الجهل والكبر مرض خطير يترك اثرا سلبيا على صاحبه في دنياه واخرته والكبر هو العظمة، يقال: تكبر، مستكبر، وتكابر، وهو اسم من التكبر، والعظمة" وعرف اصطلاحاً عند الإمام الغزالي: "هو استعظام النفس، ورؤية قدرها فوق قدر الغير ونقيضه التواضع والجهل قد يكون اخف وطأة من مرض الكبر وعرف الجهل اصطلاحاً أن تعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه والجهل هو عدم العلم بما من شأنه أن يكون معلوماً. قال ابن منظور: الجهل نقيض العلم، وقد جهله فلان جهلا، وجهالة وجهل عليه، والتجهيل: أن تنسبه إلى الجهل، والجهالة: أن تفعل فعلا بغير علم، والشعر بشقيه النبطي والفصيح حارب كلا من الجهل والكبر لكونهما لا يتفقان وتوائم المجتمعات. يقول الامام الشافعي تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ وقال آخر: كم جاهل متواضع ستر التوضع جهله ومميز في علمه هدم التكبر فضله فدع التكبر ما حييت ولا تصاحب أهله فالكِبْر عيب للفتى أبدًا يقبح فعله الشاعر سعد بن جدلان الاكلبي تناول الجهل والكبر في هذه القصيدة بقوله: الجهالة في ابن آدم توليه الدبور لو طريقه غادي يحسب انه متجه يحسب ان ما مع شوره من الأشوار شور ما درى ان له مزاجٍ وللناس أمزجه يمكن يلقى مزاجٍ يبادله الشعور لو على فلم الشطارة وفلم الدبلجة وآخر المشوار لا حصلت ما في الصدور وكل زور فيه شورٍ إليا فاق اهرجه يحسب ان معه أفضلية توليه العبور إن لقى الملح أزعقه وإن لقى الحلو سمجه القمر والشمس كنها تسلف منه نور والجبال تصير تحته خيولٍ مسرجه السما عجزت تصل له جناحين الطيور ما وصله إلا محمد بليلة معرجه يا ابن آدم يلعن الله مختال فخور من تواضع تحت ربه يعليه درجه لجل ما تدخل جهنم علشان الغرور للعرب حاول تواضع وتعطيهم وجه من لقى عذب المشارب مثمرة الزهور ما قعد يغرف من البحر ويسوق حدجه