قبل بضعة أيام وصلتني رسالة من أحد الاصدقاء تحتوي على إعلان عن فيلم سينمائي يجسد قصة النبي نوح وآخر عن النبي موسى عليهما السلام وقريبا في جميع دور العرض، الغريب في الأمر أن كاتب الفيلم إلى المخرج إلى الممثل نفسه لا يمتّون للإسلام بصلة !! إن لم تكن هذه الأفلام تعريفاً بالأنبياء وبدينهم مع أن هناك الكثير من الفتاوى في العالم الإسلامي والتي تحرم وترفض تجسيد الأنبياء والصحابة فما هي الرسالة المراد إيصالها وماهو السر في تقمص شخصياتهم ؟ صناع هذه الأفلام يقرون بأنها إبداع فني وحرية وصناعة سينمائية ولكن الهدف الحقيقي هو الربح وعلاوة على ذلك هي رسالة مبطنة لتشويه صورة الإسلام والسخرية منه.. الحدث هذا ليس بجديد فقد سبقه مسلسل النبي يوسف الصديق عليه السلام في إيران والذي أذيع في مصر رغم رفض الأزهر لكل هذه الأعمال الدرامية التي تجسد الأنبياء فالحكمة من هذا المنع لمثل هذه الأعمال أن الممثل مهما أتقن دوره فلا يستطيع أن يظهر بالصورة التي كان عليها هذا النبي أو هذا الصحابي المبشر بالجنة.. قد يرى البعض بأن حديثي هذا تسويق غير مباشر لهذه الأعمال، علماً بأن المروج والداعي والمشاهد آثم في الشرع، فوالله لم أكن ذلك المسوق والله على ماأقول شهيد، قد لا أكون ضليعاً في الكتابة عن هذا الحدث ولكنه في الحقيقة حدث مستفز لكل مسلم، السبب الذي دفعني للكتابة فقط هو غيرتي على الإسلام. هذا الغربي الكافر بوجود الله لايقلقه ولايخيفه الإساءة بالأنبياء والصحابة، ولكن هناك مايقلقه ويخيفه ألا وهو اندثار مايطلق عليه فن وهو بعيد كل البعد عنه، انخفاض مبيعات هذا العمل ولاسيما في دور العرض في بلاد المسلمين، حينها سيعلم بأنه مخطئ ويعاود البحث عن عرض مادة آخرى. متى يفهم المسلم بأن هناك محاولات تحاك له بالخفاء للنيل من مكانة الإسلام في قلبه؟ متى يفهم هذا المستفز الغربي معنى قول الله { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ؟ أخيراً: من يريد طمس الإسلام والسخرية من الأنبياء ليس مخالفا أو طالب حوار كما يدّعي وإنما هو سافل معتد، وليعلم بأن مكانة الإسلام هي من تجعل بالقرآن قلوبنا ربيعاً مُزهراً..