متعة التعبد وروعة القراءة ..خطوط مضيئة تقاطعت في الحرم المكي، حيث يشهد البيت العتيق حراكاً علمياً وثقافياً لافتاً ولأول مرة في تاريخ المسجد الحرام تظهر الخدمات الثقافية على المشهد العام بشكل بارز نظراً للتطور الخدمي المطرد لمكتبة المسجد الحرام التي ظهرت وكأنها تسابق الزمن لتوفير عوامل الجذب ووسائل الخدمة للمرتادين. ويقول الشيخ محمد سيد أحمد مطيع الرحمن مدير مكتبة المسجد الحرام : المشروع يعتبر نقلة نوعية للارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة في المسجد الحرام لزوار بيت الله الحرام من الوفود والحجاج والمعتمرين وطلاب العلم . وتحتوي المكتبة على كثير من المعارف والعلوم ،فتضم بين جنباتها أكثر من ثلاثين ألف كتاب من أمهات الكتب وأحدث الطبعات المحققة،وتضم كذلك جميع ما يلقى في الحرمين الشريفين من دروس وخطب وتلاوات على أشرطة صوتية أو أسطوانات (CD) يستطيع الزائر الحصول عليها من المكتبة مجانًا . وأضاف : ومن التطورات النوعية السماح بدخول النساء إلى المكتبة للاستفادة منها، ويستطعن الحصول على مبتغاهن من الكتب والأشرطة وقد تم تخصيص يومي الخميس والسبت من كل أسبوع للنساء من الساعة الثالثة ظهرا حتى الساعة السابعة مساء. وبالتعاون مع مركز تقنية المعلومات بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي،ولتحقيق التقدم المنشود، ومواكبة التطورات العلمية، والتقنية الحديثة في العالم، تم افتتاح خدمة تصفح الكتاب الرقمي، إذ تضم المكتبة مكتبة رقمية تحتوي على أكثر من ثلاثين ألف كتاب (PDF) على حاسبات منتشرة بالمكتبة، يستطيع الباحث تصفحها،وطلب نَسْخِ أي كتب منها على (CD) مجانًا. وقال : وكذلك يوجد بالمكتبة خدمة الاستعلام الذاتي من خلال أجهزة الحاسب الآلي التي أصبحت في متناول أي زائر للمكتبة . كما تم توفير التصوير الذاتي بالمكتبة وتوفير كتب باللغات ( الانجليزية ، الفرنسية ، الأوردية ، البنغالية ، الإندونيسية ، المليبارية ، السواحلية ) وغيرها من اللغات لغير الناطقين باللغة العربية، وتم تخصيص ركن في المكتبة لذلك . ومما يتوفر بمكتبة المسجد الحرام أيضا خدمة المخطوطات الرقمية، فبعض مخطوطات مكتبة الحرم المكي الشريف متوفرة على الحاسب، يستطيع الباحث الوصول إليها بسهولة، وسيتم استجلاب نسخ من بقية مخطوطات مكتبة الحرم المكي الشريف قريبًا إن شاء الله تعالى . كما تتوفر خدمة الانترنت لمرتادي المكتبة، وكذلك خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ، فوُضِع للمكفوفين أجهزة خاصة بتقنية عالية. والمكتبة تفتح أبوابها من الصباح إلى منتصف الليل بصفة مستمرة، مما جعل إقبال قاصدي بيت الله الحرام على المكتبة يزداد ؛ لوجودها داخل المسجد الحرام، وفي شهر رمضان المبارك تفتح أبواب المكتبة على فترتين الأولى من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الرابعة والنصف عصراً والثانية من الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الثانية والنصف ليلاً . وتستقبل المكتبة يوميا ما يقارب 700 زائر من قاصدي المسجد الحرام وكما تستقبل أيضا وفودًا طلابية وأساتذة وأكاديميين جامعيين ومشايخ من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي .