أبرز ما يميز كتاب «الخطراوي في آثار الكاتبين» لمعده الناقد الأستاذ محمد الدبيسي، أنه جمع بين الحسنيين حيث جمع بين الاحتفائية والمناقبية من جهة وبين البحوث والدراسات المنهجية. وقد جاءت فكرة الكتاب من قبل المعد الذي طرح على الأديب والباحث الدكتور محمد العيد الخطراوي أن يدون بعضاً من ذكرياته في التعليم والتأليف التي تقترب من نصف قرن، فما كان من الدكتور الخطراوي إلا أن اقترح على تلميذه البار محمد الدبيسي أن يجمع ما كتبه بعض أحبابه من أدباء ونقاد وشعراء، فكان هذا الكتاب. الكتاب الذي جاء في خمسمائة صفحة وأصدره نادي الجوف الأدبي الثقافي في حلة قشيبة، افتتح بمقدمة كتبها الأستاذ الدبيسي عن الخطراوي «التجربة والموقف» أحاط فيها بحياة الخطراوي العلمية والعملية والتأليفية من شعر ودراسة وتحقيق وبحث وصلت إلى تسعة وأربعين عنواناً. هذا وقد نهض الكتاب في مجمله على ثلاثة فصول حمل الفصل الأول الدراسات النقدية وضمت جمهرة من النقاد والباحثين الذين وقفوا أمام تجربته الكتابية وكان من أبرزهم محمد صالح الشنطي ونذير العظمة ومسعد زياد ومحمد عفيفي وأسماء أبوبكر، في حين حمل الفصل الثاني جملة من المتابعات والتعليقات التي دبجها طائفة من النقاد والأدباء، أذكر منهم عبدالفتاح أبومدين ومحمد حسن شراب ومحمد الدبيسي ومحمود تراوري وخالد الأنشاصي وعبدالحفيظ الشمري وسهام القحطاني وعبدالملك مرتاض وأحمد زين وعبدالسلام حافظ وعائشة جلال الدين. أما الفصل الثالث والأخير فقد خصص للمقالات التي تناولت شخصية الأديب والشاعر الخطراوي، وفي هذا الشأن كتب كل من محبيه عاصم حمدان وعبدالرحمن الأنصاري وعبدالله عسيلان وعبدالله بن ثقفان وعبدالله الحيدري ومحمد المنقري وطه وادي وعبدالله الحميد ومحمد البليهشي ومحمد السحيمي ومحمد بن صنيتان وعبدالله الوشمي وأمل زاهد وعالي القرشي وزاهر عثمان وخالد الطويل وأسماء الأحمدي ومحمد الكاف وأحمد سماحة وآخرين. يأتي هذا الكتاب والعلامة الخطراوية يرفل في عامه السابع والسبعين بعد أن سلخ شطراً كبيراً من عمره بين أروقة الجامعة والتحصيل العلمي والتأليف الأدبي وقاعات المحاضرات وقوافي الشعر العربي مدوزناً أروع القصائد، فما أجمل أن يخرج هذا المصنف الكبير في حياة أبي طارق - متعه الله بوافر الصحة والعمر المديد - وهو يشاهد هذه الحفاوة ويبصر هذا العشق في قلوب أحبته ويلمس بعضاً من وفائهم له.