رمضان شهر القرآن والعبادة والخير والإحسان، ومع أنه شهر الصيام إلا أنه شهر الطعام كذلك؛ يتفنن فيه بأشهى أصناف الأطعمة والحلويات والمشروبات. ولم تعد تقتصر أهمية لذة المذاق لتقييم الأطباق الشهية بل أصبح تزيينها وتقديمها بشكل جميل يفوق لذة الطعم في كثير من الأحيان؛ وهناك علم خاص بتنسيق الأطعمة وتصميم الأطباق وديكور سفرة الطعام. ولاشك مع انتشار هواية التصوير على كافة مستويات المجتمع شملت أيضا ربات البيوت! فأصبح من قوانين الطبخ والمرحلة الأخيرة التي تختم بها الطاهيات عملهن هو تصوير الأطباق وكأنها تحف فنية تتباهى بها في مواقع التواصل الاجتماعي ناهيك عن التسويق لهذا النوع من التجارة. ولكن هل التصوير يكون بنفس احترافية الطبخ ؟ أم أنه لا علاقة بين الشكل الجميل والطعم اللذيذ؟ استضفنا الفنان الفوتوغرافي محمد صالح المنسف اختصاصي تصميم وتصوير أطعمة ومنتجات يعمل في هذا المجال منذ عام 96. حاصل على دبلوم في إدارة الألوان من أكاديمية يوسف علام مصر - 2005م . وكذلك - دبلوم في طباعة الأوفست والإخراج الفني - معهد هايدلبيرج - ألمانيا - 2008م - عضو لجنة التحكيم لتصوير الفوتوغرافي بجمعية الرميلة - الأحساء - أقام العديد من الدورات والمحاضرات في مجال التصوير والتصميم والمعالجة بالفوتوشوب (داخل السعودية ودول الخليج منها الكويت والبحرين وعمان) - حاصل على الجائزة الأولى (ريف الأحساء) لعمل فيلم وثائقي بإسم (صناعة الفخار بالأحساء) - 2012م قام بالتصوير الإعلاني للكثير من الشركات والمطاعم وأيضاً أعمال خيرية في نفس المجال وقدم لنا المنسف مشكوراً بعض النصائح لتصوير الأطعمة: في تصوير الأطعمة استخدم قاعدة (الأقل أفضل) فعندما تستخدم أقل (طعام وتزيين) ستشوق المشاهد أكثر. لا تطه الطعام مثلما تطهيه للأكل فسيفقد لونه وبريقة وأيضاً شكله وفي الأغلب سلقه فقط هي الطريقة المثلى. الصورة التي تلتقط من منظور الجالس على الطاولة ليأكل وارتفاع عينيه هو ارتفاع عدسة الكاميرا (45 درجة إلى الأسفل) هي الأنجح والأقرب للمشاهد. قم بتوزيع الإضاءة وإعداد الكاميرا ثم حضر الطعام لكي لاتخسر حرارته أو برودته أثناء التصوير. استخدام الترايبود يقلل من اهتزاز الصورة ويمكن إعادة تصويرها مع التعديل. إحرص على أن تكون العناصر الثانوية في مكانها العفوي والطبيعي فمثلاً الملعقة على يمين الصحن وكذلك مسكة الكوب في الجهة اليمنى. حاول دائماً أن تستخدم بعضاً من مكونات الوجبة نفسها كتدعيم للصورة(كالطحين والبيض والعناصر النية) فكر بِخَلق الإبداع وتعلم بقدر ما تستطيع ولا تيأس من المحاولات ودائماً تقدم وانظر إلى الأمام. ويختم المنسف بمقولة جميلة وهي "الإضاءة كاللغة متى ما حفظت حروفها وأتقنتها سوف تنطق وتتحدث بطلاقة؛ تتكلم بناءً على قواعد النحو والبلاغة؛ تنصب وترفع وتجر وتشكل الحروف حسب موقعها. بإمكانك أن تصيغ الشعر(القصيد) بأجمل المعاني في وصف محبوبتك (العنصر المراد تصويره). وكلما زادت المعاني لديك زادت ثقافتك. نتمنى لكم إضاءة موفقة !!