تزخر منطقة جازان بالكثير من الأهازيج الشعبية الجميلة والرائعة التي يرددها الناس في مختلف المواسم والمناسبات وفي هذه الأيام، ونحن نستقبل موسم الحج المعظم، نستعيد بعض الأهازيج الشعبية القديمة التي يرددها أهالي الشخص الذي ينوي الحج حيث كان الحج في ذلك الوقت مخاطرة كبيرة ويجد الحجاج مشاق وصعوبات كثيرة مادية وغير مادية ويسر الخزامى أن تلقي الضوء على بعض هذه الأهازيج ومنها هذه الأهزوجة التي يُطلق عليها «التلبية» وهي عبارة عن أبيات شعبية يرددها شعراء شعبيون مشهورون مع دخول أول أيام شهر ذي الحجة تقول الأهزوجة. الناس قد حجوا وبلغوا مرادهم وأنا اللي لا حجيت ولا بلغت مرادي يا راحلين إلى منى بعشية ردوا السلام على أهل ذاك الوادي هلَّ من عرفات نظرة حجه نال المنى منه ونال كل مراد لبسوا الثياب البيض لاتمام حجهم وأنا لأجلهم لبست سوادي ذبحوا ضحاياهم وسالت دماؤها وأنا لأجلهم نحرت فؤادي يا زوار مسجد طيبة من كان منكم رائحاً أو غادي إذا وصلتم سالمين فبلغوا مني السلام على أهل ذاك الوادي سلامٌ على أهل طيبة كلهم الشب والشيبان والأولاد أما النساء فيجتمعن في منزل الحاج ليلاً فيما يسمى (بالوداع) وهو عبارة عن أناشيد وأهازيج شعبية تؤديها النساء المشاركات في الوداع وهن جالسات دون رقص، وذلك تعظيماً لجلال المناسبة وقد سببها. تقول الأهزوجة: ودَّعن بك مصطفاية حالية كالسكراية قطْ ما سوَّن حكاية خاطرك يا أحمد حسن شانودعْ بالعزيز ذهب صافي من باريز من خيول عبدالعزيز خاطرك يا أحمد حسن وهذه أهزوجة أخرى للشاعر أحمد بن عمر مفتاح في وداع الحجاج قديماً تقول الأهزوجة: ودعت بك يا ضلع جنبي اليمين يا بوعمر يا مكتمل يا رزين ودَّعت بك ودمع عيني يجول هلَّت دموعي مثل هل المطر راجعت قلبي يوم عقلي افتكر وقلت يهنا من جواره الرسول يوم الخميس الصبح جد الفراق لا تنظر إلا الدمع وإلا العناق يدعي لهم بالعافية والقبول وفي أهزوجة قصيرة يقولون عند تجهيز قعادة الحاج، وهي السرير الخشبي المعروف «بالقعادة» التي يتم تجهيزها لاستقبال الحاج بعد عودته من بيت الله الحرام بعد أن يؤدي نسكه ويعود إلى أهله وذويه بعد رحلة شاقة تستغرق حوالي الشهرين من الزمن أو أكثر. تقول الأهزوجة: يوم تجيل القعادة كانت أيام السعادة والجميع في سرور وقبل وصول الحاج بيوم أو يومين يرسل مبشر يسمى (الصايح) يبشر أمله بقرب وصوله صائحاً بصوت عال - (الحاج فلان يُسلم عليكم) ويبشركم بقرب الوصول ويستقبل أهل الحاج الصايح استقبالاً رائعاً وجميلاً ويمدونه بالهدايا والأموال ويذبحون له الذبائح ويقدمون له «البشارة» وهي عبارة عن هدية ثمينة مكافأة للصايح على نقل البشرى السارة بوصول الحاج سالماً معافى من بيت الله الحرام.