اكد معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز ال الشيخ ان النازلة عند المتقدمين هي الامر الشديد من شدائد الدهر وفي القرون المتوسطة شاع عند الاندلسيين خاصة وعند بعض المالكية تسمية الفتوى بالنازلة فيقال فقه النازلة اي فتاوى اما في الاستعمال المعاصر اصبحت النوازل بمعنى اخر وهي المسائل المستجدة مثل الحادثة التي تحتاج الى اجتهاد عصري بها اي انها مسائل لم تكن سابقة وانما هي حادثة وقد يكون الحدوث باعتبار نوعها او باعتبار وصفها. وبين معاليه في محاضرة القاها امس بمعهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج بجامعة ام القرى بعنوان «فقه النوازل في الحج» ان المناسك اجتماع كبير جدا يحتاج الى الكثير من الاجتهاد والنصوص فيها قليلة ولذلك الخلاف واختلاف اهل العلم في الحج وفي احكامه كثير جدا فكان لابد من عرض فقه النوازل في الحج لا سيما ما يحدث في الضرورة اليوم والتي نجد فيها ان المشقة اصابت الناس». واوضح ان الاجتهاد والذي نريده للوصول الى حكم في فقه النوازل نوعان الاول اجتهاد فردي والثاني اجتهاد جماعي مشيرا الى ان الاجتهاد كلما كان اجتهادا جماعيا كلما كان اقرب الى حكم الله عز وجل لان يد الله مع الجماعة وقال معاليه «يجب على اهل العلم اذا نزلت نازلة ان يبادروا في هيئاتهم ومؤسساتهم ومجامعهم الى دراستها وبيان حكم الله فيها.. فالتأخر في ذلك يجعل الاجتهادات الفردية تظهر محذرا من المسارعة في الاجتهاد في النوازل والانتظار حتى معرفة راي اهل العلم الذي يصار الى علمهم في مثل هذه المسائل». وبين معالي الشيخ صالح ال الشيخ ان نوازل الحج كثيرة فمثلا تحديد اعداد الحجيج والاصل من اراد البيت فانه يكفيه ولكن هل المكان يتسع لاعداد كبيرة فاعداد الحجاج تحتاج الى نظر واجتهاد لمن له الاهلية في ذلك موضحا معاليه ان الواجب اذا تزاحم مع واجب اخر فانه يترك للمسلم الاخر ان يقوم بواجبه اذا كان المكان ضاق بمفترض ومتنفل وقال «ان على المتنفل ان يفسح المكان للمفترض ولا بد من اعادة النظر في اعداد الحجاج لانه لايمكن ان يكون هناك تيسير في الحج الا بتخفيض اعداد الحجاج المتزايدة عاما بعد عام». واضاف معاليه ان من نوازل الحج كذلك الضيق في منى ونحن نشاهد ان الناس يفترشون الارض مما يسبب الازدحام والمضايقة الشديدة كما ان المبيت في منى واجب مطلقا وهذا ايضا يحتاج الى نظر ولذلك فتح النظر لمعنى النوازل في الحج. ولفت معاليه الى ان مسالة الانابة في الرمي وحج الفرض عن المراة ولمن لديه نوع من العجز بحاجة الى النظر ايضا وكذلك وقت الرمي وقال «عندما اشتدت الضائقة على الناس نظر اهل العلم انه يجب ان يمتد وقت الرمي الى منتصف الليل».