لسبب معقول يطلق المغاربة على زيت الأرغان وصف "الذهب السائل" أو "الذهب الأخضر". وزيت الأرغان من أندر أنواع الزيوت في العالم لضآلة المساحات الموجودة فيها أشجار الأرغان التي يستخرج من ثمارها ومنها غابات في منطقة جبال الأطلس بجنوب غرب المغرب. وتعرف شجرة الأرغان وثمارها والزيت الثمين الذي يستخرج من الثمار بخواصها الطبية والغذائية والتجميلية العديدة منذ مئات السنين. وتستخدم نساء البربر زيت الأرغان في العديد من الأغراض منها العلاج والطهي والتجميل وصنع الصابون وكوقود للمصابيح. ولم يكن زيت الأرغان في الماضي يحظى باهتمام واسع النطاق حيث كان يعتبر منتجا ريفيا بسيطا. لكن الإقبال عليه تزايد بعد أن اكتشفت شركات أجنبية كبيرة أنه "معجزة" عند استخدامه في المستحضرات المقاومة للشيخوخة. كما تتهافت عليه شركات المواد الغذائية كمنافس قوي لزيت الكمأة البيضاء. وفي محاولة منها للحفاظ على تلك الشجرة الثمينة شكلت وزارة الزراعة المغربية قبل أربع سنوات هيئة لانقاذ شجرة غابات أشجار الأرغان والحفاظ على استمراريتها. وتهدف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأرغان لاقامة مزارع حديثة تعتمد على أحدث أساليب الري وزيادة انتاج زيت الأرغان. وحولت زيادة الطلب على زيت الأرغان المناطق المحيطة بأغادير والصويرة الى خلية من تعاونيات العمال على نطاق صغير مخصصة لعصر الزيت من لب ثمار شجرة الأرغان. ونظمت نساء الأمازيغ (البربر) اللائي لم يعتدن على العمل خارج بيوتهن أنفسهن في تعاونيات تجارية الآن حيث يكسرن بالأيدي ثمار الأرغان وهي تقنية اعتدن عليها منذ قرون حيث يحطمن جدار الثمرة بحجر. وتعمل المرأة ثلاثة أيام بشكل شاق من أجل استخراج لتر واحد من زيت الأرغان العضوي. تعمل المرأة الأمازيغية ثلاثة أيام لاستخراج لتر واحد من زيت الأرغان ويمثل هذا النشاط تحولا في حياة نساء الأمازيغ اللائي يتاجرن الآن في زيت الأرغان من خلال أكثر من 180 تعاونية. ولم تقتصر فوائد ذلك على الكسب المادي لهن فقط لكن امتدت الى تحسين حياتهن الاجتماعية. فقد زادت فرصهن في العمل والسفر وأصبحن يشاركن في معارض في داخل المغرب وفي الخارج. ومع ذلك ما زلن يواجهن تحديات تتعلق بتسويق منتجاتهن من زيت الأرغان. وهناك منافسة شرسة بين التعاونيات حيث تخفض بعضها الأسعار لجذب مزيد من الزبائن. وتوفرت الآن طرق حديثة في عملية استخراج زيت الأرغان بشكل مباشر من الثمار المجموعة حديثا. وبعد ذلك يتم التعامل مع الزيت آليا. وهذه الطرق تجعل عملية استخراج الزيت أسرع وفعالة من الناحية المادية. وتتوارث نساء البربر في جنوب غرب المغرب منذ قرون أسرار زيت الأرغان في الحفاظ على نضارة البشرة وعلاج السرطان وأمراض القلب والشرايين والروماتيزم والبروستاتا وأمراض الاطفال والامراض الجلدية. ويستخدم البعض زيت الأرغان في صناعة مستحضرات التجميل. وتمثل العائدات من بيع زيت الأرغان بين 25 و45 في المئة من دخل العائلات المغربية في وادي سوسة.