يعتبر كيسوكي هوندا "محرك" المنتخب الياباني وهو فرض نفسه من أبرز العناصر الاساسية في تشكيلة "الساموراي الأزرق" الذي يعول على لاعب ميلان الايطالي من أجل أن يقوده لتكرار إنجازي مونديالي 2002 و2010 وبلوغ الدور الثاني. قد يكون الدور الثاني هدفا منطقيا لليابانيين رغم خسارتهم مباراتهم الاولى في البرازيل 2014 امام ساحل العاج (1-2) في مجموعة تضم اليونان وكولومبيا، لكن هوندا الطموح بتطلعاته والجريء بتصريحاته لا يرى حائلا دون ذهاب فريق المدرب الايطالي البرتو زاكيروني حتى.. النهاية والفوز باللقب العالمي. في نهائيات مونديال 2014 قاد هوندا منتخب بلاده لبلوغ الدور الثاني بتسجيله هدفين في الدور الاول ضد الكاميرون (1-صفر) والدنمارك من ركلة حرة رائعة (3-1)، لكن مشوار "الساموراي الأزرق" انتهى على يد الباراغواي التي اسقطت المنتخب الآسيوي بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي. ويبدو ان هوندا جاهز للتحدي البرازيلي وقد أثبت ذلك بتسجيله هدف التقدم على ساحل العاج، ليصبح اول لاعب ياباني يسجل ثلاثة اهداف في النهائيات وأول لاعب من بلاده يسجل في نسختين من كأس العالم. ما هو مؤكد أن هوندا الذي يطلق عليه في بلاده "الأمبراطور كيسوكي" والمنتقل في يناير الماضي من سسكا موسكو الروسي الى ميلان الإيطالي، هو القلب النابض و"محرك" منتخب الساموراي الأزرق ويقدم دوماً القيمة المضافة في وسط الملعب. يشبه هوندا بطريقة تشقير شعره وعمله الدؤوب في الوسط وملابسه الجريئة، نجم المنتخب السابق هيديتوشي ناكاتا الذي حمل ألوان المنتخب في مونديالي 2002 و2006. فرض هوندا، صاحب الشخصية القوية، نفسه خليفة لناكاتا وشونسوكي ناكامورا في خط وسط اليابان، وبرغم شهرة شينجي كاغاوا لانتقاله الى مانشستر يونايتد، بقي نجم سسكا موسكو الروسي السابق صانع العاب اليابان الرئيس، وبفضل هدوئه وقدرته على الاحتواء، يملك ابن الثامنة والعشرين قدرة هائلة على قراءة المباريات، المراوغة والتسجيل. ينحدر هوندا من عائلة رياضية، فشقيقه الاكبر كان لاعب كرة قدم، وعمه دايسابورو مثل اليابان في رياضة الزوارق في ألعاب 1964 الاولمبية التي اقيمت على ارضه في طوكيو، كما ان تامون هوندا، نجل دايسابورو، شارك ثلاث مرات في العاب 1984 و1988 و1992 الاولمبية في رياضة المصارعة الحرة. ورغم النسب العائلي الرياضي، لم تكن بداية المسيرة الكروية لهوندا موفقة على الاطلاق، لعب مع فريق الناشئين في غامبا اوساكا الذي يتميز بأكاديميات الشباب، لكن لم يتم اختياره ما دفعه للعودة إلى الثانوية. وبعد ان انهى دراسته، وقع هوندا مع ناغويا غرامبوس ايت لكنه كان يطمح منذ تلك الفترة باللعب عبر البحار، حقق حلمه عندما انتقل إلى فينلو الهولندي عام 2008، اي في العام الذي سجل بدايته الدولية. ولفت هوندا بأدائه المميز انتباه سسكا موسكو الذي ضمه الى صفوفه في 2010، اي في العام الذي كان فريقه الجديد مشاركا في مسابقة دوري ابطال اوروبا، فتصدر "الامبراطور كيسوكي" العناوين عندما سجل ركلة حرة من 30 متراً بقدمه اليسرى في مرمى اشبيلية الأسباني، مساهماً في قيادة سسكا ليكون ثاني فريق روسي يتأهل الى ربع النهائي بعد سبارتاك موسكو. وفي يناير 2014 حقق هوندا حلم الطفولة بالتوقيع مع ميلان لكن مشوار الاخير لم يكن موفقا في الدوري المحلي وعلى صعيد القاري ولن يحصل النجم الياباني على فرصة المشاركة في دوري ابطال اوروبا او حتى الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" الموسم المقبل، ما يجعل كأس العالم 2014 فرصته لكي يلمع بين الكبار على امل ان لا ينتهي مشوار "الساموراي الازرق" باكرا كما حصل معه عامي 1998 و2006.