تدرس حكومة الاحتلال الاسرائيلية حجم ردها على مقتل ثلاثة مستوطنين اختطفوا في الضفة الغربيةالمحتلة والتي اتهمت حركة "حماس" بالوقوف وراءها مع تأكيدها على رغبتها في عدم تأجيج المنطقة وخسارة تعاطف المجتمع الدولي. ودعا المعلقون الاسرائيليون رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو الى الحفاظ على هدوئه والتركيز على شن "عمليات موجهة ومحدودة". واكد وزير الحرب الاسرائيلي موشيه يعالون في بيان "نعتبر حماس مسؤولة عن خطف وقتل الشبان. ونحن نعرف كيف نصفي حسابنا معهم" دون الادلاء بمزيد من التفاصيل مشيرا الى ان مطاردة الخاطفين مستمرة. وشن طيران العدو الحربي ليل الاثنين الثلاثاء نحو ثلاثين غارة جوية على اهداف مختلفة في قطاع غزة المحاصر، ما اوقع اربعة جرحى، بينما اشار متحدث باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس الى ان ثمانية صواريخ اطلقت من غزة سقطت في جنوبفلسطينالمحتلة دون التسبب باصابات. واستشهد شاب فلسطيني فجر أمس برصاص الجيش الاسرائيلي خلال عملية عسكرية في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية. ولا يبدو ان لمقتله علاقة بالعمليات المتعلقة بمقتل الاسرائيليين الثلاثة. وعثر على جثث ايال افراخ (19 عاما) ونفتالي فرينيكل وجلعاد شاعر وكلاهما يبلغان من العمر 16 عاما مساء الاثنين بالقرب من منطقة حلحول التي تبعد نحو عشر دقائق من المكان الذي شوهدوا فيه للمرة الاخيرة. وتم دفنهم بعد ظهر أمس. واختفى الشبان الثلاثة وهم طلاب في مدرسة دينية يهودية في 12 حزيران/يونيو قرب غوش عتصيون حيث كانوا يستوقفون السيارات المارة لتوصيلهم مجانا الى القدسالمحتلة. وتقع كتلة (غوش عتصيون) الاستيطانية بين مدينتي بيت لحم والخليل في جنوبالضفة الغربية. وزعم نتنياهو مساء الاثنين ان "حماس" مسؤولة عن مقتل الاسرائيليين الثلاثة و"ستدفع" ثمن ذلك. وقال كما نقل عنه مكتبه ان الشبان "خطفوا واغتيلوا بدم بارد بايدي حيوانات باشكال بشر. ان حماس مسؤولة وحماس ستدفع" الثمن.-على حد تعبيره- من جهته أكد سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة لوكالة فرانس برس "اذا اقدم الاحتلال الاسرائيلي على اي تصعيد او حرب فان أبواب جهنم ستفتح على المحتلين". وقام الجيش الاسرائيلي في وقت متأخر من ليل الاثنين الثلاثاء بهدم منزلي المشتبه بهما الرئيسيين في عملية الخطف، بينما لا يزال جيش الاحتلال يبحث عنهما. وخلال عملية البحث عن الاسرائيليين الثلاثة، استشهد خمسة فلسطينيين واعتقل 420 منهم من بينهم 305 نشطاء في حركة "حماس" في الضفة الغربية. وقال معلق في صحيفة "يديعوت احرونوت" انه يأمل ان يقوم الوزراء "بالتفكير اولا في العدو الخارجي" مضيفا "يجب ان تواصل اسرائيل ضرب حماس ولكن يجب ان تفعل ذلك بشكل ذكي ومحدد الاهداف" بدون معاقبة السكان الفلسطينيين او السلطة الفلسطينية. ومن ناحيته، استدعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيادة الفلسطينية الى اجتماع طارئ بينما يبدو اتفاق المصالحة مع حركة "حماس" الذي نتج عنه تشكيل حكومة وفاق وطني في الضفة الغربية وقطاع غزة، مهددا بالانهيار. واعتبر الخبير العسكري في صحيفة "هآرتس" اليسارية ان "الهدف المعلن للحكومة هو ردع الفلسطينيين ولكن هدفها العملي هو تهدئة الاسرائيليين"، محذرا من موجة هجمات فردية قد تستهدف الفلسطينيين او عرب الداخل. ورفعت الشرطة الاسرائيلية حالة التأهب خوفا من وقوع هجمات او عمليات انتقام من هذا النوع. وحذرت صحيفة "هآرتس" من مغبة الاعتقاد بان "اتخاذ اجراءات دراماتيكية ضد حماس سيكون امرا رائعا" بل قد يؤدي ذلك الى اطلاق الصواريخ على تل ابيب. واكد معلق في صحيفة "معاريف" انه "في غضون ثلاثة ايام، سينسى الكل الشبان الثلاثة الذين اغتيلوا وستتركز انظار العالم على (معاناة) السكان الفلسطينيين القابعين تحت بطش المحتل". وفي رد فعل على مقتل الاسرائيليين الثلاثة، دان الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين ما وصفه "العمل الارهابي" مشيرا في بيان الى ان "الولاياتالمتحدة تدين باقوى العبارات هذا العمل الارهابي غير المنطقي الذي ارتكب بحق شبان ابرياء". واعرب الاتحاد الاوروبي عن امله "بتقديم منفذي هذا العمل الهمجي بسرعة الى العدالة". وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية ان هذا "عمل مشين ويشكل جريمة حرب في حال ارتكابه من قبل جماعة مسلحة". وحتى الان لم تتبن اي جهة بشكل موثوق هذه العملية ولكن جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "جماعة انصار الدولة الاسلامية" والتي أعلنت ولاءها للدولة الاسلامية (داعش) التي تقاتل في سورية والعراق، تبنت اختطاف وقتل الاسرائيليين في بيان نشر على مواقع الكترونية اسلامية. جنود الاحتلال يحتجزون شاباً فلسطينياً على مدخل مدينة حلحول قرب الخليل. (أ.ف.ب)