تقدم رواية "طابق 99" للكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن الصادرة حديثاً عن دار "ضفاف" رؤية مركزة وحداثية عن أدب الحرب من خلال جعل الحرب الأهلية اللبنانية موضوعاً أساسياً للحديث عن هذه المدارات المرعبة. وعن تفاصيل الرواية فإنها تمتد أحداثها بين لحظة مفصلية في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 ونيويورك عام 2000، من خلال استخدام السرد متعدد الأصوات والذي يسمى تقنياً " أسلوب تيار الوعي". تحكي الرواية سيرة (مجد) وهو شاب فلسطيني يحمل ندبة المجزرة في جسده ويقع إجباراً دونما اختيار في حب (هيلدا) ذات الديانة المسيحية والمتحدرة من عائلة إقطاعية؛ ليبدأ الصراع حين تقرر الفتاة التي تتعلم وتمتهن الرقص في نيويورك العودة إلى قريتها في جبل لبنان لإعادة اكتشاف تفاصيل ماضيها ومجموعة الذكريات المتكونه هناك وليجد (مجد) أيضاً نفسه مضطراً إلى استعادة أحداث مؤلمة أودت بحياة والدته وجنينها الذي لم يخرج بعد للحياة. تضع أحداث الرواية جيل ما بعد الحرب في مواجهة مع أسلافه لطرح الأسئلة حول جدوى المعارك القديمة، وتأملات حول قدرة الحب على تطهير الأحقاد والعداوات؛ لتخبرنا الرواية أن المعارك الدموية تطلب أكثر من وقف إطلاق النار، وبأن مآسي الحروب لا تنتهي بعد حدوثها على الإطلاق، حيث تبدأ مع كل بارق أمل ولتصبح الأشلاء المطمورة حكايات تُقرأ. الجدير ذكره أن الحرب الأهلية اللبنانية هي حرب دموية وصراع معقد دامت لاكثر من 16 عاما و 7 أشهر في لبنان (13 أبريل 1975 - 13 أكتوبر 1990)، وتعود جذوره للصراعات والتنازلات السياسية في فترة الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا، وعاد ليثور بسبب التغير السكاني (الديمغرافي) في لبنان والنزاع الديني الإسلامي - المسيحي، وكذلك التقارب مع سورية وإسرائيل. وقد حصل توقف قصير للمعارك عام 1976 لانعقاد القمة العربية ثم عاد الصراع الأهلي ليستكمل وعاد ليتركز القتال في جنوبلبنان بشكل أساسي، والذي سيطرت عليه بداية منظمة التحرير الفلسطينية ثم قامت إسرائيل باحتلاله.