنازل عن السلاح". ودعت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" أمس رئيس حكومة الاحتلال بنياميننتنياهو، إلى وقف إطلاق النار والامتناع عن تصعيد القتال من خلال شن عملية عسكرية برية في القطاع. وكتب ناحوم برنياع كبير المعلقين في "يديعوت أحرونوت"، أن "الحرب ليست بين الأخيار والأشرار، بين شعب كله من الصالحين وشعب كله حيوانات بشرية، وإنما بين شعبين يخوضان صراعاً على الحياة والموت على قطعة أرض واحدة". وأضاف برنياع أن "الاعتراف بشرعية نضال الجانب الآخر هي الخطوة الأولى في الطريق إلى أي تسوية، وهي واعدة أكثر من خطابات اليمين المنفلتة، التي ترفض الجانب الآخر لاعتبارات كأنها أخلاقية، ومن شعارات اليسار الوصي، الذي يتعامل مع الجانب الآخر كأنه ولد بحاجة إلى رعاية". واعتبر برنياع أن "الحقائق في غزة معروفة، حماس هي الحكم؛ وهي منظمة إرهابية؛ وتعاني من ضائقة اقتصادية وسياسية. وعندما شعرت أن الهواء انتهى لديها استخدمت السلاح الوحيد الذي بحوزتها - الصواريخ". وتابع أنه "بإمكان إسرائيل القضاء على حماس، وسيكون الثمن غاليا، لكن الهدف سيتحقق؛ وبدلا من ذلك، بإمكان إسرائيل أن تتحدث مع حماس وأن تفتح من أجلها بوابات غزة. والمخاطر كبيرة لكن الأمل موجود. ويمكنها أن تفعل ذلك بواسطة أبو مازن أيضا". لكن برنياع شدد على أن حكومة إسرائيل "لا يمكنها أن تدفن رأسها في الرمل، وأن تأمل بأن الدمج بين غارات سلاح الجو والحماية التي توفرها القبة الحديدية ستحل المشكلة، وفي اليوم الذي تنتهي العملية العسكرية ستعود المخارط في غزة إلى العمل، وستكون حماس قوية بما فيه الكفاية من أجل صنع صواريخ للجولة المقبلة، وضعيفة بصورة لا تمكنها من جلب الرفاه لسكان غزة واستتباب الهدوء عند الحدود. لقد تعاظمت قوتنا، كدولة وجيش، وبوابات غزة لم تعد ثقيلة علينا". بدورها دعت افتتاحية "هآرتس" حكومة إسرائيل إلى "المبادرة والبحث عن حلول سياسية تخدم مصالحها، وفي هذه المرحلة، حتى الإعلان عن وقف إطلاق نار لعدة ساعات سيخدم المصلحة الإسرائيلية وتعيد لإسرائيل شرعيتها الدولية التي أخذت تنفذ على خلفية صور القتلى في غزة". واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو "أثبت ضبط نفس وترجيح للرأي، وامتنع عن الانجرار وراء الجهات المحرضة في حكومته، والزعيم هو ليس من يقود الفتوات والحشود المحرَضة، وإنما من يقود شعبه إلى أفضل حل، والتوغل البري في غزة ليس الحل".