بدأت علاقة الإنسان بالأشجار والنباتات منذ بدء الخليقة , لما لها من فوائد عديدة , فمنها يستخرج الغذاء والدواء ويصنع الأثاث والكساء .. وهناك الشجرة المعجزة التي أصبحت حديث العالم اليوم بعد أن كشفت الدراسات والبحوث قيمتها الغذائية والصحية العالية . تلك هي شجرة المورينجا المعروفة ( بشجرة البان ) التي تغنى بها عدد من الشعراء الأقدمين , ,حيث قال ابن الرومي : غصونُ بان عليها الدهرَ فاكهة ٌ وما الفواكه مما يحمل البان ونرجسٌ باتَ ساري الطلِّ يضربُهُ وأقحوان منيرُ النورِ ريّان ولشدة تأثر الشعراء بجمال أغصانها وروعة أزهارها كانت دائما في مخيلتهم يستحضرونها مع مشاهد الجمال الأخرى , ووصفوا بها الغيد الحسان , حيث قال المتنبي : بدت قَمَراً وَمالَت خوطَ بانٍ وَفاحَت عَنبَراً وَرَنَت غَزالا وَجارَت في الحُكومَةِ ثُمَّ أَبدَت لَنا مِن حُسنِ قامَتِها اِعتِدالا والواقع أن اهتمام العالم الحديث تجاوز موضوع جمال أغصانها وحسن أوراقها وأزهارها إلى جملة فوائدها العظيمة .. لدرجة استحقت معها أن تسمى شجرة الحياة أو الشجرة المعجزة وفق ما يطلق عليها في بعض المواقع الغربية .ولها عند العرب أسماء عدة منها : اليسر والشوع والحبة الغالية وشجرة الرواق وشجرة الفقراء .. وغير ذلك من الأسماء . وميزة شجرة البان أنها تنبت في الأرض القاحلة وتتحمل الجفاف ولا تحتاج إلى كثير عناية . كما أنها تنمو بسرعة , بل تعتبر من أسرع الأشجار في النمو . وتوجد في أغلب مناطق المملكة . وقد ورد عنها في الطب الشعبي الهندي أنها تعالج 300 مرض وذكر ابن سيناء بعض خصائصها في الطب . ولها استخدامات كثيرة غذائية وصحية وزراعية وصناعية وكذلك في تنقية المياه ومياه الصرف , إذ يستفاد من جذورها وفروعها وأوراقها وزهورها وثمارها , فكل ما فيها ذو فائدة كبيرة . ويقال بأن زيتها يفوق في قيمته الغذائية زيت الزيتون . كما أجمع عدد من الأطباء على القيمة الفعالة للشجرة في علاج كثير من الأمراض . واعتبرها الباحث الدكتور أحمد قشاش الغامدي صاحب موسوعة النباتات في المملكة - الذي بيّن لنا الكثير من المعلومات عن هذه الشجرة التي أخذت مساحة كبيرة من مزعته الخاصة بتهامة الباحة بنوعيها الأسيوي والأفريقي – اعتبرها منجما غذائيا ودوائيا كبيرا لفوائدها الطبية إلى جانب كونها علفا غنيا للحيوانات واستخداماتها أيضا في مستحضرات التجميل وعلاج العقم عند النساء والضعف عند الرجال .وأصبحت هي الشجرة التي تتنافس عليها شركات الأدوية العالمية حيث يصنع منها الآن أكثر من 60 منتجا دوائيا و40 مكملا غذائيا يباع في أمريكا وأوروبا واليابان والصين وفي كثير من دول العالم . ولأن شجرة البان ملائمة جدا لبيئة بلادنا وزراعتها غير مكلفة وجدواها عظيمة فإن من الأهمية لو تسارع وزارة الزراعة باستزراعها بشكل كبير ومنظم في المناطق الصالحة لزراعتها وحث المواطنين لزراعتها أيضا , فقد تكون أحدى الموارد الاقتصادية لبلادنا في المستقبل القريب.