بداية اللهم ارحم شهيدة العلم ناهد المانع طالبة جامعة الجوف التي اغتالتها يد الشر حيث أرادت الاستزادة من العلم والارتقاء بنفسها ومن ثم مجتمعها وأمتها. قتلتها يد الغدر وهي بكامل حشمتها وحجابها، قتلتها يد الغدر وهي في طريقها لجامعتها مع صباحات يوم غير سعيد، ناهد ابنة الجوف كانت بكامل حشمتها وحجابها حين قتلت وهي رسالة عملية وقوية لمن يثير بين فترة وأخرى أن الابتعاث تغريب وتشويه للمرأة المسلمة..، لا أريد أن أقف أمام بعض الأصوات القليلة والنشاز والتي حاولت الإساءة للفتاة لأنني كغيري تألمت لوفاتها قتلاًِ وتألمت من بعض الغربان حين حاولت النيل من الفتاة وأهلها وجامعتها متناسية أنها الآن بكل عفافها وحشمتها بين يدي رب رحيم عزيز، ولها علينا واجب الدعاء لها بالرحمة والغفران، ولأهلها ومحبيها بالصبر والسلوان..، ولكن سعدت لارتفاع حالة الوعي عند الكثيرين ولله الحمد من شبابنا وفتياتنا حيث جاءت قراءة الحادثه في سياقها الثقافي والاجتماعي بمعطيات متنوعة المشارب متجاوزين -وهنا مربط الفرس كما يقال- تلك الصورة الذهنية السلبية تجاه المرأة حيث تفاعل الأكثرية مع الحادثة برؤية إنسانية ووطنية..، وإن كان من مأخذ على البعض هو محاولة ربط الحادثة بالابتعاث والنظر له بمنظور سلبي.. وقد جاء ذلك من بعض المغردين ناقدين الابتعاث واعتباره مضراً للفتيات، وأن جامعاتنا أخطأت بابتعاث المعيدات والمحاضرات لدراسة الماجستير والدكتوراه.. فيما بعض هؤلاء المغردين آباء وأمهات وإخوة وأخوات لبنات يدرسن الآن في جامعات أمريكية وأوربية وأسترالية.. فهل مازال بعضنا يناقض نفسه بين أقواله وأفعاله أم هي عملية الكيل بمكيالين يتباين فيها العام والخاص إلى حد التناقض..؟ وهل مازال بعضنا يبحث عن سلبيات الابتعاث وقد بات برنامجاً تنموياً ثمراته أصبحت ملموسة للجميع، فنحن اليوم نرى بعض المبتعثين والمبتعثات يتقدمون علمياً ويبزون أقرانهم من الجنسيات الأخرى عبر ابتكارات ودراسات علمية أبهرت الجامعات الغربية، بل وجعلت من بعض تلك الجامعات تعرض عليهم العمل لديها أو في مؤسساتهم، ووصل الأمر إلى عرض الجنسية على بعض هؤلاء المتميزين والمتميزات..، ومكاسب المجتمع ومؤسساته مع عودة هؤلاء لن تقف عند حد فهي ستشمل كافة المؤسسات وعلى رأسها الجامعات السعودية التي عانت لفترة طويلة من رتابة وتوقف حراكها العلمي نتيجة عدم تجديد دمائها علمياً سواء عبر الابتعاث أو الشراكات العلمية المتطورة والمتنوعة مع جامعات عالمية.. الحادثة بداية فردية ومن الخطأ ان يكون رد فعلنا عاطفياً فننظر للابتعاث كما لو كان خطأ بجملته.. ولكنه -أي الحادث- يتطلب منا جميعاً وخاصة الملحقيات الثقافية دعم المبتعثات والمبتعثين بمعلومات عن الأماكن المناسبة للإقامة، فجميعنا يعرف يقيناً أن هناك مناطق في الدول الغربيه تتميز بالعنصرية الصارخة تجاه أي غريب، أيضاً ضرورة تثقيف مبتعثينا في ضرورة الابتعاد عن مسببات إثارة العنصرية بكل مسبباتها وأشكالها..، مع ضرورة أن تكون في الملحقيات عناصر بشرية تعمل على مدار الساعة لتسهيل دعم أي طالب أو طالبة.. في حال حدوث أي مشكلة..؟ ناهد المانع طالتها يد الغدر والعنصرية وهي تطلب العلم بكامل حشمتها.. مؤكدة للجميع وخاصة من يقف ضد الابتعاث أن فتياتنا يتميزن بتمسكهن بدينهن في كل مكان.