يحيلك صاحب السمو الملكي الأمير الخلوق فيصل بن أحمد بن عبدالعزيز وأنت تقابله إلى شعور خاص حيث يزيل سموه الكريم وطأة إحساس ذلك اللقاء وهو مدرك لذلك. ليفتح مساحات من المودة والبساطة في التعامل مع زائريه ومحبيه وهو سلوك تلقائي لا يتصنعه ولا يتكلفه، الأمر الذي أعادني إلى استرجاع حزمة من المعطيات التي أعادتني إلى تذكر البيئة التي نشأ وترعرع فيها سموه في كنف والده الرمز الكبير أحمد بن عبدالعزيز أدامه الله، وما أتاحه لأبنائه من دروس يومية في فنون التعامل والتواصل مع الناس، إنها لجدارة وإبداع ظل يحققهما سموه ويحافظ عليهما عبر إتاحة تطبيقاتهما اليومية لأبنائه الكرام بضرورة تعميق حس المشاركة مع الناس، فلم استغرب حلاوة الثمرة لأنها مخدومة برعاية وعناية لا تخطئها العيون. جال في فكري كل ذاك عندما حضرت ليلة البارحة 1/9/1435ه مجلسه العامر لتهنئة سموه الكريم بحلول شهر رمضان المبارك، فلم أستغرب بشاشة الأمير الشاب فيصل بن أحمد محتفياً بضيوفه وزائريه ومن يقابله وهو يبادلهم شعورا جميلاً من التواصل والتقارب والترحيب وتشارك الفكرة وتداول البسمة. إن مواقف سموه الكريم لتعكس في مضمونها خصائص مدرسة أحمد بن عبدالعزيز في أصول التربية والأخلاق والممارسة السلوكية وهي التقاليد التي اكتسبها أحمد رمز الإنسانية والتواضع عبر تراكم خبراته ومزاياه الشخصية الفريدة التي منحت الناس أفضل مساحات التواصل والمشاركة الوجدانية. فطبع ذلك في مكونات وخصائص أنجاله الكرام وهي مفردات مهمة أرجو أن تتاح للمهتمين بالتربية والمفاهيم السلوكية فرصة مدارستها والتعرف على منظومتها الحياتية والأخلاقية الجديرة بالتقدير والاحترام. إن لقاء مع الأمير فيصل بن أحمد سيحيلك إلى إعادة تكراره ومبعث ذلك الأثر الطيب المترتب على البشاشة والبساطة في تواصله وتعامله مع كافة أطياف المجتمع، والدفء المتداول في جميع حواراته، ولا غرو أن فيصل بن أحمد يسير على خطى مدرسة والده حفظه الله، وظل حريصاً على إرساء مدرسة والده في تقاليدها وتعزيز تواصلها وامتدادها وتنشيط حضورها بين الناس الذين أحبوا ذاك الإنسان أحمد بن عبدالعزيز وأغدقوا عليه بالثناء المستحق حتى كانت ابتسامته الطيبة عنواناً لجودة الحياة وإشراقة شمسها. وفي لقائي ليلة البارحة مع الأمير فيصل بن أحمد، كان أوضح ما تجسد فيه استرجاع حقبة من الذكريات العبقة تراوحت بين التاريخ والجغرافيا في لحظة بدأ فيه مقطع من سيرة وبطولات قادتنا، يجول بخاطري مزهواً بالمفاخر والآداب والأخلاق والفروسية فيما كانت تتحول أرضنا الجرداء إلى حقول من التنمية والاخضرار بإصرار تجربة الإنجاز.. وبين هذا وذاك كانت صورة أحمد بن عبدالعزيز في المكان تفضي إلى مشاهد أخرى من الذكريات والفضائل والتقاليد العريقة والحضور الطاغي بالمحبة، فيما نجله الشاب الخلوق الوفي فيصل، يعيد للذكريات انسيابها القوي باستحضار مواقف رائعة تعيدنا للماضي وتقوِّي بداخلنا الاعتزاز بحاضرنا.. ومن باب الوفاء سطرت هذا المقال عرفاناً وإجلالاً لسمو أخلاقه ومواقف سموه الكريم مع الجميع، متعه الله بالصحة والعافية، وأكثر الله من أمثاله في هذا الوطن الشامخ المعطاء.