أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الحج عبادة عظيمة وركن مهم من أركان الإسلام واجتماع كبير للمسلمين ولذلك هو يحتاج منا إلى المزيد من الاجتهادات الفقهية التي تصب في مصلحة وسلامة الحاج وتساعده وتسانده وتدعم مسيرته واستقراره طوال رحلته التي ظل ينتظرها منذ عشرات السنين ليتمكن من أداء فريضته وأكد معالي الوزير وخاصة في ظل أن النصوص الشرعية في هذا الباب قليلة وغير كافية لمعالجة المشكلات والقضايا المعاصرة التي طرأت وتحتاج إلى نظر وبحث ، ولذلك نلاحظ اختلافات أهل العلم في جوانب الحج وأحكامه كثيرة لعدم وجود الرأي الفقهي والنص الشرعي الواضح في كثير من القضايا ، ولذلك لابد للمهتمين والمتخصصين والمتعمقين في فقه الحج من الوقوف أمام هذه الاختلافات وهذه المسائل التي طرأت وعكفوا على دراستها وقراءة النصوص بعناية والتأمل والتعمق داخل سطور أبحاث (فقه النوازل في الحج) وخاصة في هذا الزمن الذي يكثر فيه جهل عامة الناس بالعلوم الشرعية والأحكام الفقهية مما يكون احد مسببات الكوارث وما نشاهده اليوم من الازدحام الشديد عند الطواف والسعي وعند رمي الجمرات والمبيت في منى الناتج عن تزايد عدد الحجاج يفرض على العلماء وطلبة العلم والدعاة والباحثين التركيز في بحوثهم عن أسباب المشقة التي أصابت الناس وشغلتهم وقال معالي الوزير مؤكداً: (الاجتهاد الذي نتطلع لبلوغه في مضمون (فقه النوازل) نوعان .. الأول: الاجتهاد الفردي ، والثاني: الاجتهاد الجماعي ، والواقع والتجارب تؤكد بأن الاجتهاد إذا كان جماعيا كان اقرب الى حكم الله عز وجل وهو الصواب ، ولذلك عند نزول نازلة ما يجب على أهل العلم المبادرة من خلال هيئاتهم ومؤسساتهم ومجامعهم لدراستها وبيان حكم الله في هذا الموضوع وبالتالي يصبح الرأي الجماعي محل التقدير والقبول عند جميع الأطراف المعنية). وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ رعاية المملكة لشؤون الحج والحجاج وقوامتها على الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة موضحاً أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز (وفقهم الله) يتطلعون دائما لتصبح رحلة الحج سهلة ومريحة وميسرة ومأمونة ومضمونة من جميع الجوانب ومتاحة لجميع المسلمين ، والمتابع لدورهم العظيم في هذا الجانب يلاحظ بأنهم يعملون مواصلين الليل بالنهار لتوسعة الحرمين الشريفين وتهيئة المساحات المحيطة ومنطقة المشاعر المقدسة لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن الذين يتزايدون في كل عام بشكل ملحوظ تحفهم عناية الله تعالى ثم رعاية الدولة السعودية المباركة التي جعلت من هذا الموضوع أول واهم أعمالها واهتماماتها وقال معالي الوزير إل الشيخ: (نحن نشاهد بكل اعتزاز هذه المشاريع المباركة والتوسعة العظيمة والغير مسبوقة للحرمين الشريفين وهذا يأتي بفضل الله تعالى وتوفيقه الذي جند أبناء الوطن ومكتسباته لخدمة ضيوف الرحمن ورعاية الحرمين الشريفين والعناية بما يتصل بالحج والحجاج بتوجيهات ولاة الأمر الكرام) . وأوضح آل الشيخ اختلافات أهل العلم حول رحلة الحج وأحكامه كثيرة ومتشعبة ، ولابد من التفكير للاستفادة من فقه النوازل في الحج وهذا الأمر يتطلب مزيداً من الاجتهاد الجماعي من أهل العلم مشيراً إلى أن من أهم النقاط التي تفرض علينا النظر فيها من خلال فقه نوازل الحج في هذا الزمن : أعداد الحجاج المتزايدة عاما بعد عام ، والمبيت في منى الذي أصبح فيه صعوبة بالغة في ظل محدودية مساحة منى وزيادة إعداد الحجاج كما هو معروف للجميع مما ينتج عنه مجموعة من الإشكالات ومن أبرزها استمرار ظاهرة الافتراش التي تفشت وأصبحت قضية بالغة الصعوبة وتحتاج إلى دراسة وبحث دقيق يحقق حلولا فقهية نتعامل بها وفق نصوص واضحة ومعتمدة ومن الإشكالات قضية الازدحام الناتجة عن ضيق المساحات لمحدودية الحدود الشرعية للمشاعر وهذه بلا شك تحتاج إلى نظرة فقهية ، ومن المواضيع التي تحتاج إلى الدراسة والنظر والبحث موضوع حج الفرض عن المرأة والعاجز ، وموضوع الإنابة في الرمي ووقته الذي عندما اشتدت فيه الضائقة على الناس نظر أهل العلم إلى انه يجب أن يمتد وقت الرمي إلى منتصف الليل . وأكد معاليه أن الأعمال الجليلة المشكورة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله لتذليل الصعوبات أمام حجاج بيت الله الحرام في منطقة المشاعر المقدسة هي في الواقع مفخرة لكل مسلم ودافع لكل مواطن ومقيم ولكل من يعمل في خدمة الحجاج وتدفعهم ليقدموا المزيد ويبذلوا ما يستطيعون تقديمه لخدمة ضيوف الرحمن والمحافظة على أمنهم وسلامتهم وراحتهم واستقرارهم ، وهذا هو ديدن القيادة الرشيدة في هذا البلد الطيب منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه فقد تكفلت بهذا الواجب وقامت بخدمة ضيوف الرحمن والعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة خير قيام مشيراً إلى أن ما نراه على أرض الواقع من هذه المشروعات العملاقة دليل واضح يؤكد عناية الدولة السعودية بالإسلام والمسلمين ، وتوسعة وعمارة الحرمين الشريفين ومنطقة المشاعر، ومشروع الخيام المطورة المقاومة للحريق والمجهزة بجميع الخدمات التي خصصت لراحة الحجاج وصحتهم وسلامتهم ، ومشروع منشأة جسر الجمرات الذي شهد مرحلة تطويرية مهمة وكبيرة لتحقيق الأمن والسلامة والراحة والطمأنينة للحجاج ، ويعتبر مشروع قطار المشاعر من المشروعات الضخمة والفريدة والجديدة في عصرنا الحالي وهو من المشاريع العملاقة التي اهتمت بها الدولة السعودية حرصا من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على راحة الحجاج وتوفير أفضل وسائل النقل المأمون والسريع الذي يوفر لهم وسائل السلامة والتنقل العصري ويعكس عناية الدولة بخدمة الحجاج وسوف يتم الاستفادة منه في موسم هذا العام بنسبة تجريبية بإذن الله تعالى تصل إلى الاستفادة الكاملة في موسم الحج القادم وهو بلا مشروع عملاق ومكرمة جديدة تضاف إلى الأعمال الجليلة التي وجه بتنفيذها خادم الحرمين الشريفين ضمن المشروعات المباركة التي لا تتوقف في المملكة العربية السعودية .