الوفاء جزء من قيم الأديب الكبير الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، فهي تسكن جل كتاباته، لا سيما حينما يكتب عن الرواد الذين عاصر كوكبة منهم فقد توقف أمام تجارب لعدد منهم كحمزة شحاتة وحسين زيدان وحسن فقي وغيرهم من رواد الأدب، واليوم تستوقفه تجربة فضيلة الشيخ محمد الحافظ الأديب والفقيه والعالم والنسابة والحافظة النادرة، فيخرج عنه كتاباً يبرز فيه دوره الكبير في مجتمع المدينةالمنورة. يقول المؤلف في مطلع الكتاب: هذا الكتاب هو كلمات مما يستحقه الشيخ محمد الحافظ، وهو أقل من قدره الذي نعرفه ونجله، ولكنه جهد المقل عسى أن يأتي من بعدنا من يفعل المأمول. والكتاب ينطوي على جملة مواضيع، حيث أفرد للشيخ الحافظ سيرة ذاتية عنه، كما أورد كل الكلمات التي قيلت عنه في الحفل الخطابي الذي أقامه نادي جدة الأدبي له عام (1404ه). كما حمل الكتاب بعض كتابات الشيخ الحافظ ومقالاته التي كتب بعضها في مجلة المنهل. مثل نقده لكتاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه للشيخ علي الطنطاوي. وكذلك مقالاته عن تحقيق حرم المدينة. وكذلك شمل الكتاب جمهرة من المقالات التي دبجها طائفة من الأدباء والعلماء عنه ومن هؤلاء العلامة مسعود الندوي والرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي والأديب الدكتور عاصم حمدان والدكتور زاهر عثمان. هذا وقد أضاف أبو مدين لهذا الكتاب باقة من أروع القصائد التي نظمت في هذا العالم الجليل ومن هذه القصائد قصيدة للدكتور محمد العيد الخطراوي وقصيدة للأستاذ عبدالرحمن عثمان وقصيدتان للشاعر الدكتور أسامة عبدالرحمن ورائعة أخرى للشاعر أنس عبدالرحمن عثمان وغيرها من القصائد.